كثيرون يقعون في خطأ اختيار الشريك المناسب لإكمال حياتهم معًا، حيث يعتقد البعض أن الانجذاب العاطفي أو الجسدي أو الانتماء إلى طبقة اجتماعية معينة أو مستوى تعليمي محدد يكفي لبناء أسرة سعيدة. لكن هذا ليس حقيقيا.
في عملية اختيار الشريك المناسب، ينبغي أخذ التوافق الظاهري بعين الاعتبار، لكن الأهم هو التوافق مع قائمة المعايير الداخلية، القيم، ووجود مساحة من التفضيلات المشتركة والتفاهم. ويمكن لبعض العلامات مثل الترابط، والاستمتاع بالصحبة، وتوافق القيم أن تؤكد هذا التوافق أو تنفيه.
في الواقع، تظهر الأبحاث أنه عندما يلتقي الأشخاص بشركاء محتملين، فإنهم يختبرونهم من دون وعي من أجل التوافق مع قائمة المعايير الداخلية الخاصة بهم، والتأكد من كونه الشريك المناسب للزواج.
وتشير دراسة أجريت عام 2022 إلى أن الأشخاص يميلون إلى موازنة أوجه التشابه والاختلاف بينهم وبين الشركاء المحتملين؛ مما يساعدهم على تقييم إمكانية نجاح العلاقة الرومانسية في المستقبل.
وهنا، يجب الإدراك أن التوافق لا يعني بالضرورة أن يكون الأشخاص متشابهين في كل شيء ويتشاركان نفس السمات والهوايات والاهتمامات ووجهات النظر، بل يعني أن لديهم القدرة على التواصل وحل الخلافات بشكل بناء وفعّال.
عدم التوافق بينك وبين شريكك في بعض الجوانب قد يؤدي إلى صعوبات في التواصل وحدوث صراعات متكررة في العلاقة. الاختلافات في الوجهات نحو الأمور، وفي الأساليب المستخدمة للتعبير عن المشاعر وحل المشكلات، قد تؤدي إلى عدم فهم متبادل وانقسام في الآراء.
أشار موقع Psychalive إلى أن الأسباب التي تدفعنا للوقوع في الحب غالبًا ما تكون غامضة ومتعددة، ولكن الأسباب التي تحفزنا على البقاء في الحب تكون أكثر وضوحًا وثباتًا.
وشرح: ربما لا يوجد شيء اسمه الشريك المثالي، ولكن هناك بعض الخصائص النفسية التي يمكنك أنت وشريكك السعي لتحقيقها، والتي تجعل العلاقة أكثر احتمالية لتحقيق النجاح الدائم.
وعدد الموقع الصفات التي تجعل الشخص شريكًا مثاليًا، وتتضمن:
1- النضوج
أحد الانتقادات الشائعة التي يوجهها الناس بشأن شركائهم هو أنهم بحاجة إلى النضوج. النمو الحقيقي ليس مجرد مسألة التصرف كشخص بالغ، وإنما يعني التعرف على الصدمات أو الخسائر في مرحلة الطفولة المبكرة وحلها، وبالتالي فهم كيفية تأثير هذه الأحداث على سلوكياتنا الحالية.
ولذلك فإن الشريك المثالي يكون على استعداد للتفكير في ماضيه، والتحرر العاطفي من صدمات الطفولة وقطع علاقاته بالهويات والأنماط القديمة وتطوير شعور الاستقلالية.
وبالتالي فهو لا يبحث عن شخص ما للتعويض عن أوجه القصور والضعف في الطفولة أو إكمال ما لم يكتمل عنده، بل هذا الشخص يبحث عن شخص مثله بالغ يتمتع بصفات مشابهة لصفاته، ويمكنه مشاركة الحياة معه بطريقة متوافقة.
2- الانفتاح وعدم الدفاعية
الشريك المثالي منفتح وغير دفاعي ومستعد لأن يكون عرضة للخطر. ونتيجة لذلك، فهم ودودون ومتقبلون للملاحظات من دون الإفراط في الحساسية تجاه أي موضوع. كما أن انفتاحهم يمكّنهم من الصراحة في التعبير عن المشاعر والأفكار والأحلام والرغبات.
