نجح فريق من العلماء في مركز العلوم الصحية في جامعة تكساس في سان أنطونيو، بتحقيق إنجاز علمي هائل تمثل في تطوير نوع جديد من الفئران يحمل نظامًا مناعيًا بشريًا بنسبة 100% وميكروبيوم أمعاء شبيه بالإنسان.
ويُعد هذا الإنجاز بمنزلة "فأر مبشر" يُزيل الغموض عن الأبحاث الطبية، ويُقدم إمكانيات هائلة لإحداث ثورة في طريقة اختبار الأدوية الجديدة وكشف آليات الأمراض.
ويعمل هذا النوع الجديد من الفئران، المعروف باسم TruHuX (أو THX)، بفضل نظامه المناعي البشري الكامل الوظيفة، بالاستجابة للعلاج كما يفعل أي إنسان بحسب الدراسة.
الدكتور باولو كاسالي، الذي قاد هذه الدراسة قال "توفر فئران THX منصة لدراسات الجهاز المناعي البشري وتطوير اللقاحات البشرية واختبار العلاجات".
وأضاف أن ذلك يعني التسريع بشكل كبير، تطوير الأدوية والعلاج المناعي، ويقلل من الوقت المستغرق في "الاختبار والخطأ"، ويسمح للعلماء بإجراء تجارب على البشر للعلاجات بثقة أكبر بشأن الفعالية والسلامة.
ويُقدم فأر THX بحسب الدراسة التي نُشِرت في مجلة Nature Immunology، إمكانيات هائلة لتعزيز الأبحاث الطبية على مختلف المستويات، وخطوة هائلة نحو مستقبل أكثر دقة وفعالية في مجال الأبحاث الطبية، ويُقدم إمكانيات هائلة لتعزيز صحة الإنسان وتحسين نوعية حياته.
ويستخدم الفريق الآن فئران THX لفهم أفضل للاستجابة المناعية البشرية لفيروس كورونا (SARS-CoV-2)، بالإضافة إلى النظر في العوامل اللاجينية المرتبطة بنشاط الخلايا البشرية واستجابتها للأجسام المضادة، والتي من المحتمل أن تفتح الباب أمام علاجات جديدة للفيروسات والسرطان.
وعُدّت الفئران من أفضل الحيوانات للعمل في الأبحاث الطبية؛ نظرًا لسهولة التعامل معها وشيوع استخدامها.
إلا أن وجود اختلافات جينية جوهرية بين الفئران والبشر أدى إلى اختلافات جوهرية في الاستجابات المناعية، ما عرقل حصول نتائج دقيقة تُحاكي الاستجابة البشرية.