يشبه الزواج الفاشل أي فشل آخر في الحياة، فهو تجربةٌ ثريةٌ بالدروس القيّمة التي تُساهم في صقل شخصيتنا وتُعلّمنا كيف نصبح أفضل.
لذا، فإنّ استخلاص الحكمة من تجاربنا المؤلمة في الزواج الفاشل، واستخدامها كدافع للنمو والتطور الشخصي، أمرٌ ضروريٌّ لبلوغ السعادة.
ومع أنّ تجاوز مشاعر الحزن والألم بعد انتهاء الزواج صعبٌ، إلا أنّ هذه المحنة تُشكّل فرصةً لتعلم دروسٍ قيّمةٍ عن الحياة والحب، واكتساب النضج والقوة.
وقبل الدخول في علاقةٍ جديدةٍ، من المهمّ مراجعة أسباب فشل الزواج السابق والعمل على التشافي من آثاره السلبية، حيث يمكن استثمار فترة التعافي بعد انتهاء الزواج لاستخلاص الدروس التي تُساعد على بناء علاقةٍ زوجيةٍ ناجحةٍ في المستقبل.
إليكِ أهم 10 دروس مستفادة من تجارب الزواج الفاشل:
التواصل مهم للغاية:
يعتبر التواصل الفعال عنصرًا أساسيًا لنجاح الزواج؛ إذ يمكنكِ تجنب سوء التفاهم والاستياء إذا تحدثتما أنتِ وزوجكِ بصراحة عن مشاكلكما وتوقعاتكما.
وفي معظم الحالات، يفشل الزواج عندما يخفي الشريكان مشاعرهما، ولا يبذلان جهدًا للتواصل، وقد تكون مناقشة موضوعٍ يزعجكِ أمرًا محرجًا وغير مريح، لكن الصمت لن يجعل المشكلة تختفي، وبدلا من ذلك، سوف تتفاقم وتصبح في النهاية، سببًا للمشاجرات.
ويبدأ الزواج الفاشل عادة بانهيار في التواصل، لذا عندما تعززان المحادثات العميقة والهادفة، يمكنكما أن تكونا صريحين من دون خوف من الحكم.
العلاقة الحميمة ضرورية:
الرضا الجنسي ضروري لعلاقة زوجية صحية؛ لأنه يوفر وسيلة للتقارب عاطفيًا وجسديًا، حيث إن ممارسة الحب هي رباط فريد حميمي يمكنكما مشاركته معًا.
وتبدأ الزيجات غير السعيدة عندما يحرم الزوجان بعضهما البعض من العلاقة الحميمة، أو عندما يقيم أحد الشريكين علاقة حميمية جسدية وعاطفية مع شخص آخر غير الزوج أو الزوجة.
وتنتهي معظم الزيجات بالطلاق بسبب الاختلافات والمشاكل المتعلقة بالعلاقة الحميمية.
وإضافةً إلى الصراحة بشأن احتياجاتكِ العاطفية، تحتاجين أيضًا إلى إجراء محادثات صريحة ومنتظمة حول كيفية تلبية احتياجاتكِ الجنسية.
العلاقة الزوجية تتطلب جهدًا ومساعدة:
يعد عدم القدرة على تقديم بعض التضحيات والتعديلات من الأسباب الشائعة لفشل الزواج.
وأحد أهم الدروس المستفادة من معظم الزيجات الفاشلة هو أن العلاقات الزوجية تتطلب جهدًا ومساعدة من كلا الشريكين، ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون صعبة طوال الوقت.
والزيجات الناجحة هي تلك التي يكون فيها الزوجان على استعداد لحل الأمور والتنازل وبذل جهد إضافي لحل المشاكل الزوجية.
القليل من الصبر والتفاهم والتنازل يمكن أن يفيد زواجكما، لذا تعلمي تقديم التضحيات الشخصية وجعل زوجكِ يشعر بالتقدير والاهتمام.
إحياء الحب:
الصراعات والمشاجرات وسوء التفاهم أمور صعبة يجب التعامل معها في بعض الأحيان، وعندما نكون في زواج غير سعيد وغير مُرضٍ، نميل إلى التفكير في الطلاق على أنه الحل النهائي.
ومع ذلك، فإن أعظم درس في الزواج هو أنه يمكن إعادة إحياء الحب. في بعض الأحيان، يكون كل ما يحتاجه الزوجان هو جلسات استشارة زوجية أو علاج نفسي لتحسين خلافاتهما عندما تسوء الأمور في الزواج.
إذا كنتما على استعداد لمحاولة كل شيء لتصالحكما وإنقاذ عهودكما الزوجية، هذا هو الاتجاه الصحيح لإصلاح زواجكما. يمكن للمعالج الزوجي مساعدتكما على إيجاد حلول للتغلب على مشاكلكما واكتشاف طرق لإعادة إحياء الحب والثقة والعلاقة الحميمة.
