غالبًا ما نجد أنفسنا منغمسين في تفاصيل عملنا وأهدافنا، نسعى جاهدين لتحقيق النجاح والإنجازات. ولكن هل تساءلت يومًا لماذا نشعر أحيانًا بالاستنزاف والإرهاق حتى عندما نكون منخرطين في عمل نحبه؟ الإجابة قد تكمن في الأشخاص الذين نحيط أنفسنا بهم.
فقد كشفت العديد من الدراسات وفقاً للدكتور إريك سولومون خبير التسويق الرقمي وفهم سلوك المستهلك، الذي له مناصب قيادية في شركات عملاقة مثل Google وSpotify وInstagram. أن جودة العلاقات التي نرتبط بها لها تأثير عميق على صحتنا العقلية والجسدية وسعادتنا.
يقول إريك في مقال نشره على موقع psychologytoday، أن الأشخاص الإيجابيين والداعمين يمكن أن يلهمونا ويدفعونا إلى الأمام، بينما يمكن للأشخاص السلبيين والسامين أن يستنزفوا طاقتنا ويؤثروا على أدائنا.
فإذا كنت تشعر بالإحباط أو الاستنزاف أو عدم الإلهام، فقد حان الوقت للبدء بالآتي وفقاً للدكتور إريك:
عندما تبحث عن السعادة والرضا، فإن أول خطوة هي تقييم العلاقات المحيطة بك. من هم الأشخاص الذين يشكلون دائرتك الداخلية؟ أولئك الذين تقضي معهم معظم وقتك وتشاركهم أفراحك وأحزانك.
دائرتك الداخلية يجب أن تكون ملاذًا آمنًا، حيث تشعر بالحب والقبول والدعم. اختر الأشخاص الذين يرفعون من شأنك ويساعدونك على النمو.
فعندما تبني علاقات قوية ومؤثرة، فإنك تبني أساسًا متينًا للسعادة والنجاح. فالعلاقات الإيجابية هي وقودنا في الحياة، فهي تمنحنا الدافع والطاقة لمواجهة التحديات وتحقيق أحلامنا.
بمجرد تحديدك للأشخاص الذين يشكلون دائرتك الداخلية، حان الوقت للاستثمار في هذه العلاقات القيمة. فالسعادة والرضا الحقيقيان يكمنان في الجودة العالية للعلاقات التي نبنيها.
لتعزيز هذه الروابط، خصص وقتًا منتظمًا للاستثمار في كل علاقة على حدة. يمكن أن يكون هذا الاستثمار بسيطًا مثل مكالمة هاتفية أسبوعية مع صديق، أو إرسال رسالة نصية معبرة، أو حتى تخطيط لقاء وجهًا لوجه. تذكر أن الاستمرارية هي مفتاح نجاح أي علاقة، لذا اجعل هذا الاستثمار جزءًا روتينيًا من حياتك، تمامًا كما تفعل مع أي اجتماع عمل مهم.
ومع ذلك، ليس كل العلاقات تستحق الاستثمار. إذا وجدت نفسك تشعر بالاستنزاف أو الإرهاق بسبب علاقة معينة، فلا تتردد في وضع حدود.
قد يعني ذلك تقليل التواصل أو تغيير نوعية التفاعل. الهدف هو حماية طاقتك العاطفية والتركيز على العلاقات التي تجلب لك السعادة والرضا.
كلما استثمرت وقتًا وجهدًا أكبر في بناء علاقات إيجابية، شعرت بمزيد من الرضا والسعادة في حياتك. فتبادل الطاقة الإيجابية مع الآخرين هو أمر أساسي لتحقيق التوازن والنمو الشخصي.
إذا شعرت أن دائرتك الاجتماعية الحالية لا توفر لك الدعم الكافي، أو إذا كنت ترغب في توسيع آفاقك، فابدأ بالبحث عن الأشخاص الذين يشاركونك القيم والأهداف نفسها.
انضم إلى مجموعات أو فعاليات تتناسب مع اهتماماتك، أو حاول التواصل مع أشخاص جدد.
عندما تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين وملهمين، فإنك تخلق بيئة تدعم نموك الشخصي وتساعدك على تحقيق أهدافك.
بالمحصلة، تذكر أن الأشخاص المناسبين يمكنهم أن يحدثوا فرقًا كبيرًا في حياتك. كلما زدت وعيًا بالخصائص التي تبحث عنها في الآخرين، زادت فرصك في بناء علاقات قوية ومجزية ورضاك عن نفسك.