يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، حيث يستدعي استئصال الثدي في حوالي 35% من الحالات، وهو إجراء ينطوي على إزالة جميع الأنسجة من أحد الثديين أو كليهما، بما في ذلك الحلمات والهالات في بعض الأحيان.
ورغم أن هذا الإجراء يُعد ضروريًا لإنقاذ الحياة، إلا أنه قد يترك آثارًا عاطفية سلبية تؤثر على الصورة الذاتية للمرأة.
حسب مايو كلينيك، فقد أصبحت إعادة بناء الثدي خيارًا متاحًا للنساء، حيث تتضمن سلسلة من الإجراءات الاختيارية التي تستخدم فيها أنسجة من جسم المرأة أو غرسات لاستعادة المظهر الطبيعي للثديين؛ ما يسهم في تعزيز الثقة بالنفس.
وبعد مرور عدة أشهر من جراحة إعادة البناء، يمكن للنساء اتخاذ القرار بشأن استعادة مظهر الحلمات والهالات المفقودة، إما من خلال إجراء إعادة بناء الحلمات أو باستخدام الوشم ثلاثي الأبعاد.
يتضمن إجراء إعادة بناء الحلمة استخدام جلد من الثدي نفسه، بينما يضفي الوشم ثلاثي الأبعاد اللون على الحلمة ومناطق الهالة. ويمكن للمرأة اختيار أي من هذين الخيارين أو كليهما.
يستعين الوشم ثلاثي الأبعاد بأصباغ خاصة لمحاكاة لون الهالة في الثدي المعاد بناؤه، مستخدمًا تدرجات لونية فاتحة وداكنة لإنشاء تأثير ثلاثي الأبعاد يوحي بوجود حلمة وهالة بعد استئصالهما.
تُطابق الأصباغ لون جلد كل مريضة، بهدف استعادة المظهر الطبيعي للثدي.
على عكس الوشم التقليدي، يعتبر الوشم ثلاثي الأبعاد إجراءً مريحًا وخاليًا تقريبًا من الألم، حيث تفقد الثديان الإحساس بعد الاستئصال.
تتشابه الرعاية اللاحقة مع تلك الخاصة بالوشم التقليدي، حيث يتطلب الأمر تغطية خفيفة بالشاش لبضعة أيام، وتنظيف المنطقة باستخدام صابون مضاد للبكتيريا، وتطبيق دَهون خفيفة خالية من العطور حتى التئام الموضع.
عادةً ما يُكمل معظم النساء الإجراء خلال زيارتين للعيادة. تستغرق الزيارة الأولى ساعتين، حيث تعمل المرأة مع الطبيب لاختيار الأصباغ وتحديد موضع الهالات، تليها جلسة ثانية بعد ستة إلى ثمانية أسابيع لتعزيز الصبغة وتقييمها.
تظهر بعض النساء أن مظهر الثديين يبدو ناقصًا بغياب الحلمتين والهالات، حيث يكون الأمر أشبه بوجه بدون أنف. لذا يمكن أن تساعد الحلمات والهالات الموشومة النساء على التخفيف من التركيز على ما فقدنه، والتخلص من التذكير البصري المستمر برحلتهن مع السرطان.
كما أفادت العديد من النساء أن هذا الإجراء يُحسن من علاقتهن الحميمة مع شركائهن، حيث يساعد في تعزيز الراحة تجاه الثديين الجديدين. بالإضافة إلى ذلك، يصرف الانتباه عن أي تندب، ويقود العيون إلى نقطة نظر جديدة بعيدًا عن الندوب.
يجب أن تكون المرأة قد أكملت جميع جراحات إعادة البناء وعلاجات السرطان قبل الحصول على الوشم ثلاثي الأبعاد.
عادةً ما تكون فترة ثلاثة أشهر بعد إعادة البناء كافية للتأكد من التئام الشقوق بشكل صحيح، واستقرار أنسجة الثدي أو الغرسات الجديدة في مواقعها الطبيعية.
لا يقتصر الوشم ثلاثي الأبعاد على النساء اللاتي خضن رحلة السرطان مؤخرًا، بل هو متاح أيضًا للنساء اللاتي خضعن لجراحات استئصال الثدي منذ سنوات أو حتى عقود، قبل ظهور هذه التقنية.