أثار إعلان منظمة الصحة العالمية، حالة طوارئ صحية عامة على الصعيد الدولي، بعد انتشار وباء جدري القرود في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأجزاء أخرى من إفريقيا، مخاوف لدى الناس، ودفع بعض الدول لأخذ احتياطاتها؛ خاصة مع انتشار شكل جديد من الفيروس وحالات مؤكدة بين الأطفال والبالغين في أكثر من 12 دولة.
وما زاد تلك المخاوف إعلان المنظمة الأممية توفر جرعات قليلة من اللقاحات في القارة السمراء.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن تفشي جدري القرود يمثل حالة طوارئ صحية عامة، مع وفاة أكثر من 500 شخص، ودعت إلى مساعدة دولية لوقف انتشار الفيروس.
وأعاد هذا المرض إلى الأذهان وباء فيروس كورونا وتفشيه في العالم، فما مدى خطورته؟
الناطق الإعلامي وممثل الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية في الأردن الدكتور محمد حسن الطراونة أكد في حديث لموقع "فوشيا" أن هذا المرض عكس فيروس كورونا الذي ينتمي إلى مجموعة فيروسات RNA التي تحدث فيها طفرات متكررة وسريعة الانتشار والانتقال".
وقال الطراونة إن "مرض جدري القرود عدوى فيروسية تنتمي إلى مجموعة فيروسات الـ DNA بمعنى أن احتمالية حدوث طفرات للمرض نادرة جدا، وطريقة انتقاله تتم عبر الاتصال المباشر واللصيق سواء مع إنسان أو حيوان.
وحول علاج المرض واللقاحات أكد الدكتور الطراونة في حديث خاص مع "فوشيا" أن "هناك ثلاثة لقاحات ضد الجدري، أدت سنوات عديدة من البحث إلى تطويرها وهي أحدث وأكثر أمانًا لمرض اُسْتُؤْصِل يسمى الجدري، وتمت الموافقة أيضًا على ثلاثة منها (MVA-BN وLC16 وOrthopoxVac) للوقاية من مرض الجدري".
وأوضح "يجب أخذ التطعيم في الاعتبار فقط للأشخاص المعرضين للخطر (على سبيل المثال شخص كان على اتصال وثيق بشخص مصاب بالجدري أو شخص ينتمي إلى مجموعة معرضة لخطر كبير للتعرض لمرض الجدري. ولا ينصح حاليًا بالتطعيم الشامل".
وحول فترة حضانة مرض جدري القرود قال الطراونة إنها تصل إلى 21 يوما، أما فيروس كورونا 85% من المصابين قد لا تظهر عليهم أعراض الإصابة كما في جدري القرود.
وأوضح الطراونة أعراض الإصابة بجدري القرود، "إذ تبدأ بارتفاع في درجات الحرارة مع حدوث إرهاق عام وانتفاخ في الغدد اللمفاوية، وظهور الطفح الجلدي.
وتابع أن فترة العلاج من جدري القرود تصل إلى 4 أسابيع، وليس بحاجة إلى تداخلات علاجية".
وفي تصريحات سابقة حذر الطراونة من أن موجات اللجوء والاكتظاظ الشديد والمجاعة والأمراض المعدية في قطاع غزة تهدد بوفاة نصف سكان غزة، مبينا أن الانهيار الذي شهدته البنية التحتية للنظام الصحي أدى إلى خلق بيئة مهيأة لانتشار الأمراض المعدية، ومنها جدري القرود.
وأشار الطراونة إلى أن تقديرات الرابطة الدولية في قطاع غزة تشير إلى وجود حالات متزايدة للأمراض المعدية، مثل التهابات الرئة والإسهال والأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائي نوع A، بالإضافة إلى حالات الحصبة وجدري الماء، خاصة بين الأطفال.
وتوصي منظمة الصحة العالمية حاليًا باللقاحات للأشخاص الذين كانوا على اتصال وثيق بشخص مصاب بالجدري، أو الأشخاص الذين ينتمون إلى مجموعة معرضة إلى حد بعيد لخطر التعرض لمرض الجدري.
وقالت إن "اللقاحات هي إحدى أدواتنا لحماية المجتمعات من الجدري، وينبغي استخدامها مع تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية الأخرى".
يذكر أنه وخلال وباء جدري القرود العالمي عام 2022، والذي أصاب أكثر من 70 دولة، مات أقل من 1% من المصابين.
وبالنسبة إلى أوروبا تم الإعلان عن أول حالة إصابة في السويد لشخص قادم من أفريقيا. كُشِف المتحور الجديد في السويد.