بينما يُعد الكاتشب إحدى الإضافات الشهيرة في أغلب المطاعم، يجد البعض صعوبة في مجرد التفكير فيه، فكيف يمكن لهم التعامل معه عن قرب؟
هذه هي حالة ألكسندريا غوفان، النادلة البالغة من العمر 23 عامًا، والتي تخوض تحديًا يوميًا للتعامل مع مخاوفها من الكاتشب، صلصة الطماطم الأكثر شهرة، وكيف تحاول تجاوز هذا الخوف للقيام بعملها بشكل طبيعي.
تبدأ قصة ألكسندريا مع فوبيا الكاتشب منذ صغرها، عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، تعرضت لموقف غير مريح؛ حيث قامت شقيقتها برش زجاجة كاتشب عليها، مما أثار لديها خوفًا عميقًا لم يتبدد مع الوقت.
ما بدأ كحادثة بسيطة تطور تدريجيًا إلى خوف حقيقي يؤثر في حياتها اليومية، وبالأخص في عملها كنادلة.
تقول ألكسندريا: رائحة الكاتشب وحدها تجعلني أرتجف، وحتى لونه يسبب لي شعورًا غير مريح.
تعمل ألكسندريا في مطعم إذ تُستخدم هذه الصلصة بشكل يومي، وبكل مواقفها المزعجة التي تتعرض لها؛ من أصوات الزجاجات إلى الحاجة لتعبئة قوارير الكاتشب، تشعر بالغثيان وتكافح لإخفاء تفاعلها أمام الزبائن.
تقول: عندما أتعامل مع الكاتشب في العمل، أحاول أن أخفي شعوري بعدم الارتياح، أشعر أن رائحته النفاذة تزعجني أكثر من أي شيء آخر.
إحدى لحظات المواجهة التي وثّقتها ألكسندريا في فيديو على منصة تيك توك، إذ ظهرت وهي تحاول تجنب لمس الكاتشب أو استنشاق رائحته بينما تقوم بتعبئة الزجاجات، وعلى وجهها ترتسم علامات الاشمئزاز.
الفيديو حصل على تفاعل كبير من المتابعين الذين أبدوا تعاطفهم معها، حتى إن البعض عبّر عن دهشته بأن فوبيا الكاتشب "أمر حقيقي".
رغم أن البعض قد يرى الأمر غريبًا أو حتى مضحكًا، فإن فوبيا الكاتشب ليست حالة نادرة كما يبدو، فهناك العديد ممن يعانون من خوف غير منطقي تجاه بعض الأشياء المألوفة.
وقد أطلق بعض المختصين على هذا النوع من الفوبيا اسم "mortuusequusphobia"، حيث يُعبر عن خوف عميق غير مبرر تجاه منتجات الطماطم ومشتقاتها.
من اللافت أن الكثير من المتابعين تفاعلوا مع ألكسندريا بشكل إيجابي، حيث أشاروا إلى معاناتهم من نفس الفوبيا، وبعضهم قال إنه قد يصل إلى البكاء إذا اضطر للتعامل مع الكاتشب.
تقول إحدى التعليقات: كنت أظن أنني الوحيدة في العالم التي تخاف الكاتشب"، بينما أضاف آخر "الكاتشب هو الشيطان.
لكن الأمر لم يخلُ من التعليقات الساخرة، حيث يرى البعض أن هذا الخوف غير منطقي، معتبرين أن الكاتشب مجرد صلصة طماطم بسيطة لا تستدعي مثل هذه الرهبة.
ومع ذلك، فإن تجربة ألكسندريا تلقي الضوء على مدى تعقيد الفوبيا الشخصية وكيف يمكن لبعض الأمور العادية أن تصبح تحديا حقيقيا لأشخاص معينين.