3- صادق ويعيش بنزاهة
الشريك المثالي يدرك أهمية الصدق في العلاقة وأهميته لبناء الثقة بين الناس، فلا يوجد شيء له تأثير أكثر تدميراً على العلاقة الوثيقة بين شخصين من الكذب والخداع. حتى في المواقف المؤلمة مثل الخيانة الزوجية، غالبًا ما يكون الخداع الصارخ أكثر إيذاءً من فعل الخيانة نفسه.
ويسعى الشريك المثالي إلى أن يعيش حياة نزيهة بحيث لا تكون هناك تناقضات بين أقواله وأفعاله، وهذا ينطبق على جميع مستويات التواصل، سواء اللفظي أو غير اللفظي.
4- احترام الآخر ورعايته
الشركاء المثاليون يمتلكون قدرة فريدة على تقدير واحترام مصالح الآخرين بشكل مستقل عن مصالحهم الشخصية. يتمثل انسجامهم في تحقيق أهداف مشتركة ودعم بعضهم البعض في مسيرتهم في الحياة. هم حساسون بشكل عميق لرغبات ومشاعر الشريك، ويضعونها على قدم المساواة مع رغباتهم الخاصة ومشاعرهم الشخصية.
يعامل الشركاء المثاليون بعضهم البعض باحترام وحساسية، لا يحاولون السيطرة على بعضهم البعض من خلال سلوك التهديد أو التلاعب. إنهم يحترمون الحدود الشخصية لبعضهم البعض، وفي الوقت نفسه يكونون قريبين جسديًا وعاطفيًا.
5- التعاطف والتفهم لشريكه
الشريك المثالي يتميز بالقدرة على النظر إلى شريكه بشكل فكري وعاطفي، مما يساعده على فهمه والتعاطف معه بشكل عميق. عندما يتمكن الزوجان من فهم بعضهما البعض، يتعرفان على القواسم المشتركة بينهما، ويقدران التنوع والاختلافات بينهما أيضًا.
التعاطف بين الشريكين يعني القدرة على التواصل بفعالية مع المشاعر، واحترام رغبات ومواقف الآخر، والتفاعل بإيجابية مع قيم الشريك.
6- يتمتع بروح الدعابة
الشريك المثالي يجمع بين القدرة على الفهم العميق والتعاطف مع الشريك، وأيضًا يمتلك روح دعابة تساهم في تخفيف التوترات واللحظات الصعبة في العلاقة. حس الفكاهة الجيد يمكن أن يكون عاملًا مهمًا في تعزيز الروح المرحة والإيجابية بين الأزواج، مما يساهم في إنشاء لحظات ممتعة ومرحة تعزز الصلة العاطفية والتقارب بينهما.
اقرأ أيضا: كيف يحدد عالم الأبراج الشريك المناسب لك؟
رأى موقع Verywellmind إن هناك علامات تشير إلى توافقك أنت وشخص آخر، معتبرا أن أبرز معايير اختيار الشريك المناسب هي:
1- تفاعلات إيجابية
العلامة الرئيسة للتوافق هي التفاعلات الإيجابية بينك وبين شريكك، والتي يجب أن تفوق الصراعات والتجارب السلبية، وتعزز الاحترام الإيجابي المتبادل والمشاركة النشطة مع بعضها البعض.
وعندما تقضيان المزيد من الوقت مع بعضكما البعض، تشعران أنه بإمكانكما التواصل، ويكون كل طرف متحمسا لمشاركة المزيد والمزيد من الآخر.
2- قيم مماثلة
أحد المؤشرات الرئيسة للتوافق هو وجود وجهات نظر وقيم متشابهة عندما يتعلق الأمر بمجالات مهمة، مثل:
تظهر الأبحاث أن وجود مواقف مماثلة لشريكك يرتبط بمزيد من السعادة والرضا عن العلاقة؛ في حين أن وجود مواقف متناقضة يرتبط بزيادة التوتر والصراع والاكتئاب.
3- الأهداف المشتركة طويلة المدى
علامة أخرى على التوافق هي الرغبة في الحصول على الأشياء نفسها من الحياة وعلاقتك. إذا كانت لديك أنت وشريكك أهداف طويلة المدى، فيمكنكما العمل على تحقيقها معًا، والعكس صحيح.
على سبيل المثال، إذا كان أحدكما يريد الأطفال والآخر لا يريد ذلك، فقد يتسبب ذلك في حدوث صراع، وربما يؤدي إلى كسر علاقتكما.
