تكيس المبيض هو إحدى الحالات الأكثر شيوعًا بين النساء خلال سنوات الإنجاب. يتميز هذا الاضطراب بظهور أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل داخل المبيض أو على سطحه.
ورغم أن معظم الحالات تمر دون أعراض تُذكر أو حاجة للعلاج، فإن بعض التكيسات قد تسبب ألمًا واضطرابات صحية تتطلب التدخل الطبي.
المبيض جزء أساسي من الجهاز التناسلي الأنثوي، إذ ينتج البويضات والهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية.
تكيس المبيض هو ظهور أكياس تحتوي على سوائل قد تكون بسيطة وتختفي تلقائيًا، أو معقدة وتستدعي المتابعة الطبية.
بينما تختفي التكيسات البسيطة غالبًا دون أعراض، فإن الحالات الأكثر تعقيدًا قد تسبب:
بينما تُعرف هذه المتلازمة غالبًا بأنها اضطراب هرموني يرتبط بتغيرات في الدورة الشهرية وزيادة نمو الشعر، إلا أن هناك العديد من المخاطر الصحية حسب مايو كلينيك، والتي قد تكون مجهولة للكثير من النساء، منها:
أحد أبرز المخاطر المرتبطة بتكيس المبايض هو تأثيره على عملية التمثيل الغذائي. النساء المصابات بهذه المتلازمة يكنَّ أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الإنسولين، وهي حالة تقل فيها فعالية الإنسولين في تنظيم مستويات السكر في الدم. هذا الخلل قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، حتى لدى النساء صغيرات السن.
تشير الدراسات إلى أن النساء المصابات بتكيس المبايض قد يواجهن مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وانخفاض الكوليسترول الجيد (HDL) وهي عوامل شائعة بين المصابات. هذه العوامل تزيد من احتمالية حدوث مشكلات صحية خطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
بينما يُعرف تكيس المبايض بأنه أحد الأسباب الرئيسية للعقم لدى النساء، قد تكون بعض الجوانب غير واضحة. النساء المصابات يعانين من اضطرابات في عملية الإباضة، ما يؤدي إلى صعوبة في الحمل. لكن الأبحاث تشير أيضًا إلى أن النساء اللواتي يتمكنَّ من الحمل قد يكنَّ أكثر عرضة لمضاعفات أثناء الحمل، مثل سكري الحمل وارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل.
غالبًا ما تتجاهل النساء التأثير النفسي لتكيس المبايض. الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل الشائعة بين المصابات، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية والتحديات الجسدية والنفسية المرتبطة بالحالة. قد يزيد أيضًا الشعور بالوصمة الاجتماعية؛ بسبب الأعراض الظاهرة مثل زيادة الوزن وحب الشباب ونمو الشعر الزائد.
على الرغم من أن الخطر ليس شائعًا، بيد أن النساء المصابات بتكيس المبايض قد يكنَّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان بطانة الرحم. ذلك نتيجة للتعرض المستمر للإستروجين دون توازن مع هرمون البروجسترون، ما قد يؤدي إلى تغيرات غير طبيعية في بطانة الرحم.
للحد من هذه المخاطر، يُوصى باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يشمل تقليل استهلاك السكريات والكربوهيدرات المكررة، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام لتحسين حساسية الإنسولين وتعزيز صحة القلب. كما يُنصح بمراجعة الطبيب بشكل دوري لإجراء الفحوصات اللازمة، مثل فحص مستويات السكر والكوليسترول وضغط الدم.
وختامًا، فإن تكيس المبايض ليس مجرد حالة هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية، بل هو مشكلة صحية شاملة قد تحمل مخاطر طويلة الأمد على الصحة العامة. الوعي بهذه المخاطر واتخاذ خطوات استباقية للعناية بالصحة يمكن أن يساعد النساء على تجنب العديد من التعقيدات المستقبلية، والعيش بحياة أكثر صحة وتوازنًا.