تكيس المبايض.. الأعراض "غير التقليدية" والحمية المناسبة للعلاج

صحة ورشاقة
رقية عنتر
19 مايو 2024,2:50 م

باتت متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، السبب الرئيس للعقم، تؤثر في ما يصل إلى 13% من النساء في سن الإنجاب حول العالم؛ ما يحرم الملايين من حلم الأمومة مستقبلا.

 

وتعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من خلل هرموني ومشاكل في التمثيل الغذائي قد تؤثر على صحتهن ومظهرهن بشكل عام وتصيبهن بأمراض أخرى، مع العلم أن هذه المشكلة الصحية تؤثر على 1 من كل 10 نساء في سن الإنجاب. 

 

والمتلازمة النسائية، التي تعد السبب الأكثر شيوعًا لانقطاع الإباضة، ترتبط بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية طويلة المدى التي لا تؤثر على الصحة الجسمية للمرأة فحسب بل تمتد لتطال الجانب العاطفي.

 

أخبار ذات صلة

5 أعشاب هندية فعالة لعلاج متلازمة تكيس المبايض

 

 

ما هو تكيس المبايض؟

 

متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS) هي حالة هرمونية شائعة تؤثر في النساء في سن الإنجاب، وعادة ما تبدأ علاماتها في الظهور خلال فترة المراهقة، ولكن الأعراض قد تتقلب مع مرور الوقت.

 

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تكيس المبايض حالة مزمنة، ولا يمكن علاجها، وقد تسبب العديد من المشكلات الصحية، مثل: اختلالات هرمونية، عدم انتظام الدورة الشهرية، زيادة مستويات الأندروجين، والخراجات في المبيضين. 

 

هل تكيس المبايض يمنع الحمل؟

 

207408d9-9440-4231-bebf-6ae6c4923729

 

عند الإصابة بتكيس المبايض يحدث خلل في الهرمونات التناسلية، وبدوره يخلق الخلل الهرموني مشاكل في المبيضين وبالتالي قد لا تتطور البويضة كما ينبغي أو قد لا تُطْلَق في أثناء الإباضة كما ينبغي، وهو ما يصعب من محاولات الحمل.

 

لكن وفقا لموقع womenshealth فإن الحمل مع تكيس المبايض ليس مستحيلا، لأن هناك العديد من الخيارات والطرق التي تساعد على فرص الحمل حال الإصابة بالمتلازمة، أبرزها:

 

- خسارة الوزن: إذا كنتِ تعانين السمنة، فإن فقدان الوزن من خلال الأكل الصحي والنشاط البدني المنتظم يساعد على جعل الدورة الشهرية أكثر انتظامًا ويحسن من الخصوبة.

 

- الدواء: بعد استبعاد الأسباب الأخرى للعقم، قد يصف الطبيب دواءً للمساعدة على الإباضة، مثل عقار كلوميفين (كلوميد).

 

- التخصيب في المختبر (IVF): قد يكون التلقيح الاصطناعي خيارًا إذا لم ينجح الدواء.

 

- جراحة: تعد الجراحة أيضًا خيارًا إذا لم تنجح الخيارات الأخرى، إذ تعمل على استعادة الإباضة، ولكن لمدة 6 إلى 8 أشهر فقط.

 

 

f44c89ba-ced3-4ee3-827b-13c5f2517d09

 

هل تكيس المبايض خطير؟

 

تعد تكيس المبايض من المتلازمات الصحية الخطيرة؛ لأن أضرارها لا تتوقف عند الخلل الهرموني ومشاكل الحمل والعقم، وإنما تمتد لتجعل مريضاتها أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض الخطيرة.

 

وأوضح موقع hopkinsmedicine أن النساء المصابات بتكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة ببعض المشاكل الصحية الخطيرة، وتشمل هذه المشاكل:

 

- مرض السكري من النوع 2

 

- ارتفاع ضغط الدم

 

- مشاكل في القلب والأوعية الدموية

 

- سرطان الرحم

 

- مشاكل الخصوبة

 

أسباب تكيس المبايض

 

ذكر موقع Healthline أن سبب متلازمة تكيس المبايض غير معروف بالتحديد لكن الأطباء يعتقدون أن هناك بعض العوامل المسؤولة، أبرزها:

 

- الجينات: تشير الدراسات إلى أن المتلازمة منتشرة داخل العائلات.

