في مقابلة حديثة مع نيخيل كاماث، شارك بيل غيتس، المعروف بتأسيسه شركة مايكروسوفت واهتمامه بالصحة العامة، بعض النصائح الصحية التي يتبعها شخصيًّا للحفاظ على صحته.
تحدث غيتس عن أهمية تناول الفيتامينات وإجراء الفحوصات الدورية، مشددًا على أن هذه الخطوات البسيطة يمكن أن تكون فعالة للغاية. ولكن النقطة التي لفتت الانتباه هي حديثه عن اختبار "غريل" (Grail) للكشف المبكر عن السرطانات، الذي يعتبر تطورًا هامًّا في مجال الرعاية الصحية والوقاية.
ما اختبار غريل؟
اختبار غريل هو عبارة عن فحص دم بسيط يهدف إلى اكتشاف وجود خلايا سرطانية في الجسم قبل ظهور أي أعراض واضحة. يمكن أن يكتشف هذا الاختبار ما يصل إلى 50 نوعًا من السرطانات، بما في ذلك الأنواع الصعبة الاكتشاف مثل سرطانات الأمعاء، الرئة، المبيض، الدماغ، البنكرياس، والمريء.
ما يميز اختبار غريل هو قدرته على التقاط هذه السرطانات في مراحل مبكرة جدًّا، وهذا يساعد في زيادة فرص العلاج والشفاء.
كيف يعمل اختبار غريل؟
يعتمد اختبار غريل على تقنية متقدمة تسمى التحليل الجيني للحمض النووي (DNA)، وهو يستهدف البحث عن تغييرات صغيرة في الشفرة الجينية للخلايا السرطانية التي قد تنتقل إلى الدم من الأورام السرطانية. يتم ذلك من خلال البحث عن "تواقيع" صغيرة جدًّا في الجينات تشير إلى وجود السرطان في مراحله المبكرة.
تكنولوجيا الاختبار تعتمد على تقنيات حديثة في تحليل الحمض النووي، والتي تمكنه من اكتشاف مجموعة متنوعة من أنواع السرطان؛ ما يسهم في زيادة فرص العلاج المبكر والشفاء.
التأثير الهائل
أشار بيل غيتس إلى أن الأشخاص الذين يتم تشخيصهم في المراحل المبكرة من السرطان لديهم فرص أكبر للبقاء على قيد الحياة، قد تصل إلى عشرة أضعاف مقارنة بمن يتم اكتشاف إصابتهم بالمرض في مراحل متأخرة.
وأكد غيتس أهمية تضمين اختبار غريل في الفحوصات الروتينية التي يجريها الأفراد، رغم أن العديد من شركات التأمين لا تغطي هذا الاختبار حتى الآن.
دعم المجتمع الطبي
لم يقتصر الدعم لاختبار غريل على غيتس فقط، بل حصل هذا الاختبار الثوري على تأييد واسع من المجتمع الطبي.
في المملكة المتحدة، أشار وزير الصحة مات هانكوك إلى أن اختبار غريل يمثل إضافة قيمة لأدوات الكشف المبكر عن السرطان، ويعزز ريادة المملكة المتحدة في استخدام أحدث التقنيات لمساعدة المرضى والحفاظ على صحتهم.
يُعتبر اختبار غريل خطوة نوعية في مجال الصحة، حيث لا يقدم فقط وسيلة جديدة للكشف المبكر، بل يمنحنا أيضًا أملاً جديدًا في محاربة السرطان. من خلال زيادة الوعي والتبني لهذا الفحص، يمكن أن نتوقع مستقبلاً أكثر إشراقًا وأمانًا في مجال الصحة العامة.