تقبل الواقع:
يمكن أن يكون الزواج علاقة مليئة بالوحدة، ومثل أي مسعى آخر، لا يوجد زواج مثالي. إذا كنت ملتزمة بالزواج معتقدة أن كل شيء سيكون مثاليا، فأنت في طريقك لمعرفة خطأ زواجك.
فلا يوجد زوجان مثاليان، ولا يوجد شريك بلا عيوب. ومع ذلك، على الرغم من هذه النواقص، لا يزال بإمكانك الحصول على علاقة زوجية سعيدة ومُرضية. المفتاح هو القبول والالتزام.
بمجرد أن تقبل نفسك وعيوب شريكك ونواقصه، تكون على طريق تحقيق زواج سعيد ومُرضٍ. خصوصا إذا لم تكوني في علاقة مسيئة وغير صحية.
قضاء الوقت معا
أفضل هدية يمكنك تقديمها لزوجك هي وقتك. إذا لم تقضيا وقتا ممتعا معا، فسوف تفقدان الرابطة والحميمية اللازمتين للحفاظ على شعلة الحب حية.
في بعض الأحيان، ينشغل الزوجان بالعمل ورعاية الأطفال والمسؤوليات الزوجية الأخرى لدرجة أنهما ينسيان قضاء الوقت معا. قد يكون هذا أحد العوامل المساهمة في فشل الزواج.
الوقت عنصر أساسي لجعل زوجك يشعر بأنه مرغوب فيه ومُقدّر ومحبوب. لذلك امتنعي عن قضاء الكثير من الوقت على هاتفك أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنها قد تكون قاتلة للعلاقات. سلوك تجاهل الزوج على هاتف محمول هو أحد الأسباب الرئيسة لفشل العلاقات.
الأشياء الصغيرة مهمة:
الدرس الآخر الذي يمكن تعلمه من الزواج الفاشل هو أن كل شيء، حتى الأشياء الصغيرة، مهمة.
ومهما كانت تافهة، فإن أي اختلافات غير محلولة يمكن أن تكون عاملا مهما في عدم قدرتك على التواصل بشكل نهائي مع زوجك. وتعلمي أن تقدري الأشياء الصغيرة في الحياة.
الثقة بالنفس:
هذا مفهوم مكرر، لكنه صحيح - يجب عليك أن تحبي نفسك قبل أن تتمكني من حب شخص آخر. غالبا ما ترتبط الزيجات الفاشلة بـانعدام الثقة بالنفس.
عندما يكون الشريك غير آمن، تكون لديه حاجة مستمرة للتحكم في العلاقة؛ ما يخنق الشريك الآخر. غالبا ما تنبع هذه الحاجة إلى السيطرة من انعدام الثقة العميق وعدم الثقة بالنفس.
إذا كنت ترغبين في الاستمتاع بزواج دائم، تعلمي أن تكوني واثقة من نفسك بدلا من إيجاد شعورك بالأمان من شريكك.
امتلكي وقتك الخاص:
لتجنب الزواج الفاشل، يجب أن يستمتع كلا الشريكين بفعل الأشياء بشكل منفصل. لا تنسَ من أنت، أو تفقد نفسك حتى بعد أن تصبح زوجا أو زوجة لشخص آخر.
من المهم أن تجد توازنا بين التخلي تمامًا عن هويتك وهواياتك واهتماماتك أو مشاعرك. استمري في تغذية علاقاتك مع أصدقائك وعائلتك وافعلي الأشياء التي تحبينها. لا تغيري من أنت لتتكيفي مع حياة شريكك.
وتحدثي إلى زوجك وأخبريه كم من المهم بالنسبة لك الحفاظ على هويتك ومساحتك الشخصية. سيشعر الشريك الناضج عاطفيا بالتقدير؛ لأن زوجته تفعل شيئا تحبه، على الرغم من كونها متزوجة. عندما تكونين سعيدة كشخص، سيكون زواجك أيضا أكثر سعادة.
اعرفي الفرق بين الحب والافتتان:
قبل الالتزام بعلاقة، هناك حاجة إلى فهم أهمية الحب والافتتان وكيفية التمييز بينهما. بداية العلاقة الناشئة تكون دائما سحرية ومليئة بالسعادة.
قد نعتقد أننا نحب شخصا ما حقا، ونترك مشاعرنا تسيطر علينا. ولكن عندما تسوء الأمور في الزواج، سيجد الكثيرون أنفسهم في موقف صعب حيث يبدأون في التساؤل عن مشاعرهم.
يتزوج بعض الناس لأسباب أخرى غير الحب. الزواج بدافع الراحة سيؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية. إذا دخلتِ في الزواج، ولم تكوني في حالة حب، فهناك احتمال أكبر أن يكون زواجك فاشلًا.