القلق جزء طبيعي من الحياة، لكنه يمكن أن يتحول إلى عائق يعرقل سعادتنا ورفاهيتنا إذا لم نتمكن من التحكم فيه.
قد نتساءل أحيانًا عن سبب شعورنا بالقلق تجاه أمور تبدو تافهة، ولا تستحق كل هذا التفكير السلبي. فالعادات اليومية التي نتبناها قد تدفعنا بشكل غير واعٍ نحو التركيز على الجانب المظلم من الأمور؛ ما يؤدي إلى زيادة مشاعر القلق والتوتر.
توضح ناتاشا رينولدز، المعالجة النفسية في مركز بلوم للطب النفسي والعافية في تورنتو، أن القلق يشبه جهاز إنذار الدخان. هذا الجهاز ينبهك إلى خطر حقيقي، ويساعدك على الخروج من المنزل بأمان، لكنه أيضًا قد يطلق إنذاره بسبب أشياء غير خطيرة، مثل قطعة من الخبز المحمص المحترق. في حين أن القلق يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الأحيان، فإنه قد يصبح مزعجًا عندما ينبهنا إلى مخاوف لا تستدعي القلق.
كما تشير رينولدز، عندما يشتعل إنذار القلق بشكل متكرر لأشياء غير خطيرة، فقد يكون ذلك دليلًا على الحاجة إلى الدعم وتطوير أدوات التعامل مع الإجهاد. هناك أيضًا أفكار وسلوكيات شائعة تسهم في تفاقم هذا الشعور.
تصف رينولدز هذا النمط من التفكير بأنه مضر، حيث ينظر الشخص إلى المواقف على أنها إما جيدة وإما سيئة، دون اعتبار للمنطقة الرمادية. على سبيل المثال، إذا ارتكبت خطأ في بريد إلكتروني، فقد تعتقد أنك غير كفؤ، بينما الحقيقة هي أن الخطأ جزء طبيعي من كينونتنا. مثل هذه الأفكار قد تؤدي إلى القلق في التفاعلات المستقبلية، وتمنعك من التواصل بحرية.
تعتبر هذه العادة من أكثر العادات التي تضر بالقلق. توضح جينيفر أندرس، عالمة النفس في كولورادو، أن تجنب المواقف التي تسبب القلق يمكن أن يؤدي إلى تفاقم هذا الشعور بمرور الوقت. على سبيل المثال، إذا كنت تتجنب التحقق من رصيد بطاقة الائتمان؛ بسبب الخوف مما ستجده، فإنك قد تواجه قلقًا أكبر عندما تضطر أخيرًا لفعل ذلك.
تشير أندرس إلى أن السعي المستمر للحصول على تأكيدات حول مواقف معينة، مثل استشارة الآخرين أو البحث في الإنترنت عن أعراض صحية، يمكن أن يزيد القلق. بينما قد توفر هذه السلوكيات راحة مؤقتة، فإنها تخلق حلقة مفرغة من القلق على المدى الطويل.
يتمثل التشاؤم في التركيز على أسوأ السيناريوهات المحتملة، حيث قد يعتقد الشخص أن أي خطأ صغير سيؤدي إلى كارثة. هذا النوع من التفكير يعزز مشاعر القلق، ويدفع الشخص إلى الشعور باليأس؛ ما يجعله عاجزًا عن رؤية الجوانب الإيجابية أو الفرص المتاحة. بالتالي، يصبح من المهم تعلم كيفية تحدي هذه الأفكار السلبية وتوجيه الذهن نحو تفكير أكثر إيجابية وواقعية.
هل سبق لك أن شعرت بالقلق من أن قلقك قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو تعرضك لمشكلة خطيرة؟ هذا ما يُعرف بالتهويل، حيث تتصور أسوأ السيناريوهات، وتعتبرها الأكثر احتمالًا. تنصح رينولدز بتحدي هذه الأفكار من خلال التفكير في النتائج الإيجابية الممكنة. إذا حدث السيناريو الأسوأ، فكر في نقاط قوتك وكيف يمكنك التعامل مع الوضع.
الحديث السلبي عن النفس يشير إلى انتقاد الذات واستخدام لغة سلبية في التقييم الشخصي. على سبيل المثال، قد يقول الفرد لنفسه أنه فاشل. هذا النوع من الحديث لا يؤثر فقط على الثقة بالنفس، بل يمكن أن يؤدي أيضًا إلى مشاعر الاكتئاب والقلق. من المهم أن نتعلم كيفية استبدال هذه الأفكار السلبية بأخرى إيجابية تعزز من تقدير الذات، وتسهم في تحسين الحالة النفسية.
هناك بضع طرق يمكن أن تساعد على كبح مشاعر القلق وتعزيز التفكير الإيجابي: