دراسة حديثة تحدد أفضل وأسوأ الأوقات لمزاج الإنسان

دراسة حديثة تحدد أفضل وأسوأ الأوقات لمزاج الإنسان

منوعات
فريق التحرير
5 فبراير 2025,7:55 م

توصلت دراسة جديدة أجرتها جامعة لندن حول الصحة العقلية والرفاهية إلى أن الوقت من اليوم له تأثير كبير في مزاج الإنسان، مع تحديد لحظات معينة يمكن أن يكون فيها الشخص أكثر سعادة أو أكثر عرضة للاكتئاب.

واكتشف العلماء بناءً على هذه الدراسة، أن الأمور عمومًا "تبدو أفضل في الصباح"، إذ يكون الأشخاص في أفضل حالاتهم العقلية عند الاستيقاظ، بينما يواجهون أسوأ حالاتهم النفسية في ساعات الليل المتأخرة.

أفضل أوقات اليوم: الصباح في القمة

7634f97e-8263-449c-b3a3-524bf485e77f

في الدراسة التي تعد الأوسع من نوعها، استند الباحثون إلى تحليل البيانات من دراسة اجتماعية حول أزمة "كوفيد-19"، التي استمرت على مدار عامين وشملت نحو مليون استجابة من 50,000 شخص بالغ.

وأظهرت النتائج، وفق ما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، أن الأشخاص يميلون إلى الشعور بالسعادة والرضا عن حياتهم في ساعات الصباح الباكر.

وبحسب الباحثين، يُعتقد أن هذا التحسن في المزاج يرتبط بالزيادة في مستويات هرمون الكورتيزول، الذي يصل إلى ذروته بعد الاستيقاظ ويساعد في تحسين المزاج والطاقة.

أسوأ أوقات اليوم: منتصف الليل

68ee8217-e1f8-4ab4-907f-7375b8559b57

في المقابل، أظهرت الدراسة أن الأشخاص عادة ما يشعرون بحالة نفسية أسوأ في منتصف الليل، إذ تصل مستويات السعادة إلى أدنى درجاتها في هذا الوقت.

ويعود هذا الانخفاض في المزاج إلى عوامل متعددة، مثل التراكم المستمر للضغوط طوال اليوم، إلى جانب التغيرات البيولوجية التي تحدث في الجسم في أثناء الليل.

تأثير أيام الأسبوع: الإثنين والجمعة في المقدمة

عند مقارنة مزاج الأشخاص في أيام مختلفة من الأسبوع، وجدت الدراسة أن السعادة والرضا عن الحياة كانا في أعلى مستوياتهما في أيام الإثنين والجمعة.

ومن ناحية أخرى، كان يوم الأحد هو الأسوأ من حيث مزاج الأشخاص، فقد بدت أعراض القلق والإجهاد في ذروتها في هذا اليوم مقارنةً ببقية أيام الأسبوع، فيما كانت مستويات الوحدة مستقرة طوال أيام الأسبوع دون تغيرات ملحوظة.

أخبار ذات صلة

كيف يؤثر النوم الجيد على الذكريات المزعجة؟ دراسة حديثة تجيب

التأثير الموسمي في الصحة العقلية

أما عن تأثير الفصول في الصحة العقلية، فأظهرت الدراسة أن الناس يميلون إلى الشعور بحالة نفسية أفضل في فصلي الربيع والصيف مقارنة بالشتاء. وفي هذين الفصلين، كانت مستويات القلق والاكتئاب أقل بكثير، بينما كانت السعادة والرضا عن الحياة أعلى بشكل ملحوظ.

العوامل المؤثرة والتفسير العلمي

على الرغم من أن هذه الدراسة تتفق مع بعض الملاحظات النفسية العامة حول تأثير الوقت والموسم في المزاج، فإن الباحثين أشاروا إلى أن هناك عدة عوامل قد تؤثر في النتائج.

على سبيل المثال، توقيت الاستجابة للاستبيانات من قبل المشاركين قد يعكس مزاجهم في لحظة معينة بدلاً من تقديم صورة شاملة عن تفاعلاتهم طوال اليوم.

ومن الممكن أن تكون التغيرات في الصحة العقلية مرتبطة أيضًا بالساعة البيولوجية للجسم، إذ إن مستويات هرمون الكورتيزول تنخفض تدريجيًا مع مرور اليوم وتبلغ أدنى مستوياتها في الليل.

ويشير هذا إلى أن التغييرات الفسيولوجية قد تكون وراء التقلبات المزاجية التي تظهر بوضوح في أوقات معينة من اليوم.

وتنتهي الدراسة بتوصيات مهمة للباحثين والعاملين في مجال الصحة العقلية. فقد أشار الباحثون إلى أنه من الضروري أخذ الوقت من اليوم الذي يتم فيه جمع البيانات في الحسبان عند دراسة تأثيرات الصحة العقلية.

وأوصوا أيضًا بتعديل خدمات الدعم النفسي لتكون متاحة في أوقات الليل المتأخرة عندما يشعر كثيرون بتدهور في مزاجهم.

وقالت الدكتورة فيفي بو، من جامعة كوليدج لندن "إذا تم التحقق من هذه النتائج بشكل أوسع، فقد يكون لها تأثير كبير في كيفية تقديم خدمات الدعم النفسي للمحتاجين. مثلًا، يجب أن تكون الموارد متاحة أكثر في ساعات الليل لتلبية احتياجات الأشخاص المتقلبة على مدار اليوم".

أخبار ذات صلة

هل النساء أكثر ثرثرة من الرجال؟ دراسة جديدة تحسم الأمر

google-banner
foochia-logo