تسببت جائحة كوفيد-19 بآثار جانبية للعديد من الفئات العمرية، ولكن يبدو أن المراهقين هم بين الأكثر تضررًا، إذ كشفت دراسة جديدة أن العدوى تسببت بتسارع شيخوخة أدمغتهم بشكل غير متوقع.
ولوحظ أن أدمغة الفتيات تقدمت بمعدل أسرع بـ 4.2 سنوات، وأدمغة الأولاد بمعدل 1.4 سنة مقارنة بالعمر البيولوجي الطبيعي.
تعتبر الدراسة التي نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences، إضافة مهمة لفهم الآثار العميقة التي خلّفها الوباء.
وأشارت الدكتورة باتريشيا ك. كول، مؤلفة الدراسة الرئيسة، إلى أن هذه النتائج هي "جرس إنذار" حول هشاشة أدمغة المراهقين وحاجتهم الملحة للدعم.
يمر المراهقون بمرحلة تطور اجتماعي وعاطفي كبير خلال هذه الفترة العمرية، بالإضافة إلى تغيرات في بنية الدماغ ووظائفه. وأظهرت الدراسة أن سمك القشرة المخية، والذي يصل إلى ذروته في الطفولة، ثم يتناقص تدريجيًا خلال فترة المراهقة، تضاءل بمعدل أسرع بين المراهقين الذين عاشوا فترة الجائحة.
أجرى الباحثون تصويرًا بالرنين المغناطيسي على أدمغة 130 مراهقًا تتراوح أعمارهم بين 12 و20 عامًا في ولاية واشنطن، واستخدموا بيانات ما قبل الجائحة لإنشاء نموذج معياري لتطور الدماغ الطبيعي.
وقارن العلماء البيانات القديمة ببيانات ما بعد الجائحة، ووجدوا أن الفتيات تأثرن بشكل أكبر من الأولاد، إذ شهدت 43% من مناطق الدماغ المدروسة لدى الفتيات ترققًا، مقارنة بـ6% فقط لدى الأولاد.
رغم أن هذه النتائج تثير القلق، أشار بعض الخبراء إلى وجود بعض القيود في الدراسة. أوضح الدكتور ماكس ويزنيتزر، أستاذ طب الأعصاب، أن العينات المعيارية قد لا تكون كافية. بالإضافة إلى ذلك، لم يتضمن الباحثون بيانات حول أنماط النوم أو النظام الغذائي أو الوضع المالي للمشاركين، ما قد يؤثر على النتائج.
من جانبه، شدد الدكتور جوتليب، مدير مختبر ستانفورد للنمو العصبي، على أهمية دعم الصحة العقلية للمراهقين في هذه الفترة الحساسة. وقال: يجب تشجيعهم على قضاء وقت أكثر في التفاعل الشخصي، وتقليل الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي، مع مراقبة أي تغييرات سلوكية قد تدل على تدهور في الصحة النفسية لديهم.