مواعدة زميل في العمل هي تجربة شائعة ومعقدة في آن واحد. من جهة، يمكن أن توفر بيئة العمل المشتركة فرصة للتعرف على الشخص الآخر بشكل أعمق؛ ما قد يؤدي إلى علاقة متناغمة ومريحة. ومن جهة أخرى، تحمل هذه العلاقات مخاطر قد تؤثر في الحياة المهنية والشخصية.
وعلى الرغم من شيوع هذه العلاقات، تواجه المواعدة في مكان العمل تحديات تتعلق بتوازن الحياة المهنية والعاطفية، بالإضافة إلى أن بعض أماكن العمل تفرض إرشادات صارمة تحظر العلاقات الرومانسية بين الزملاء.
قبل اتخاذ قرار المواعدة مع زميل في العمل، من الضروري أن تأخذي في اعتبارك عدة نقاط مهمة لتفادي التحديات المحتملة، وفقًا لخبراء الاستشارة في موقع Verywell Mind:
فهم السياسة الرسمية
إذا قررتِ المضي قدمًا رغم المخاطر، فإن من الضروري أن تكوني على دراية بسياسات المواعدة الرسمية في مكان عملك.
تنصح المدربة المهنية ومؤسسة TDJ Consulting، تراميل دي جونز، بقراءة دليل السياسات بعناية لفهم جميع التفاصيل المتعلقة بالعلاقات في بيئة العمل، بما في ذلك أي قضايا قانونية قد تنشأ.
قد تكون الرومانسيات بين الزملاء محظورة أو محددة في بعض أماكن العمل، لذا تأكدي دائمًا من معرفة السياسة الرسمية لتجنب أي عواقب محتملة.
عدم الاندفاع
حتى بعد تقييم المخاطر والتحقق من سياسة الشركة، من الضروري التقدم بحذر عند اتخاذ قرار المواعدة مع زميل عملك.
الاندفاع في علاقة رومانسية داخل مكان العمل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل غير متوقعة. لبناء علاقة رومانسية قوية وتجنب تأثيرات سلبية على حياتك المهنية، من المهم أن تتبعي نهجًا مدروسًا. تأكدي من بناء أساس قوي للعلاقة أولاً، وأخذ الأمور ببطء لتفادي أي مخاطر أو تعقيدات محتملة.
وضع قواعد واضحة
الحفاظ على الاحترافية أمر أساسي عند المواعدة مع زميل عمل. وضع قواعد واضحة وفصل حياتك الشخصية عن حياتك المهنية يمكن أن يساعد على تجنب المشاكل.
تعاملا مع بعضكما البعض بالطريقة نفسها التي تعاملان بها زملاء العمل عندما تكونان في العمل، أو في حضور زملائك في العمل.
بالإضافة إلى ذلك، التأكد من أن كلا الطرفين قادران على التعامل مع الانفصال بشكل ناضج يمكن أن يحمي كل من العلاقة الشخصية والمهنية.
فصل الحياة المهنية عن الشخصية
قومي بإنشاء فصل واضح بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية؛ ما يعني تجنب الحديث عن حياتك الشخصية في العمل وتجنب الحديث عن العمل خارج المكتب.
تأكدي من وضوح طبيعة علاقتك مع شريكك وتوافقكما بشأن التوقعات والحدود. وضع هذه الحدود يقلل من خطر حدوث تضارب في المصالح الذي قد يؤثر في وظيفتك أو علاقتك، ويساعد على الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة.
لا تظهري التفضيل
كوني حذرة في معاملة شريكك وزملاء العمل بالتساوي. تجنبي مناقشة علاقتك الشخصية مع زملاء العمل أو إشراكهم في تفاصيلها لتفادي أي أحكام غير عادلة.
إذا كان زملاؤك على علم بعلاقتك، قد يشعرون بالاستياء إذا اعتقدوا أن أحدكما يحصل على معاملة خاصة بسبب العلاقة. لتفادي ذلك، احرصي على التعامل بشكل عادل ومنصف مع الجميع في مكان العمل.
هناك عدد من الاعتبارات التي يجب وضعها في الاعتبار قبل مواعدة زميل عمل. وتشمل التالي:
انتهاكات السياسة: تحققي من سياسات الشركة بشأن المواعدة في مكان العمل. بعض الشركات قد يكون لديها قواعد تمنع مواعدة المرؤوسين أو تفرض قيودًا معينة.
قضايا الخصوصية: قد يكون لديك توقعات خاصة للخصوصية، لكن الحفاظ عليها قد يكون صعبًا عندما تكونين مرتبطة عاطفيًا بزميل.
تضارب المصالح: العلاقات بين المشرفين والمرؤوسين يمكن أن تخلق تضاربًا في المصالح وإمكانية إساءة استخدام السلطة.
التبعية والتمييز: بعد انتهاء العلاقة، قد تنشأ ادعاءات تمييز أو انتقام إذا شعر أحد الأطراف بأنه يعامل بشكل غير عادل، خاصة في العلاقات بين المشرفين والمرؤوسين.
إذا كنت تواجهين صعوبات في العمل بسبب علاقة حب مع زميل، فقد يكون من المفيد استشارة متخصص في الصحة النفسية. يمكن للمهنيين مساعدتك على وضع حدود واضحة والحفاظ عليها، بالإضافة إلى تطوير إستراتيجيات للتأقلم والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية بفعالية أكبر.