الحديث الذاتي، ذلك الحوار الدائم الذي نخوضه مع أنفسنا، ولا شك أن له تأثيرا عميقا على حياتنا أكثر مما نتخيل.
فكلماتنا وأفكارنا الداخلية تشكل نظرتنا للعالم ولأنفسنا، وتوجه سلوكنا في التعامل مع الآخرين.
في ضوء ذلك يؤكد الدكتور جيفري برنشتاين، الخبير في مجال الاستشارات الأسرية والعلاقات، بمقالة نشرها في موقع psychologytoday، أن الحديث الذاتي السلبي، خاصةً في العلاقات، يمكن أن يكون بمثابة سم بطيء يؤدي إلى تآكل الروابط، ويحوّل النزاعات البسيطة إلى خلافات عميقة الجذور.
وفقا للدكتور برنشتاين، فهناك أبرز عبارات سامة تضر بالعلاقة يجب تجنبها وهي كتالي:
عندما تتبادر إلى ذهنك أفكار مثل "لا ينبغي أن أخبر شريكي بما أحتاج إليه"، فإن ذلك غالبًا ما يعكس شعورًا بالإحباط في العلاقة.
إن توقع أن يفهم الشريك احتياجاتنا أو رغباتنا بشكل حدسي، دون التعبير عنها بصراحة، يفتح المجال للشعور بالاستياء. افتراض أن الشريك قادر على قراءة أفكارنا هو أمر غير واقعي، كما أنه يضع عبئًا غير عادل عليه.
بدلاً من توقع أن "يعرف" شريكك ما تحتاجه، تعامل مع التواصل كأداة فعالة بدلًا من وسيلة للنقد. حاول صياغة احتياجاتك بشكل إيجابي وواضح، مثل: "سيكون من الرائع إذا كنت تستطيع مساعدتي في غسل الأطباق بعد العشاء."
عندما يشعر الشخص بالتجاهل أثناء الخلاف، قد يردد في نفسه: "هذا يحدث دائمًا، إنها لا تستمع إليَّ قط".
استخدام كلمة "دائمًا" هنا يدل على الوقوع في نمط تفكير ثابت، حيث يصبح من الصعب التفريق بين القضايا البسيطة أو الكبيرة، ويُنظر إليها على أنها مشكلة مستمرة لا حل لها.
عندما نبالغ في استخدام كلمات مثل "دائمًا" و"أبدًا"، فإننا نغلق أمام أنفسنا الفرص لإيجاد حلول عملية، ما يصعب على العلاقة أن تتطور أو تتعافى.
من المهم أن تلاحظا معًا كيف تؤثر هذه الكلمات على حواركما الداخلي أو بينكما. بدلاً من استخدام هذه التعميمات، من الأفضل التركيز على الحالات المحددة التي يمكن التعامل معها بشكل إيجابي وبناء.
مقارنة شريكك بإصدار مثالي لشخص آخر، سواء كان شريكا سابقا أو صديقا أو شخصية في فيلم، يمكن أن يكون مدمرًا للغاية.
عندما تفكر، على سبيل المثال، "لو كان أكثر رومانسية مثل شخص آخر"، فإنك بذلك تقلل من تقدير الصفات التي قد جعلتك تقع في حب شريكك في البداية.
المقارنة المستمرة بين شريكك وأشخاص آخرين تقلل من قيمة نقاط القوة الفريدة فيه، ما يؤدي في النهاية إلى الشعور بعدم الرضا.
بدلاً من ذلك، ركزا على الامتنان من خلال تقدير الصفات الإيجابية في شريككما بانتظام. هذه الممارسة يمكن أن تحول طريقة تفكيركما من المقارنات إلى تقدير العلاقة كما هي، بعيدًا عن الصورة المثالية التي قد تتخيلانها حول "كيف يجب أن يكون الشريك".
عندما يردد المرء في داخله عبارات مثل "أنا لا أستحق الأفضل"، فإنه بذلك يشترك في عملية تخريب ذاتي.
هذا النوع من الحديث السلبي يقوض الثقة بالنفس ويقلل من القيمة التي يمنحها الفرد لنفسه، ما يؤدي إلى قبول معاملة أقل مما يستحق.
يستمر الأشخاص الذين يعتقدون أنهم لا يستحقون الأفضل في علاقات غير صحية، خوفًا من الفقد أو بسبب قناعة راسخة بأنهم لا يستطيعون الحصول على الأفضل.
هذا الاعتقاد السلبي يمنع النمو الشخصي ويحرم الفرد من تحقيق سعادة حقيقية في العلاقات.