قد تعاني بعض الحوامل من مشكلة المشيمة المنزاحة، وهي حالة تمنع خروج الجنين من المهبل بالكامل أو جزئيًّا، مما يتطلب عادةً الولادة القيصرية.
ورغم أن النزيف يُعتبر أحد أهم علامات المشيمة المنزاحة، فإن بعض الحالات قد تصاب بها دون ظهور أي نزيف مهبلي، ما يزيد من تعقيد هذه المشكلة الصحية التي تشكل خطراً كبيراً على حياة الأم والجنين.
لحسن الحظ، قد تختفي المشيمة المنزاحة من تلقاء نفسها إذا تم اكتشافها في الثلث الثاني من الحمل، حيث تتحرك المشيمة للأعلى لتصل إلى الجزء العلوي من الرحم.
ورغم عدم وجود طرق معينة يمكن للحامل اتخاذها لمنع الإصابة بالمشيمة المنزاحة، فإن هناك عوامل خطر يمكن التحكم فيها، مثل تجنب التدخين وتعاطي المخدرات.
المشيمة المنزاحة هي حالة تحدث عندما تسد المشيمة عنق الرحم بالكامل أو جزئيًّا في الأشهر الأخيرة من الحمل. والمشيمة هي عضو يشبه الكيس يزود الجنين بالأكسجين والعناصر الغذائية من خلال الحبل السري وتتطور في الرحم أثناء الحمل.
للتوضيح، تتمدد المشيمة وتنمو أثناء الحمل، ومن الشائع أن تكون منخفضة في الرحم في بداية الحمل، ومن المفترض أن تتحرك المشيمة إلى أعلى الرحم في الثلث الثالث (الأسبوع 28 إلى 40 من الحمل)، ويحدث هذا حتى يكون لدى طفلك مسار واضح إلى المهبل للولادة.
لكن في حالة المشيمة المنزاحة لا تتحرك إلى أعلى الرحم، ما يعني أن المشيمة تمنع خروج طفلك من المهبل.
ووفقًا لموقع clevelandclinic هناك عدة أنواع من المشيمة المنزاحة:
المشيمة المنزاحة الهامشية: تكون المشيمة موجودة على حافة عنق الرحم لكنها لا تغطيه، ومن المرجح أن تختفي من تلقاء نفسها قبل الموعد المحدد لولادة طفلك.
المشيمة المنزاحة الجزئية: تغطي المشيمة عنق الرحم جزئيًّا.
المشيمة المنزاحة الكاملة أو الكلية: تغطي المشيمة عنق الرحم بالكامل، ما يسد المهبل، ومن غير المرجح أن يصحح هذا النوع من المشيمة المنزاحة نفسه.
أوضح موقع Betterhealth أن بعض الأسباب المحتملة للمشيمة المنزاحة تشمل ما يلي:
الأعراض الأكثر شيوعًا للمشيمة المنزاحة هي:
نزيف أحمر فاتح: يبدأ غالبًا في النصف الثاني من الحمل لا يصاحبه أي ألم، وقد يتوقف ثم يعود مرة أخرى بعد بضعة أيام.
تقلصات أو انقباضات: غالبا تكون خفيفة في البطن أو الظهر.
إذا كانت الأم تعاني من المشيمة المنزاحة فهناك مخاطر قد تصيبها هي أو طفلها، وتنقسم المضاعفات إلى نوعين الأول يصيب الحامل والثاني يصيب الجنين.
تشمل المضاعفات التي قد تصيب الحامل ما يلي:
نزيف: يمكن أن يحدث نزيف حاد أثناء الحمل أو المخاض أو الولادة.
الولادة المبكرة: إذا كنت تعانين من نزيف حاد، فقد يقوم مقدم الرعاية الصحية بإجراء عملية قيصرية طارئة قبل اكتمال فترة حمل طفلك (40 أسبوعًا).
فقدان الدم: حال فقدان الكثير من الدم تكون الآثار الجانبية المتوقعة فقر الدم، وانخفاض ضغط الدم، وشحوب الجلد أو ضيق التنفس.
المشيمة الملتصقة: تنمو المشيمة بعمق شديد في جدار الرحم، ما يسبب نزيفًا حادًّا بعد الولادة.
انفصال المشيمة: تنفصل المشيمة عن الرحم قبل ولادة طفلك، ما يقلل هذا من إمداد طفلك بالأكسجين والمواد المغذية.
تشمل المضاعفات التي قد تصيب الطفل ما يلي:
الولادة المبكرة: إذا كان النزيف حادًّا وتحتاجين إلى عملية قيصرية طارئة، فقد يولد طفلك مبكرًا جدًّا.
انخفاض الوزن عند الولادة: قد يكون من الآثار الجانبية المحتملة لانخفاض الوزن عند الولادة صعوبة البقاء دافئًا وضعف اكتساب الوزن.
مشاكل الجهاز التنفسي: قد تجعل الرئتان غير المكتملتين التنفس أكثر صعوبة.
تحدث المشيمة المنزاحة في نحو 1 من كل 200 حالة حمل، وعادة يشخص الطبيب المختص الحالة في الثلث الثاني من الحمل أثناء إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية.
هناك عدة عوامل تزيد خطر إصابة الحامل بالمشيمة المنزاحة وتشمل:
يجب إدخال المرأة الحامل التي تعاني من أي نزيف مهبلي إلى المستشفى وإجراء الفحوصات اللازمة، وتشمل بعض الاختبارات المستخدمة لتشخيص المشيمة المنزاحة ما يلي:
يجب تجنب الفحوصات المهبلية الرقمية تمامًا في حالة المشيمة المنزاحة حتى لا يؤدي إلى نزيف حاد، لكن يتم استخدام الفحص المهبلي للمساعدة في تشخيص انفصال المشيمة.
في حالة المشيمة المنزاحة وبمجرد أن يصبح الطفل كبيرًا بما يكفي للولادة، يتم إجراء عملية قيصرية عادةً، لأن الولادة الطبيعية عبر المهبل قد تصيب الأم بالنزيف وقد يكون ذلك خطيرا للغاية.
وشرحت "عيادة كليفلاند": عادةً ما تكون عملية الولادة القيصرية هي الخيار الأكثر أمانًا للولادة إذا كنت تعانين من المشيمة المنزاحة، لأنه إذا كانت المشيمة تغطي جزءًا من عنق الرحم، فقد تتسبب الولادة المهبلية في نزيف حاد.
ووفقا لموقع "صحة أفضل"، قد يحتاج الطفل إلى المراقبة في العناية المركزة للتأكد من أن كل شيء على ما يرام. أيضا تخضع الأم لمجموعة من الاختبارات، بما في ذلك اختبارات للتحقق من عدد خلايا الدم لديها وقدرة دمها على التخثر.
يعتمد علاج المشيمة المنزاحة على:
إذا اكتشف الطبيب وجود المشيمة المنزاحة في وقت مبكر من الثلث الثاني من الحمل، فقد تتحسن من تلقاء نفسها، ويمكن أن يتغير وضع المشيمة مع توسع الرحم لاستيعاب الطفل المتنامي.
لكن غالبًا ما تكون هناك فرصة أقل لتحرك المشيمة إلى أعلى في الرحم إذا قام الطبيب بتشخيصك بهذه الحالة في وقت لاحق من الحمل.
إذا كانت المشيمة قريبة من عنق الرحم أو تغطي جزءًا منه فقط ولم تنزف، فقد يوصي المختص بما يلي:
في الحالات المتوسطة إلى الشديدة من المشيمة المنزاحة أو النزيف المتكرر، يمكن أن تشمل العلاجات الأخرى ما يلي: