تطبيق جديد يتنبأ بتفشي الكوليرا.. خطوة مبتكرة في مكافحة الأوبئة

في خطوة مبتكرة قد تغيّر طريقة التعامل مع الأمراض المعدية، طور فريق من العلماء والمهندسين في الولايات المتحدة تطبيقًا مبتكرًا للهاتف المحمول يهدف إلى التنبؤ بتفشي مرض الكوليرا، ورسم خرائط للمناطق المعرضة لخطر الإصابة بهذا المرض الوبائي.

ابتكار هاتفي جديد: تطبيق "كوليرا ماب" يرسم خرائط الكوليرا

يُعرف هذا التطبيق باسم "كوليرا ماب" (CholeraMap)، ويعمل على تقديم خرائط ملونة توضح المناطق التي قد تكون عرضة لانتشار الكوليرا، وهو مرض قاتل أودى بحياة ملايين البشر في الماضي، وبدأ أخيراً يشهد عودة مقلقة.

ويعتمد كوليرا ماب على تقنيات متطورة لتحليل البيانات بدلاً من الاعتماد على المعلومات البيئية والمناخية التي يصعب الحصول عليها. في ورقة بحثية نشرت في مجلة "جيو هيلث" (GeoHealth) التابعة للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي، أشار الفريق البحثي إلى أن التطبيق يقدم نظام إنذار مبكر يعتمد على بيانات الاستشعار عن بُعد، مما يفتح آفاقًا جديدة للتنبؤ بتفشي المرض في مناطق يصعب الوصول إليها، مثل المناطق الريفية في بنغلاديش، حيث يفتقر العديد من السكان إلى المعلومات الدقيقة حول تفشي المرض.

ويعيش اليوم حوالي 1.3 مليار شخص في مناطق معرضة لخطر الإصابة بالكوليرا، وهو مرض ينشأ عن عدوى معوية تنتقل عبر المياه الملوثة أو الطعام الملوث.

تفشي يعود للواجهة

وعلى الرغم من أن المرض قابل للوقاية والعلاج، فإن تفشي الكوليرا عاد للظهور بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. في غانا، على سبيل المثال، سُجِّلَت عشرات الحالات في الشهر الماضي، بينما أعلنت منظمة الصحة العالمية في سبتمبر 2023 زيادة حادة بنسبة 13% في حالات الكوليرا مقارنة بالعام الماضي، مع ارتفاع عدد الوفيات بنسبة 71%، إذ تجاوزت 4000 حالة وفاة.

وأفادت المنظمة الأوروبية للوقاية من الأمراض بأن أكثر من 450 ألف حالة تم تسجيلها هذا العام، في حين تم الإبلاغ عن حالات وفيات في مناطق غير طبية للمرة الأولى، مما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها العالم في مكافحة المرض.

وبينما تكافح العديد من الدول تفشي الكوليرا، يظهر تطبيق "كوليرا ماب" كأداة حيوية لمساعدة العاملين الصحيين في التحذير المسبق والاستعداد لمواجهة المرض بشكل أكثر فاعلية، خاصة في الأماكن التي لا تتوفر فيها أنظمة إنذار مبكر.

مع تسجيل 2400 حالة وفاة إضافية بحلول أغسطس 2023، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، يبقى السؤال: هل يمكن لهذا التطبيق أن يكون خطوة حاسمة في التصدي لهذا المرض المميت؟ وما إذا كان بإمكانه أن يغير مشهد الاستجابة للأوبئة في المستقبل؟ (الألمانية).