تعتبر فترة العودة إلى المدرسة بمثابة عاصفة، تثير مخاوف الآباء والأطفال على حد سواء.
فمع بدء العام الدراسي الجديد، تنتشر مشاعر القلق والتوتّر، بدءًا من التساؤلات حول الأصدقاء والمعلمين الجدد، وحتى التكيف مع الروتين اليومي الجديد.
ولكن لا تقلقي، هنا سنقدم لك مجموعة من النصائح القيمة التي قدمها خبراء في التربية لموقع Experience life لمساعدة الوالدين على تجاوز هذه المرحلة بنجاح وهدوء.
أهمية الاعتراف بالمشاعر
من الضروري أن يعترف الآباء بمشاعر القلق التي يشعر بها أطفالهم، وأن يتفهموا أن هذه المشاعر طبيعية تمامًا.
يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تجاوز هذه المرحلة، من خلال تشجيعهم على التعبير عن مخاوفهم، ثم مساعدتهم على وضع هذه المخاوف في منظورها الصحيح.
على سبيل المثال، يمكن للأهل أن يذكروا أطفالهم بتجارب سابقة ناجحة، مثل: التكيف مع معلم جديد أو تكوين صداقات جديدة، ليعززوا ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على مواجهة التحديات الجديدة.
الدعم المجتمعي
يعد التعاون مع الآباء الآخرين هو مفتاح للنجاح في تربية الأطفال. فمن خلال تبادل الخبرات والموارد، يمكنكم توفير بيئة داعمة لأطفالكم وتسهيل عملية التكيف مع المدرسة.
يمكن للأهل أيضًا توزيع المهام والمسؤوليات بينهم؛ ما يتيح لكل منهم التركيز على ما يجيده. وعلى سبيل المثال، يمكن للوالدة أن تتولى مسؤولية توصيل الأطفال من وإلى المدرسة، بينما يمكن للوالد الذي يعمل بدوام كامل أن يساعد في الإشراف على دراساتهم.
أهمية الاستعداد والطوارئ
لتوفير راحة البال لك ولأطفالك، من الضروري وضع خطة طوارئ واضحة ومفصلة.
هذه الخطة يجب أن تشمل مختلف السيناريوهات المحتملة، مثل المرض، أو الضياع، أو أي حادث غير متوقع.
من المهم أن يتم إشراك الأطفال في وضع هذه الخطة، وتدريبهم على كيفية التصرف في حال حدوث طارئ.
يجب أن يعرف الأطفال أرقام هواتف الطوارئ، وأسماء الأشخاص الذين يمكنهم الاتصال بهم، والأماكن الآمنة التي يمكنهم اللجوء إليها. بهذه الطريقة، سيشعرون بالثقة والقدرة على التعامل مع أي موقف طارئ.
البحث عن الصفقات
يمكن أن تكون تكاليف العودة إلى المدرسة مرهقة، ولكن هناك طرقاً ذكية لإدارتها. بدلاً من الانتظار حتى اللحظة الأخيرة، ابدأ بالتخطيط مبكرًا واستفد من العروض والتخفيضات التي تقدمها المدارس والمعاهد.
يمكن أيضًا البحث عن مجموعات تبادل على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في مجتمعك المحلي لتوفير المال على اللوازم المدرسية.
وعلاوة على ذلك، لا تترددوا في التواصل مع مدرسة أطفالكم، لمعرفة ما إذا كانت تقدم أي برامج أو مبادرات لتوفير اللوازم بأسعار مخفضة.
السماح للأطفال باتخاذ بعض القرارات
يعتقد الكثير من الآباء أنهم يجب أن يتخذوا جميع القرارات المتعلقة بأطفالهم، ولكن هذا الاعتقاد يقلل من أهمية دور الطفل في بناء شخصيته.
فالأطفال ليسوا مجرد نسخ مصغرة منا، بل أفراد مستقلون يتمتعون بآراء وأفكار خاصة بهم. من المهم أن نمنحهم الفرصة لاتخاذ بعض القرارات التي تؤثر في حياتهم اليومية، مثل اختيار الملابس أو الكتب أو الأنشطة اللامنهجية.
هذا لا يعني التخلي عن دورنا كآباء، بل يعني أننا نثق بقدراتهم، ونمنحهم الفرصة للنمو والتطور.
التركيز على وقت الفراغ
يشعر العديد من الآباء بالضغط لتسجيل أطفالهم في أكبر عدد ممكن من الأنشطة، معتقدين أن ذلك سيعود عليهم بفوائد مستقبلية.
ولكن، هذا الإفراط في الجدولة قد يكون له عواقب عكسية. يحتاج الأطفال إلى وقت فراغ لكي يستريحوا، ويلعبوا، ويستكشفوا اهتماماتهم الخاصة.
هذا الوقت الحر يسمح لأدمغتهم بالنمو والتطور بصورة صحية، ويساعدهم على تطوير مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات.
التركيز على أهمية التواصل العائلي
مع ازدياد مسؤوليات الأطفال وانشغالهم بالأنشطة المختلفة، يزداد الشعور بالبعد العاطفي بين الآباء والأبناء.
لذلك، من الضروري تخصيص وقت منتظم للتجمع العائلي بعيدًا عن شاشات الهواتف والأجهزة الإلكترونية.
يمكن للعشاء العائلي أن يكون فرصة مثالية للتحدث ومشاركة الأحداث اليومية؛ ما يعزز الروابط العائلية، ويشجع الأطفال على التعبير عن مشاعرهم وآرائهم.
هذا التواصل المنتظم يوفر للأطفال الشعور بالأمان والدعم، ويشجعهم على اللجوء إلى والديهم في حالة مواجهة أي تحديات.
صحة الوالدين وصحة الأطفال
صحة الوالدين تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال. عندما يكون الآباء سعداء ومستقرين، فإنهم يوفرون بيئة منزلية آمنة ومحبة لأطفالهم.
لذلك، من الضروري أن تهتم بصحتك العقلية والجسدية، سواء كانت من خلال ممارسة الرياضة أو قضاء الوقت مع الأصدقاء أو طلب الدعم المهني.
إن الاستثمار في صحتك هو استثمار في صحة عائلتك وأطفالك بأكملها.