في عالم القراءة والتأمل الذاتي، يبرز كتاب "محاط بالحمقى" (Surrounded by Idiots) للمؤلف السويدي توماس إريكسون واحدًا من الأعمال الأكثر شهرة وتداولًا خلال السنوات الأخيرة.
هذا الكتاب، الذي يستند إلى تحليل أنماط الشخصيات الإنسانية عبر الألوان الأربعة (الأحمر، والأصفر، والأخضر، والأزرق)، نجح في جذب اهتمام شريحة واسعة من القراء حول العالم، بمن فيهم المشاهير، مثل لاعب كرة القدم المصري الشهير محمد صلاح.
فما سر جاذبيته المطلقة؟ وكيف يمكننا الاستفادة منه في حياتنا اليومية؟
من الأسباب التي جعلت "محاط بالحمقى" ينتشر هذا الانتشار الواسع هو قدرته على تقديم فهم مبسط وممتع للشخصيات الإنسانية من خلال تصنيفها إلى ألوان محددة.
هذا النهج الفريد سهّل على القراء العاديين والمهتمين بعلم النفس فهم ديناميكيات العلاقات الاجتماعية، وتحليل السلوكات بطريقة مبسطة، ولكن فاعلة.
وقد أكد المؤلف إيريسكون أن هدف هذا الكتاب هو مساعدة من يقولون باستمرار "كل من حولي لا يفهمونني"، ودعوتهم إلى فهم ذاتهم والآخرين فهمًا أفضل، وتحسين علاقاتهم وتواصلهم مع مختلف الشخصيات.
وتشرح نظرية الكتاب أن فهم الناس ليس بالأمر المستحيل، بل يتطلب إدراك أنماط معينة من السلوك والصفات التي يمكن تقسيمها إلى أربعة ألوان:
هذه الطريقة السهلة في تحليل الأشخاص تتيح للقراء تمييز نوعية الشخصيات التي يتعاملون معها يوميًّا، سواء أفي العمل أم الحياة الاجتماعية.
ويوضح الكتاب أنه لا يوجد لون أفضل من آخر، بل كل لون له مزاياه وعيوبه، ويوجد أشخاص يجمعون بين لونين، وبعضهم يجمع ثلاثة ألوان معًا.
يساعد كتاب "محاط بالحمقى" قراءة في إدارة حياتهم الشخصية والمهنية بشكل أفضل، وذلك من خلال:
1. تحسين التواصل: عندما يفهم الفرد نوع الشخصية التي يتعامل معها، يمكنه اختيار الطريقة المثلى للتواصل، على سبيل المثال، إذا كنت تتعاملين مع شخص من النوع "الأحمر"، قد تحتاجين إلى أن تكون مباشرة وواضحة في حديثك معه، على حين إذا كنت تتعاملين مع شخص "أخضر"، قد يكون من الأفضل أن تكوني أكثر هدوءًا وتعاونًا.
2. إدارة النزاعات: كثيرًا ما تنشأ النزاعات في العمل بسبب اختلاف الشخصيات، والكتاب يساعد على تجنب سوء الفهم، من خلال معرفة كيفية تعامل كل شخصية مع الظروف الصعبة أو التوتر.
3. قيادة أفضل: الكتاب مفيد للقادة والمديرين، إذ يقدم إرشادات حول كيفية التعامل مع فريق متنوع الشخصيات، فمثلًا الشخصية "الزرقاء" قد تحتاج إلى تحليلات مفصلة وأرقام، على حين الشخصية "الصفراء" تحتاج إلى التحفيز والدعم الإيجابي.
4. زيادة الإنتاجية: معرفة نوع الشخصية يمكن أن يساعد على وضع الأشخاص في المهمات المناسبة لهم، ما يزيد رضاهم وإنتاجيتهم، فالشخصيات التحليلية قد تناسبها الأعمال التي تتطلب دقة وتفصيلًا، على حين الشخصيات الاجتماعية قد تبرز في مهمات التواصل والعلاقات العامة.