الحياة تتطلب منا التعامل مع أشخاص مختلفين بطباعهم وشخصياتهم. ومن بين هؤلاء الأشخاص من يتصف بالمزاجية، التي قد تكون مصدرًا للتحدي في العلاقات، سواء كانت علاقة زواج، صداقة، أو حتى زمالة عمل.
إن التعامل مع الشخص المزاجي يتطلب مهارات خاصة وفهمًا عميقًا لنفسيته. فيما يلي سنتناول بعض النصائح التي قد تساعدك في التعامل مع الشريك المزاجي بطريقة أكثر سلاسة وفعالية.
الخطوة الأولى والأكثر أهمية في التعامل مع شخص مزاجي هي التفهم. حاولي أن تضعي نفسك في مكانه وتفكري في الأسباب التي قد تكون وراء تقلباته المزاجية. ربما يعاني من ضغوطات في العمل، مشاكل صحية، أو حتى أمور نفسية لم يشاركك بها بعد. بدلاً من أن تأخذي تصرفاته بشكل شخصي، حاولي أن تكوني أكثر احتواءً وتعاطفًا.
يعد الاستماع من أهم أدوات التواصل الفعّال، خاصة مع الشخص المزاجي. عندما يمر الشريك بحالة مزاجية سيئة، قد يكون في أمس الحاجة لمن يستمع إليه. كوني ذلك الشخص الذي يلجأ إليه في لحظات ضعفه. دعيه يعبر عن مشاعره دون مقاطعة أو إصدار أحكام، فهذا سيشعره بالراحة وقد يخفف من حدة تقلباته المزاجية.
أحيانًا، كل ما يحتاجه الشخص المزاجي هو بعض الوقت لنفسه. لا تشعري بأنك مضطرة لحل كل مشكلة على الفور. امنحي الشريك المساحة التي يحتاجها ليعيد ترتيب أفكاره ومشاعره. هذه الخطوة قد تكون فعّالة في تهدئة الأوضاع وتخفيف التوتر.
المزاجية ليست خيارًا في كثير من الأحيان. عندما تدركين ذلك، يصبح من الأسهل أن تتعاطفي مع الشريك بدلاً من أن تتذمري من تقلباته. ابحثي عن الأسباب الكامنة وراء تلك التقلبات، وحاولي مساعدته في تخطيها. قد يكون مجرد وجودك بجانبه وتقديم الدعم المعنوي كافيًا لشعوره بالتحسن.
رغم أهمية التفهم والتعاطف، من الضروري أيضًا وضع حدود صحية في العلاقة. إذا كنت تشعرين بأن المزاجية تؤثر سلبًا على حياتك أو تجعلك تشعرين بعدم الراحة، فمن المهم أن تعبري عن ذلك بوضوح. كوني صريحة مع الشريك حول مشاعرك، وناقشي معه كيفية تحسين الوضع دون إحداث صدام.
أثناء الاعتناء بالشريك المزاجي، لا تنسي نفسك. من الضروري أن تعتني براحتك النفسية والجسدية أيضًا. خصصي وقتًا لنفسك لممارسة هواياتك أو الاسترخاء. تذكري أن العلاقة الصحية تتطلب توازنًا بين الاهتمام بالشريك والاعتناء بالذات.