 

- مقاومة الأنسولين: يعاني 70% من النساء المصابات بالمتلازمة من مقاومة الأنسولين؛ ما يعني أن خلاياهن لا تستطيع استخدام الأنسولين بشكل صحيح.

 

- الالتهابات: غالبًا ما تعاني النساء المصابات من مستويات متزايدة من الالتهاب في أجسامهن، وربطت الدراسات بين الالتهاب الزائد وارتفاع مستويات الأندروجين (الهرمونات الذكرية).

 

أعراض تكيس المبايض الخفيف

 

cb30df04-0b06-4d7b-b6e4-f35dcf6842bd

 

أوضحت منظمة الصحة العالمية أن أعراض متلازمة المبيض المتعدد الكيسات تختلف من امرأة لأخرى، لكن أبرز علامات تكيس المبايض هي:

 

- فترات ثقيلة أو طويلة أو متقطعة أو غير متوقعة أو غائبة.

 

- حب الشباب أو البشرة الدهنية.

 

- الشعر الزائد في الوجه أو الجسم.

 

- الصلع الذكوري أو تساقط الشعر.

 

- زيادة الوزن، وخاصة حول البطن.

 

- تضخم المبيضين أو احتواؤهما على العديد من الأكياس.

 

أعراض تكيس المبايض الشديد

 

وذكرت المنظمة أن من تعاني المتلازمة قد تصاب بأعراض وحالات صحية أخرى، من بينها:

 

- العقم.

 

- القلق والاكتئاب وصورة سلبية للجسم.

 

- داء السكري من النوع 2.

 

- ارتفاع ضغط الدم.

 

- ارتفاع نسبة الكولسترول غير الصحي.

 

- توقف التنفس أثناء النوم.

 

- أمراض القلب.

 

- سرطان بطانة الرحم.

 

تشخيص تكيس المبايض

 

بعض أعراض متلازمة تكيس المبايض تشبه تلك الناجمة عن مشاكل صحية أخرى، لذا يجري الطبيب المختص بعض الفحوصات والاختبارات، بجانب التعرف على التاريخ الطبي للمريضة والأعراض.

 

وأوضح موقع Womenshealth أن الاختبارات والفحوصات تشمل:

 

- اختبارا بدنيا: مثل قياس ضغط الدم، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، وحجم الخصر والشعر الزائد على وجهك أو صدرك أو ظهرك أو حب الشباب أو تغير لون الجلد.

 

- فحص الحوض. يفحص الطبيب الحوض بحثًا عن علامات وجود هرمونات ذكورية إضافية، والتحقق لمعرفة ما إذا كان المبيضان متضخمين أو منتفخين.

 

- الموجات فوق الصوتية: يستخدم هذا الاختبار الموجات الصوتية والكمبيوتر لإنشاء صور للأوعية الدموية والأنسجة والأعضاء ومعرفة حجم المبيضين وما إذا نشأ عليهما تكيسات.

 

- تحاليل الدم: هدفها البحث عن مستويات عالية من الأندروجينات والهرمونات الأخرى، فضلا عن فحص مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية.

 

الفرق بين تكيس المبايض والأورام

 

ed492ae1-0c6e-4b87-990c-279e2e6c44f4

 

تعد متلازمة تكيس المبايض والأورام، تحديدا سرطان المبيض، حالتين مختلفتين تمامًا سواء في طبيعتهما أو أعراضهما أو حتى طرق العلاج.

 

وأوضح موقع Compassoncology أن سرطان المبيض أكثر شيوعًا عند النساء الأكبر سناً، بينما تحدث متلازمة تكيس المبايض عند النساء في سنوات الإنجاب (الأعمار 20-40).

 

وذكر أن أورام سرطان المبيض عبارة عن كتلة صلبة من الخلايا، بينما تشكل متلازمة تكيس المبايض أكياسًا مليئة بالسوائل والأنسجة الطبيعية، فضلا عن أن أورام سرطان المبيض تتطلب علاجًا لإزالتها، لكن أكياس متلازمة تكيس المبايض تأتي وتختفي مع الدورة الشهرية.