4- جاذبية جسدية
يعد الانجذاب الجسدي (الحب من النظرة الأولى) والكيمياء عنصرًا مهمًا آخر عندما يتعلق الأمر بالتوافق، وفي كثير من الحالات يمكن أن يقرب الناس من بعضهم البعض، ويلهمهم لبذل جهد لقضاء بعض الوقت مع بعضهما والتعرف بشكل أعمق.
ومع ذلك، من المهم أن تتذكر أن الانجذاب الجسدي وحده لا يكفي لاعتبار الطرف الآخر شريكا مناسبا، وقد يكون من المفيد توخي قدر أكبر من الحذر إذا كان هناك انجذاب جسدي أولي قوي للغاية؛ لأن هذه الكيمياء قد تتسبب أحيانًا في التجاهل أو التغاضي عن علامات عدم التوافق الأخرى.
5- التوافق العاطفي
التوافق العاطفي بينك وبين شريكك يعني أن تكونوا قادرين على فهم مشاعر بعضكما البعض والتناغم معها. إذا كنتما على أطوال موجية متشابهة عاطفيًا، فستساعد هذه القدرة على تطوير اتصال عميق ومتبادل يترجم تدريجيًا إلى شعور بالتقارب والثقة والحميمية في العلاقة.
6- روح الدعابة مماثلة
إن مشاركة نفس روح الدعابة وإيجاد الفرح مع بعضكما البعض يمكن أن يساهم في التوافق، إذ يساعد الضحك والمرح في إنشاء علاقة ديناميكية إيجابية وممتعة.
7- الدعم المتبادل
التوافق في العلاقة لا يعني بالضرورة أن يكون لديكما نفس التفضيلات والهوايات والاهتمامات بالضبط. بدلاً من ذلك، يتعلق التوافق بدعم وتشجيع بعضكما البعض على هواياتكم واهتماماتكم بحماس، مع الاحترام المتبادل لتفضيلات الآخر والتكيف معها، حتى لو كانت مختلفة عن تفضيلاتك الشخصية. هذا يساعد على بناء علاقة صحية ومتوازنة حيث يشعر كل منكما بالقبول والدعم في تعبير أنفسكما بشكل كامل وحر.
8- التواصل الفعال
لكي تكونا متوافقين، يجب أن تكونا أنت وشريكك قادرين على التواصل بشكل فعال. وهذا يعني أن تكونا قادرين على فهم لغة الحب الخاصة ببعضكما البعض والتحدث بها، حتى تتمكنا من إعطاء الحب، وتلقيه بطرق مُرضية.
ويعني ذلك أيضًا القدرة على التواصل بشكل بناء من أجل حل النزاعات، والقدرة على التعبير عن نفسك بحرية، والاستماع بنشاط إلى شريكك، وإيجاد الحلول معًا، وتقديم التنازلات لبعضكما البعض.
اقرأ أيضا: خلل مدمّر في نصائح جذب الشريك المناسب
يعتقد كثيرون أن العثور على الشريك المناسب أمر صعب، وأن العلاقة الناجحة بين الأزواج مجرد شعارات ولا وجود لها على أرض الواقع، لكن هذا غير حقيقي، فقط الأمر يتطلب بعض النضج والحكمة واتباع نصائح الخبراء لتأسيس حياة مشتركة سعيدة.
وقدم موقع Marriage بعض النصائح الأساسية لاختيار شريك الحياة المناسب، وهي:
- أعط الأولوية للشريك الذي يتوافق مع قيمك الأساسية وأهدافك الحياتية لضمان علاقة متناغمة طويلة الأمد.
- اختر شخصًا يمكنك التواصل معه بصراحة وصدق، وتعزيز التفاهم وحل النزاعات بشكل بناء.
- قم بتقييم الذكاء العاطفي والتوافق حيث تساهم هذه العوامل في شراكة داعمة ومرنة.
- العلاقة الصحية تتطلب الاحترام المتبادل. تأكد من أن شريكك يحترمك، وآراءك، واستقلاليتك.
- ابحث عن شريك ملتزم برؤية مشتركة طويلة الأمد، فهذا يعزز الاستقرار والشعور بالأمان في مستقبلكما معًا.