نجح معهد "فرانسيس كريك" البريطاني بالتعاون مع مستشفى "غريت أورموند ستريت" (GOSH) في تطوير لقاح جديد من شأنه تدمير الشامات الجلدية دون الحاجة لتدخل جراحي.
هذا الاكتشاف يعدّ خطوة هامة في معالجة متلازمة الوحمة الصباغية الخلقية (CMN)، وهي حالة نادرة تؤدي إلى ظهور شامات كبيرة على الجلد وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
الشامات الجلدية ومتلازمة CMN
الشامات الجلدية شائعة، وتظهر نتيجة تجمع الخلايا الصباغية في الجلد. في حالات نادرة، يمكن أن تتسبب طفرات جينية تحدث في الرحم في ظهور شامات كبيرة تغطي أجزاء واسعة من الجسم (تصل إلى 80%)، تعرف بمتلازمة الوحمة الصباغية الخلقية. هذه الحالة تؤثر بشكل كبير على حياة المرضى، وتسبب لبعضهم الحرج والإزعاج.
آلية عمل اللقاح الجديد
طُوِّر اللقاح بتعاون وثيق بين العلماء في معهد "فرانسيس كريك" ومستشفى "غريت أورموند ستريت"، وتمت تجربته بنجاح على الفئران.
يعمل اللقاح عن طريق حقن الجسم بمادة تستهدف جينًا متحوّرًا في خلايا الشامات يُعرف بـ NRAS. خلال 48 ساعة من الحقن، يؤدي هذا التدخل إلى تدمير الشامات ذاتيًا.
إضافةً إلى نجاح التجارب على الفئران، اختبر العلماء اللقاح على خلايا جلدية مأخوذة من أطفال يعانون من متلازمة CMN. النتائج كانت مشجعة، حيث أظهرت الخلايا استجابة مماثلة للتدمير الذاتي.
الأمل في المستقبل
وفقًا للبروفيسورة فيرونيكا كينسلر من GOSH، فإن هذا العلاج يمثل تقدمًا كبيرًا في معالجة متلازمة CMN، ليس فقط من الناحية الجسدية بل والنفسية أيضًا.
وتؤكد كينسلر أن هناك حاجة إلى مزيد من الاختبارات قبل أن يمكن استخدام هذا العلاج بفعالية وأمان على البشر.
ويأمل العلماء الذين نشروا نتائجهم في مجلة Investigative Dermatology، أن تبدأ التجارب السريرية قريبًا، بتمويل من المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR)، مما يفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية لهذا العلاج الواعد في تدمير الشامات الجلدية دون الحاجة للجراحة.