 

وكشف الموقع أن سرطان المبيض غير المعالج قد يؤدي إلى الوفاة، لكن متلازمة تكيس المبايض ليست قاتلة وإن كان التعايش معها محبطا، واستعرض الأشياء المشتركة بينهما كما يلي:

 

- كلاهما يسبب مشاكل في الجهاز التناسلي.

 

- كلاهما يسبب تغيرات في فترات الحيض، وألما في الحوض، وانتفاخا في المعدة، وألما أثناء الجماع.

 

- زيادة الوزن تجعل كلتا الحالتين أسوأ.

 

- يزيد التاريخ العائلي لسرطان المبيض أو متلازمة تكيس المبايض من خطر الإصابة بأي من الحالتين.

 

علاج تكيس المبايض

 

يعتمد علاج متلازمة تكيس المبايض على عدد من العوامل، تشمل عمرك، ومدى شدة الأعراض، والصحة العامة للمريضة وما إذا كنتِ ترغبين في الحمل في المستقبل، إذ إن بعض أدوية تكيس المبايض غير محبذة في حال كانت هناك خطط للإنجاب.

 

لذا إذا كانت المريضة تخطط للحمل، فقد يشمل العلاج وفقا لموقع Hopkinsmedicine ما يلي:

 

- اتباع نظام غذائي صحي وممارسة المزيد من النشاط البدني لإنقاص الوزن وتقليل الأعراض.

 

- أدوية الإباضة التي تساعد المبيضين على إطلاق البويضات بشكل طبيعي.

 

أما إذا كانت المريضة لا تخطط للحمل، فقد يشمل العلاج ما يلي:

 

- حبوب منع الحمل للمساعدة على التحكم في دورات الحيض، وخفض مستويات الأندروجين، وتقليل حب الشباب.

 

- دواء مرض السكري لتقليل مقاومة الأنسولين.

 

- أدوية لعلاج الأعراض الأخرى والمساعدة على تقليل نمو الشعر أو حب الشباب.

 

الحمية الغذائية المناسبة لمرضى تكيس المبايض

 

29908814-4f5e-4d5b-a518-fe31cf07f312

 

يبدأ علاج متلازمة تكيس المبايض عادةً بتغييرات في نمط الحياة، مثل فقدان الوزن والنظام الغذائي وممارسة الرياضة.

 

ووفقا لموقع Healthline فإن الدراسات التي تقارن الأنظمة الغذائية لمتلازمة تكيس المبايض وجدت أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات فعالة في فقدان الوزن وخفض مستويات الإنسولين.

 

وذكر أن اتباع نظام غذائي منخفض نسبة السكر في الدم (منخفض GI)، تحصل خلاله المريضات على معظم الكربوهيدرات من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، يساعد على تنظيم الدورة الشهرية بشكل أفضل من اتباع نظام غذائي منتظم لفقدان الوزن.

 

بينما ذكر موقع lifespan أن اتباع أنماط حياة صحية يحسن أعراض متلازمة تكيس المبايض، موضحا أن هناك أدلة جديدة تدعم إضافة الأطعمة النباتية الكاملة، مثل تلك المقترحة في خطة النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط أو نظام DASH الغذائي.

 

وشرح: "توازن هذه الأنظمة الغذائية بين الأطعمة الغنية بالألياف والدهون الصحية والأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة"، وأعد قائمة تشمل أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض تكيس المبايض وتتضمن:

 

- الحبوب الكاملة مثل دقيق الشوفان والأرز البني والكينوا.

 

- الخضروات غير النشوية مثل البروكلي والفاصوليا الخضراء والباذنجان.

 

- الخضار الورقية الخضراء مثل السبانخ، واللفت، والكرنب.

 

- البقوليات مثل الفاصوليا السوداء والحمص والعدس.

 

- الأسماك والمحار.

 

- المكسرات والبذور مثل الجوز والفستق وبذور عباد الشمس.

 

- الفواكه، بما في ذلك مجموعة متنوعة من التوت والحمضيات.

 

google-banner
foochia-logo