لطالما ارتبطت أشعة الشمس بالفوائد الصحية مثل تحسين الحالة المزاجية وتعزيز إنتاج فيتامين د، لكن دراسة حديثة نشرتها مجلة Scientific Reports تلقي الضوء على جانب مظلم لهذه الفوائد.
وتشير الدراسة إلى أن التعرض المفرط لأشعة الشمس لفترات طويلة قد يرتبط بتدهور في صحة الدماغ، خاصة لدى الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، والرجال على وجه الخصوص.
ركزت الدراسة على تحليل البيانات من أكثر من 27,000 مشارك، حيث تم قياس تأثيرات التعرض اليومي لأشعة الشمس على بنية الدماغ.
ووجد الباحثون أن التعرض لأشعة الشمس لأكثر من ساعتين يوميًا قد يرتبط بانخفاض حجم الدماغ وزيادة في كثافة المادة البيضاء، وهي علامات قد تدل على شيخوخة الدماغ والتدهور المعرفي.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تعرضوا لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا لأشعة الشمس أظهروا تراجعًا ملحوظًا في حجم الدماغ، وخاصة المادة الرمادية والبيضاء. وكان هذا التأثير أكثر وضوحًا لدى الرجال والأفراد الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا.
يعتقد الباحثون أن التعرض المفرط لأشعة الشمس يمكن أن يزيد من درجة حرارة الدماغ. مع ارتفاع درجة حرارة الدماغ، قد يتأثر تدفق الدم، مما يؤدي إلى تلف في الخلايا الدماغية. كما أشار الفريق البحثي إلى أن الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تتسبب في تلف الخلايا المناعية، مما يؤدي إلى التهابات تؤثر سلبًا على وظائف الدماغ.
رغم التحذيرات التي أطلقتها الدراسة، لا يزال هناك جانب مشرق. إذ أفاد الباحثون أن التعرض المعتدل لأشعة الشمس قد يساعد على الحفاظ على مستويات صحية من فيتامين د، الذي يؤدي دورًا أساسيًا في دعم وظائف الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأشعة الشمس أن تسهم في إطلاق النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، وهي مواد كيميائية مسؤولة عن تحسين الحالة المزاجية.
في ضوء هذه النتائج، ينبغي للأفراد أن يتعاملوا مع التعرض لأشعة الشمس بحذر. بينما قد تكون أشعة الشمس مفيدة بكميات معتدلة، إلا أن التعرض المفرط لها قد يكون ضارًا لصحة الدماغ. من المهم أيضًا استخدام واقيات الشمس والتأكد من قضاء وقت كافٍ في الظل خلال ساعات الذروة.