يُعتبر مرض السل من الأمراض المعدية التي تصيب الرئتين بالدرجة الأولى، وينتقل عبر الرذاذ المتناثر في الهواء أثناء السعال أو العطس.
وعلى الرغم من تراجع حالات الإصابة به في الماضي، إلا أن حالات السل بدأت في الارتفاع منذ منتصف الثمانينيات، نتيجة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية، والذي يُضعف الجهاز المناعي؛ ما يزيد من صعوبة مقاومة الجسم للجراثيم.
يُصنِّف الأطباء مرض السل إلى نوعين أساسيين:
يتواجد المرض في الجسم ولكنه غير نشط ولا يُسبب أعراضًا، ومن ثم لا يُعدّ معديًا. ومع ذلك، قد يتحوّل هذا النوع إلى نشط في المستقبل؛ ما يجعل من المهم معالجته مبكرًا.
يسبب أعراضًا ظاهرة ويمكن أن ينتقل إلى الآخرين. وقد تظهر الأعراض بعد الإصابة بالعدوى بأسابيع أو سنوات.
من أبرز أعراض مرض السل النشط:
ويمكن أن ينتشر المرض أيضًا خارج الرئتين، ليصيب الكلى، أو العمود الفقري، أو الدماغ، حيث تظهر أعراض خاصة بكل عضو. على سبيل المثال، إذا أصاب السل العمود الفقري قد يسبب ألمًا في الظهر، وإذا أصاب الكلى قد يظهر دم في البول.
من المهم مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض مثل الحمى، فقدان الوزن المفاجئ، التعرّق الليلي أو السعال المستمر، فقد تكون علامات على الإصابة بالسل.
كما يُوصى بإجراء فحوصات للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسل الكامن، مثل أولئك المصابين بفيروس نقص المناعة البشري، والمخالطين لمرضى السل، والقادمين من بلدان تكثر فيها الإصابة بالسل.
ينتقل مرض السل من شخص لآخر عبر قطرات مجهرية محمّلة بالبكتيريا، والتي تنطلق أثناء السعال أو العطس أو الحديث.
ورغم أن المرض معدٍ، إلا أن انتقاله لا يكون سهلًا كما قد يبدو؛ فهو يتطلب تواصلاً طويل الأمد مع شخص مصاب.
وبمجرد أن يبدأ الشخص المصاب بالعلاج المناسب، تقل قدرته على نقل العدوى بشكل كبير.
أحد التحديات الكبرى في علاج السل هو مقاومة بعض سلالات البكتيريا للعقاقير.
تظهر هذه المقاومة عندما لا يتم تناول المضادات الحيوية بالطريقة الصحيحة أو لا يتم إنهاء فترة العلاج.
وتستمر بعض البكتيريا في البقاء رغم العلاج؛ ما يجعلها مقاومة للأدوية الأكثر استخدامًا، مثل إيزونيازيد وريفامبين، بالإضافة إلى الأدوية الأقل شيوعًا مثل الفلوروكينولونات وبعض الأدوية القابلة للحقن.
لمنع انتشار مرض السل، يُنصح الأشخاص المصابون بالسل النشط باتباع عدة خطوات لحماية من حولهم:
يُفضل تجنب الذهاب إلى العمل أو المدرسة، وعدم النوم في غرفة مشتركة مع الآخرين خلال الأسابيع الأولى من العلاج.
تساعد التهوية الجيدة على تقليل تركيز الجراثيم في الهواء. لذا، يُنصح بفتح النوافذ واستخدام المراوح لتجديد الهواء الداخلي.
من الضروري استخدام مناديل لتغطية الفم عند السعال أو العطس، والتخلص منها بطريقة آمنة.
يُفضل ارتداء كمامة أثناء التواجد مع الآخرين للحد من انتقال الجراثيم.
في البلدان التي تنتشر فيها عدوى السل بشكل واسع، يتم تلقيح الأطفال باستخدام لقاح BCG، والذي يساعد في الوقاية من بعض أنواع السل.
ومع ذلك، فإن هذا اللقاح ليس شائع الاستخدام في الولايات المتحدة، حيث لم يُظهر فعالية كبيرة بين البالغين.
هناك العديد من اللقاحات الأخرى للسل التي تُجرى عليها أبحاث واختبارات في مراحل مختلفة لتطوير بدائل فعّالة.