هل سبق وأن شعرت برعب شديد لمجرد التفكير في التفاعل مع أشخاص جدد؟، أو وجدت نفسك تتجنب الحديث أمام الجمهور خوفًا من أن يُحكم عليك بشكل سلبي؟
قد تكون هذه المشاعر شائعة عند البعض، ولكن عندما تتكرر وتصبح عائقًا يوميًا، قد تكون علامة على اضطراب القلق الاجتماعي أو ما يعرف بالرُهاب الاجتماعي.
اضطراب القلق الاجتماعي، المعروف أيضًا بالرهاب الاجتماعي، هو حالة نفسية تتميز بخوف دائم من المواقف الاجتماعية، خاصة تلك التي تتضمن التفاعل مع الغرباء أو التعرض للتدقيق. يشعر المصابون بهذا الاضطراب برهبة شديدة من الإحراج أو الإهانة؛ ما يدفعهم إلى تجنب المواقف الاجتماعية أو مواجهتها بقلق شديد.
رغم أن الأسباب الدقيقة للرهاب الاجتماعي ليست مفهومة تمامًا، إلا أن الدراسات تشير إلى عوامل متعددة تشمل:
قد تؤثر الوراثة على كيفية عمل بعض مناطق الدماغ المرتبطة بالقلق؛ ما يزيد من احتمال الإصابة بهذا الاضطراب.
التربية المتشددة أو المفرطة في الحماية قد تسهم في ظهور اضطراب القلق الاجتماعي لدى الأطفال.
مثل التنمر أو التعرض للإهانة قد تكون محفزات لتطور الاضطراب.
لا يوجد شكل واحد للرهاب الاجتماعي، بل هناك عدة أنواع تختلف باختلاف الأفراد، إليك هذه الأنواع:
يظهر في مواقف محددة، مثل التحدث أمام الجمهور أو الإجابة على الأسئلة في الصف.
وهو أكثر شمولية، حيث يعاني الشخص من القلق في معظم المواقف الاجتماعية؛ ما يؤثر بشكل كبير على حياته اليومية.
الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي قد يواجهون مجموعة متنوعة من الأعراض، مثل:
نفسية
جسدية
هذه الأعراض يمكن أن تكون منهكة في المواقف التي تتطلب التفاعل الاجتماعي، مثل المقابلات الوظيفية أو اللقاءات الاجتماعية.
إذا لم يتم التعامل مع الرهاب الاجتماعي، قد يؤدي إلى آثار سلبية تشمل:
تشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 90% من المصابين بالرهاب الاجتماعي يعانون من اضطرابات نفسية أخرى، مثل الاكتئاب.
لحسن الحظ، يعتبر الرهاب الاجتماعي حالة قابلة للعلاج من خلال عدة أساليب:
يعتمد على تعديل الأفكار السلبية التي تؤدي إلى القلق. ويعتبر من العلاجات الفعالة طويلة الأمد.
قد تُستخدم أدوية مضادة للقلق، ولكن يُفضل دائمًا استشارة الطبيب.
يُعد فرصة للتفاعل مع الآخرين في بيئة آمنة وداعمة.
بالنسبة للعديد من الأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي، قد يبدو العلاج وجهاً لوجه مرهقًا. هنا يبرز دور العلاج عبر الإنترنت كخيار مناسب حيث يُمكنك بدء العلاج من منزلك، بالإضافة إلى المرونة والراحة في تحديد مواعيد الجلسات.
إذا كنت تشعر بأن الرهاب الاجتماعي يسيطر على حياتك، فإن اتخاذ الخطوة الأولى نحو العلاج يمكن أن يكون مفتاحًا لاستعادة توازنك النفسي والاجتماعي. تحدث مع طبيب أو مختص نفسي لتطوير خطة علاج تناسب احتياجاتك.