حذرت تقارير علمية حديثة من احتمالية ظهور جائحة جديدة في المستقبل القريب نتيجة للإنفلونزا وأمراض معدية أخرى.
ووفقًا لدراسة دولية من المتوقع نشرها قريبًا، يعتقد 57% من كبار خبراء الأمراض أن سلالة من فيروس الإنفلونزا قد تكون السبب في التفشي العالمي المقبل للأمراض المعدية القاتلة.
وأشارت الدراسة إلى أن الإنفلونزا تظل تشكل تهديدًا رئيسًا يتطور باستمرار، مما يجعلها محتملة لتحولات تسبب جوائح صغيرة قابلة للسيطرة.
من جهته، قال مسؤول الدراسة جون سلمانتون غارسيا من جامعة كولونيا، "الاعتقاد بأن الإنفلونزا هي أكبر تهديد وبائي في العالم يعتمد على أبحاث طويلة الأمد تظهر أنها تتطور وتتحول باستمرار".
وتابع غارسيا : في كل شتاء تظهر الإنفلونزا، يمكنك وصف حالات التفشي هذه بأنها جوائح صغيرة يتم التحكم فيها بشكل أو بآخر لأن السلالات المختلفة التي تسببها ليست شديدة الخطورة بما فيه الكفاية.. ولكن هذا الحال لن يستمر إلى الأبد.
وذكّر غارسيا ببقاء تشكيل الإنفلونزا التهديد الأول لقدرتها على الانتشار الوبائي بحسب نسبة كبيرة من العلماء في العالم.
وتحذّر التقارير أيضًا من احتمال ظهور "المرض X"، وهو فيروس غامض لم يتم تحديد هويته بعد، كمصدر محتمل لجائحة مستقبلية، من قبل 21% من الخبراء.
وبينما تصنف بعض الكائنات الحية الدقيقة الأخرى، مثل فيروسات لاسا ونيباه، وإيبولا، وزيكا، على أنها تهديدات عالمية خطيرة، يظهر أن نسبة صغيرة من المشاركين تعتبرها مصدرًا محتملاً لحدوث جائحة.
ومن المقرر عرض نتائج الدراسة في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية في برشلونة خلال الأيام القليلة المقبلة.
في سياق آخر، من المنتظر أن تكشف دراسة طبية جديدة خطر ظهور متحورات جديدة من فيروس كورونا، مراوغة للمناعة لدى المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة.
الدراسة التي سيتم تقديم نتائجها في مؤتمر "ESCMID" العالمي، الأسبوع المقبل، تسلط الضوء على الحالة "الأطول معاناة" من كورونا.
ويصف الباحثون التطور الفيروسي لدى مريض أصيب بعدوى فيروس كورونا لمدة 613 يومًا، ما أدى إلى ظهور متغير جديد شديد التحور.
وتوفي المريض، وهو رجل هولندي، بعد معاناته من فيروس كورونا التي استمرت لمدة قياسية بلغت 613 يومًا.
ودخل الرجل، البالغ من العمر 72 عامًا، إلى المستشفى مصابًا بالفيروس، في فبراير/شباط 2022، ولم يتعافَ أبدًا لغاية وفاته في أكتوبر/تشرين من العام الماضي.
ويعتقد الأطباء أن الإصابة التي استمرت 20 شهرًا بـ"الأحمال الفيروسية العالية" هي الأطول على الإطلاق التي تم تسجيلها منذ انتشار الفيروس، رغم تسجيل عدة حالات لمئات الأيام سابقًا.
وقال الأطباء إن المريض كان لديه تاريخ في سرطان الدم، وتلقى العلاج الذي استنزف الخلايا البائية، بما في ذلك التي تنتج عادةً الأجسام المضادة لـ"كوفيد-19".
ورغم تلقي الرجل العديد من لقاحات كورونا، إلا أنه كانت لديه استجابة قليلة للأجسام المضادة لحظة اختباره عند دخول المستشفى، ولم يستجب لعلاجات الأجسام المضادة.
واضطر الرجل، الذي لم يتم الكشف عن هويته، إلى دخول المستشفى مرات عدة؛ بسبب نوبات الأعراض الشديدة، كما أدت العدوى المستمرة لـ "SARS-CoV-2" إلى معاناة المريض من فترات عزل مطولة أثناء دخول المستشفى.
وأكد الباحثون أن الفيروس تحوّر نحو 50 مرة داخل المريض، وأنتج في نهاية المطاف متحورًا جديدًا مراوغًا مناعيًا بسبب تطوره الواسع النطاق داخل المضيف، لكن لا يوجد ما يشير إلى أنه نقله إلى شخص آخر.
وحذّروا من أن مثل هذه الحالات تشكل أرضًا خصبة لنشوء سلالات جديدة قاتلة من المرض.