يُعتبر شلل الأطفال واحدًا من الأمراض التي تثير القلق في مجتمعاتنا، إذ يسببها فيروس يُؤثر بشكل رئيسي على الأعصاب في النخاع الشوكي أو جذع الدماغ.
وفي أكثر صوره شدة، يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى شلل كامل في الأطراف أو حتى إلى صعوبة في التنفس؛ ما يهدد الحياة.
على الرغم من الجهود العالمية في التطعيم، لا يزال شلل الأطفال موجودًا في بعض المناطق التي تعاني من انخفاض في معدلات التطعيم.
بمناسبة اليوم العالمي للشلل، الذي يُصادف 24 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، نقدم لك أهم المعلومات التي يجب عليك أن تعرفها عن شلل الأطفال.
يظهر فيروس شلل الأطفال بشكل متفاوت، حيث يعاني معظم المصابين من أعراض بسيطة قد تُشبه أعراض الإنفلونزا، مثل الحمى، الصداع، وآلام العضلات.
ولكن حوالي 1% من المصابين يمكن أن تتطور حالتهم إلى شلل، حيث تبدأ الأعراض بشكل مشابه، لكنها تُظهر تصاعدًا في الأعراض مثل الألم الشديد، حساسية مفرطة للمس، وضعف العضلات.
قد تتسبب الحالات الحادة في شلل في العضلات المسؤولة عن التنفس؛ ما يفرض تهديدًا حقيقيًا للحياة.
ينتشر فيروس شلل الأطفال بسهولة، إذ يمكن أن ينتقل عبر البراز أو عبر رذاذ السعال والعطس من شخص يحمل الفيروس، حتى لو لم تظهر عليه أعراض.
كما يمكن أن يُدخل الفيروس جسم شخص آخر عن طريق الفم، وغالبًا ما يحدث ذلك في الأماكن التي تفتقر إلى النظافة الشخصية، مثل عدم غسل اليدين بعد استخدام المرحاض أو تناول الطعام.
يستهدف شلل الأطفال بشكل رئيسي الأطفال، لكن أي شخص لم يحصل على التطعيم يكون عرضة للإصابة. لذلك، يُنصح الأفراد من جميع الأعمار بالحرص على تلقي اللقاح.
يعتبر اللقاح ضد شلل الأطفال الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من هذا المرض. يُوصى بإعطاء أربع جرعات من لقاح فيروس شلل الأطفال المُعطل في مراحل مختلفة من حياة الطفل: عند عمر شهرين، وأربعة أشهر، وفيما بين ستة وثمانية عشر شهرًا، وعند دخول المدرسة.
بالنسبة للبالغين، فإن معظمهم يتمتعون بمناعة طبيعية نتيجة التطعيم في طفولتهم. لكن البالغين الذين يسافرون إلى مناطق ينتشر فيها الفيروس يجب عليهم تلقي جرعة مُعزِزة لضمان حماية أنفسهم.
لقاح فيروس شلل الأطفال المُعطل آمن، حتى للأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
ومع ذلك، قد تظهر بعض الآثار الجانبية، مثل الألم والاحمرار في موضع الحقن. يجب مراقبة ردود الفعل التحسسية التي قد تظهر بعد تلقي اللقاح، حيث يمكن أن تشمل أعراض مثل الطفح الجلدي، صعوبة التنفس، وانخفاض ضغط الدم.
على الرغم من الجهود المبذولة للحد من انتشار شلل الأطفال، لا يزال الفيروس موجودًا في بعض المناطق، خصوصًا في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب ووسط آسيا.
وبسبب تفشي فيروس شلل الأطفال المُشتق من اللقاح (VDPV) في بعض المجتمعات، أصبح من الضروري تعزيز برامج التطعيم لضمان سلامة الأطفال والمجتمعات.
تعتبر الوقاية من شلل الأطفال أمرًا بالغ الأهمية، ويتطلب منا جميعًا التعاون لضمان تلقي جميع الأطفال للقاح المناسب.
فاللقاح ليس فقط وسيلة لحماية الفرد، بل هو خطوة نحو القضاء على هذا المرض الخطير.