يحل اليوم العالمي لشلل الأطفال في 24 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، بهدف زيادة الوعي بهذا المرض المعدي والمميت في بعض الأحيان، مع التأكيد على الجهود المستمرة اللازمة للقضاء على الفيروس تمامًا.
يؤثر شلل الأطفال بشكل رئيسي على الأطفال دون سن الخامسة، ويؤدي واحد من كل 200 إصابة إلى شلل لا رجعة فيه. ومن بين المصابين بالشلل، يموت 5-10% عندما تصبح عضلاتهم التنفسية مشلولة.
وموضوع اليوم العالمي لشلل الأطفال 2024: "مهمة عالمية للوصول إلى كل طفل"، إذ يركز على الجهود المستمرة لضمان تطعيم جميع الأطفال ضد شلل الأطفال، خاصة في المناطق التي لا يزال الفيروس يشكل تهديدًا فيها.
ورغم التقدم الكبير الذي أحرز في هذا الملف خلال العقود الأخيرة فإن 2024 يشهد انتكاسة قد تهدد الجهود التي بذلت على مدار سنوات، إذ سجلت زيادة في عدد الإصابات التي رصدت هذا العام.
إحصائيات شلل الأطفال حول العالم لعام 2024
كشفت منظمة الصحة العالمية و"يونيسف" بعضا من الإحصائيات الخاصة بشلل الأطفال، التي تكشف عن انتكاسة يشهدها العالم بعدما حقق قبل أقل من 5 أعوام إنجازا بإعلان انحصار المرض في دولتين فقط، وهذه نظرة على أهم الأرقام والإحصائيات في هذا الإطار.
تفصيلا، في عام 1988 اعتمدت جمعية الصحة العالمية قرارًا للقضاء على شلل الأطفال في جميع أنحاء العالم، ومنذ ذلك الحين انخفض معدل الإصابة دوليا بنسبة 99٪، من ما يقدر بنحو 350 ألف حالة في أكثر من 125 دولة موبوءة إلى دولتين موبوءتين فقط.
وكانت البداية في عام 1994، إذ تم القضاء على شلل الأطفال في الأمريكتين، وبحلول عام 2000 أصبح غرب المحيط الهادئ خاليًا من شلل الأطفال.
وبحلول 2003 ظل شلل الأطفال متوطنًا في 6 دول فقط، وفي عام 2006 انخفض هذا العدد إلى 4 دول، ثم تم اعتماد منطقة جنوب شرق آسيا التابعة لمنظمة الصحة العالمية خالية من شلل الأطفال في عام 2014، والمنطقة الأفريقية في عام 2020.
وفي يوليو/تموز 2021 تم تسجيل حالتين فقط من فيروس شلل الأطفال البري على مستوى العالم، حالة واحدة في كل من أفغانستان وباكستان، لكن حدثت انتكاسة صادمة بعد تزايد حالات الإصابة خصوصا في عامي 2023 و2024.
ووفقا لموقع thenationalnews، واجه النجاح الدولي عقبة كبيرة مع ظهور سلالة متحولة من لقاح فموي في مجاري الصرف الصحي في لندن ونيويورك، وارتفاع الإصابات في باكستان وتسجيل غزة وبعض الدول الأفريقية إصابات.
أبلغت السلطات الصحية في باكستان عن 186 إصابة بفيروس شلل الأطفال البري من النوع 1 في عام 2024 مقارنة بنحو 126 حالة خلال عام 2023 بأكمله.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد العينات البيئية الإيجابية لفيروس شلل الأطفال البري من النوع 1 في أفغانستان في عام 2024 بلغ 44 مقارنة بـ62 خلال عام 2023 بأكمله.
أما عن ظهور فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح (cVDPV)، ففي عام 2024 تم تأكيد 72 حالة إصابة منها 68 حالة من النوع 2 و4 حالات من النوع 1.
ومن بين 72 حالة في عام 2024، حدثت 30 حالة (42%) في نيجيريا، وقد اكتشفت الجزائر وكوت ديفوار ومصر وغينيا الاستوائية وغامبيا وليبيريا وموزمبيق والسنغال وسيراليون والسودان وأوغندا وزيمبابوي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح في البيئة ولكنها لم تكتشف أي حالات.
وإجمالًا، هناك 15 دولة من أصل 21 دولة تكافح شلل الأطفال حاليًا، بما في ذلك أفغانستان والكونغو والصومال وجنوب السودان واليمن.
ما نسبة التغطية العالمية للقاح شلل الأطفال؟
كشفت منظمة الصحة العالمية أن 83٪ من الرضع في جميع أنحاء العالم تلقوا 3 جرعات من لقاح شلل الأطفال المعطل (IPV) في عام 2023.
وتشير التقديرات إلى أن نسبة التغطية في منطقة أوروبا بمنظمة الصحة العالمية تبلغ 89%، في حين لا تتجاوز 6% في منطقة جنوب شرق آسيا بمنظمة الصحة العالمية، ما يكشف عن تباين كبير بين المناطق.
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، في بيان، أن الانحدار العالمي في التحصين للأطفال خلال عام 2024 أدى إلى زيادة تفشي شلل الأطفال، بما في ذلك في البلدان التي كانت خالية من شلل الأطفال لعقود من الزمن.
وقدمت المنظمة مثالا بشأن تكثيف الاستجابة الدولية لحالات الإصابة وتوسيع رقعة التطعيم، لكن الأوضاع السياسية دوليا تقف حائلا دون ذلك.
وأوضحت اليونيسف أنها في الأشهر الأخيرة كثفت الاستجابة الطارئة لارتفاع حالات تفشي شلل الأطفال في غزة، إذ تلقى ما يقرب من 600000 طفل دون سن 10 سنوات اللقاح خلال الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في منتصف سبتمبر/أيلول.
وذكرت: تم تنفيذ الجولة الثانية والأخيرة بنجاح في جنوب ووسط غزة، لكن النزوح الجماعي المتجدد والقصف أدى إلى تأخير العملية في الشمال. تأتي الحملة بعد عودة شلل الأطفال إلى غزة لأول مرة منذ 25 عامًا.
في السودان، انخفضت التغطية الوطنية للتطعيم للأطفال من 85 إلى 100. في عام 2023 انخفضت نسبة التغطية إلى 30% فقط في مناطق الصراع النشط. واستجابة لذلك، قادت اليونيسف وشركاؤها حملتين طارئتين لشلل الأطفال في الأشهر الأخيرة، حيث وصلت إلى 2.9 مليون طفل دون سن الخامسة من خلال التطعيم من منزل إلى منزل.
ووفقا لمنظمة الصحة، قد تم إيقاف شلل الأطفال الذي يستهدف القضاء عليه على مستوى العالم في جميع البلدان باستثناء أفغانستان وباكستان.
واستطردت: تظل جميع البلدان معرضة لخطر استيراد شلل الأطفال، خاصة التي تعاني ضعف خدمات الصحة العامة والتحصين وروابط السفر أو التجارة مع البلدان الموبوءة.
