رغم أن مشكلة انفصال المشيمة أثناء الحمل حالة غير شائعة فإنها قد تكون شديدة الخطورة، خصوصا إذا حدثت خلال الثلث الثالث من الحمل.
وانفصال المشيمة هو أحد مضاعفات الحمل ويحدث عندما تنفصل المشيمة عن الرحم قبل الولادة، ويجري تشخيص وعلاج هذه المشكلة الصحية بناءً على شدة الانفصال (انفصال المشيمة الجزئي أو انفصال المشيمة الحاد) وعمر الحمل للجنين.
والمشيمة هي عضو مؤقت يربط الجنين النامي بالرحم أثناء الحمل، وتلتصق بجدار الرحم عادةً من الأعلى أو الجانب، وتعمل كشريان حياة يمنح العناصر الغذائية والأكسجين للجنين من خلال الحبل السري، كما تزيل النفايات من دم الجنين.
ذكر موقع Betterhealth أن الأطباء لا يعرفون السبب الدقيق أو أسباب انفصال المشيمة في معظم الحالات، إذ يُعتقد أن إمداد الدم غير الطبيعي في الرحم أو المشيمة قد يلعب دورًا، لكن سبب الشذوذ المشتبه فيه غير واضح.
وتتضمن بعض الأسباب المعروفة لانفصال المشيمة ما يلي:
صدمة في البطن: قد تؤدي إصابة بطن المرأة الحامل إلى تمزيق المشيمة من جدار الرحم. ومن الأمثلة على الأحداث التي قد تسبب هذا النوع من الإصابة حادث سيارة أو اعتداء أو سقوط.
انضغاط الرحم: هو فقدان مفاجئ للسائل الأمنيوسي من الرحم، والذي يمكن أن يمتص المشيمة من جدار الرحم. تشمل الأسباب المحتملة لانضغاط الرحم ولادة أول توأم أو أكثر أو تمزق الأغشية الأمينوسية عندما يكون هناك سائل أمنيوسي زائد.
قد تعانين من ألم مفاجئ أو حاد أو تشنج أو ألم في منطقة الحوض السفلية أو الظهر أثناء انفصال المشيمة، وأيضا قد تشعرين بحركة الجنين بشكل أقل.
ورغم أن النزيف المهبلي أحد أبرز الأعراض فإنه لا يشير إلى مدى شدة الانفصال، وفي بعض الحالات قد لا يكون هناك نزيف مرئي لأن الدم محاصر بين المشيمة وجدار الرحم.
يحدث انفصال المشيمة عادة في وقت لاحق من الثلث الثالث من الحمل، والذي يبدأ في الأسبوع رقم 28 من الحمل ويستمر حتى الولادة (الأسبوع 40)، لكن يمكن أن يحدث في أي وقت بعد مرور 20 أسبوعًا من الحمل.
ووفقا لموقع MSD Manuals لا يحدث انفصال المشيمة عن الرحم عادة قبل الأوان، أي بعد 20 أسبوعًا من الحمل وقبل موعد الولادة، لكن لا يحدث بعد الولادة.
أوضح موقع Clevelandclinic أن كل حامل قد تظهر أعراضا مختلفة لانفصال المشيمة، لكن أكثر الأعراض شيوعًا هو النزيف المهبلي مع التقلصات خلال الثلث الثالث من الحمل.
وتشمل الأعراض المبكرة والأكثر شيوعًا لانفصال المشيمة ما يلي:
اقرأ أيضا: تكرار الحمل اللاجنيني.. 4 طرق للوقاية من هذه الحالة الخطيرة
تزيد العوامل التالية خطر انفصال المشيمة:
قد يشكل انفصال المشيمة تهديدًا لحياة الحامل أو الجنين، وتشمل المضاعفات الناجمة عن انفصال المشيمة بالنسبة للجنين ما يلي:
بينما تشمل المضاعفات الناجمة عن انفصال المشيمة بالنسبة للحامل ما يلي:
يعتمد الطبيب المختص في تشخيص انفصال المشيمة على الفحص والاختبارات الأخرى بعد توجيه الأسئلة التالية:
عادةً ما يتم تشخيص انفصال المشيمة بثلاث درجات أو فئات هي:
الدرجة الأولى: كمية صغيرة من النزيف، وبعض الانقباضات الرحمية وعدم وجود علامات إجهاد لك أو للجنين. عادةً ما يكون هذا انفصالًا خفيفًا أو جزئيًا للمشيمة، ما يعني أن جزءًا فقط من المشيمة ينفصل.
الدرجة الثانية: كمية خفيفة إلى متوسطة من النزيف، وبعض الانقباضات الرحمية وعلامات محتملة لضائقة الجنين.
الدرجة الثالثة: نزيف متوسط إلى شديد أو نزيف مخفي، وانقباضات الرحم التي لا تسترخي، وألم في البطن، وانخفاض ضغط الدم ووفاة الجنين المحتملة.
اقرأ أيضا: تأثير العمر على الحمل.. فرص الإنجاب والمخاطر التي لا يمكن تجاهلها
بمجرد شعور الحامل بالأعراض السابق ذكرها عليها التوجه إلى المستشفى والخضوع للفحص، لتحديد شدة الانفصال وحالة الأم والجنين.
وإذا كان انفصال المشيمة لديك صغيرًا، فقد يطلب منك طبيبك الراحة في الفراش لوقف النزيف، لكن إذا كان شديدا فقد تكون الولادة الفورية ضرورية حتى لو لم يكن الوقت قد حان.
بمجرد انفصال المشيمة عن الرحم لا يمكن إعادة توصيلها أو إصلاحها، ودون العلاج الطبي السريع قد تؤدي الحالة الشديدة من انفصال المشيمة إلى عواقب وخيمة على الأم وطفلها الذي لم يولد بعد، بما في ذلك الوفاة.
ويعد شدة الانفصال والعمر الحملي للجنين العاملين الأكثر أهمية في تحديد العلاج، وهناك حالتان لعلاج انفصال المشيمة:
1. إذا لم يقترب الجنين من موعد الولادة
إذا كان الوقت مبكرًا جدًا على ولادة الجنين وكان الانفصال خفيفًا، فسيقوم الطبيب بمراقبتك عن كثب، وفي هذه الحالة يمكنك العودة إلى المنزل للراحة، أو يمكنك البقاء في المستشفى.
وقد يعطيك مقدم الرعاية الصحية الكورتيكوستيرويدات لمساعدة رئتي الجنين على النضوج مع الاستمرار في مراقبتك.
إذا كان الانفصال شديدًا وكانت صحتك أو صحة الجنين معرضة للخطر، فقد تكون الولادة الفورية ضرورية حتى لو لم يكن الجنين قريبًا من موعد الولادة (37 أسبوعًا من الحمل).
2. إذا كان الجنين قريبًا من موعد الولادة
إذا كان الانفصال خفيفًا وكان معدل ضربات قلب الجنين طبيعيًا، فقد يسمح لك الطبيب باستمرار الحمل حتى موعد الولادة، وقد يعطيك الكورتيكوستيرويدات لإنضاج رئتي الجنين ويراقبك عن كثب بحثًا عن أي تغييرات.
إذا كان الانفصال شديدًا، فقد يلزم إجراء الولادة على الفور. إذا كنت أنت أو الجنين في خطر في أي وقت، فسيتم ولادة الطفل عادةً عن طريق عملية قيصرية طارئة.
لا يمكنك عادةً منع انفصال المشيمة، لكن يمكنك تقليل المخاطر من خلال: