يُعتبر التوتر والقلق من التحديات النفسية التي يواجهها الكثيرون، ورغم تعدد الأسباب، تبرز الأبحاث الحديثة دور صحة الأمعاء وتأثيرها العميق على الصحة النفسية.
تُعرف العلاقة بين الدماغ والأمعاء بـ"محور الدماغ-الأمعاء"، حيث يتم التواصل بين الجهازين بشكل ثنائي الاتجاه، ما يجعل صحة الأمعاء عاملاً مؤثراً في حالة الفرد النفسية.
تشير الدراسات إلى وجود أطعمة قد تزيد حدة التوتر والقلق بسبب تأثيرها السلبي على الأمعاء. منها:
تحتوي هذه الأطعمة على مستويات مرتفعة من السكر والدهون الصناعية التي تؤثر سلباً على توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء.
الكميات الكبيرة من السكر يمكن أن تسبب تقلبات سريعة في مستويات الطاقة والمزاج.
تؤدي هذه الأطعمة إلى الالتهابات، وتزيد اضطرابات الأمعاء.
يمكن أن يُحفّز الجهاز العصبي، ويزيد القلق، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة.
الأمعاء ليست مجرد جهاز هضمي، بل تحتوي على جهاز عصبي معقد يُسمى "الجهاز العصبي المعوي"، يقوم بإنتاج ناقلات عصبية مثل السيروتونين، التي تؤثر مباشرة على الحالة المزاجية. إذا حدث اختلال في توازن البكتيريا المفيدة في الأمعاء، قد يظهر ذلك في صورة أعراض قلق أو توتر.
كما أن هناك أطعمة تزيد مستويات القلق والتوتر، هناك أطعمة أخرى تخفف التوتر، إليك بعضها:
الألياف تسهم في تقليل اضطرابات الجهاز الهضمي المرتبطة بالتوتر، وفقاً لمراجعة بحثية نُشرت عام 2021. يمكن إدخال أطعمة مثل البروكلي، التوت، الشوفان، والموز إلى النظام الغذائي.
أظهرت دراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالأوميغا-3، مثل الأسماك الدهنية (السلمون والتونة)، والأفوكادو، والزيوت النباتية، قد تُحسن من الأعراض المرتبطة بالقلق.
مثل الزبادي والمخللات. هذه الأطعمة تساعد على تعزيز نمو البكتيريا النافعة، ما يسهم في تحسين صحة الأمعاء.
وأظهرت مراجعة بحثية عام 2023 أن للبروبيوتيك والبريبيوتيك دوراً هاماً في تحسين الصحة النفسية، بما في ذلك التخفيف من القلق والاكتئاب، حيث إن هذه المكملات الغذائية تُعتبر أقل ضرراً من الأدوية التقليدية وأحياناً تضاهيها في الفعالية.
وكخلاصة، فإن العلاقة الوثيقة بين صحة الأمعاء والدماغ تجعل العناية بالتغذية أمراً ضرورياً للتخفيف من القلق. من خلال تبني نظام غذائي غني بالألياف، أحماض أوميغا-3، والبروبيوتيك، مع تقليل الأطعمة الضارة والتعامل مع التوتر بطرق صحية، يمكن تحسين التوازن النفسي والجسدي. إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، يُنصح بمراجعة الطبيب للحصول على خطة علاجية مخصصة.