في كلّ يومٍ يمر من أيام الصّيف تزداد درجات الحرارة ارتفاعاً، والحرارة بشكلٍ عام تسبب اختلالاً في توازن الجسم، فهي تؤدّي إلى سخونته التي تتعدّى درجة حرارة الجسم الطبيعيّة، والتي ينتج عنها التعرّق الشّديد، مما يتسبّب بفقدان الجسم للماء الضروري للقيام بعمليّاته الحيوية وخاصّةً أثناء الصّوم حيث لا يمكن تعويض السوائل، وبالتالي اختلال توازنه، كما تزيدُ الحرارة العالية من خطر الإصابة بضربة الشمس.
ويؤكّد الأطبّاء والمختصّون أن بعض العوامل ترفع احتمال الإصابة بضربة شمس أو "ضربة حرارية" خلال أيام الصيف الحارة، منها الشعر القصير والخفيف الذي يجعل الرّأس عرضةً لأشعة الشمس بشكلٍ مباشر، والمجهود البدني الذي يؤدّي إلى طرح السوائل عبر التعرّق، بالإضافة إلى تعاطي الأدوية والملابس الثقيلة والرطوبة العالية للهواء وعدم تجدّد الهواء وقلة تناول السوائل.
وتتمثل أعراض ضربة الشمس بالدوار والغثيان والتقيؤ وسخونة الرأس والشعور بآلام بها.
وفي هذه الحالة ينبغي الاستلقاء في الظل فوراً، مع رفع الجزء العلوي من الجسم قليلاً، وبعدها تبريد الرأس ومؤخرة العنق بكماداتٍ رطبة، وإذا لم تتلاشى الأعراض، فينبغي حينئذ استشارة الطبيب.
أما أعراض الضربة الحرارية فهي أشدّ من سابقتها وأخطر وتتمثل بارتفاع درجة حرارة الجسم، وسخونة الجلد وجفافه، والصداع والدوار والنعاس والعطش الشديد والتشنجات، ومن الممكن أن ينتج عنها حدوث تشوش ذهني أو فقدان للوعي.
وفي هذه الحالة ينبغي الاتصال بالإسعاف فوراً، مع مراعاة أن يستلقي المصاب في الظل أو في غرفة باردة، وإذا كان لا يزال في وعيه، فمن الأفضل رفع الجزء العلوي من جسمه قليلاً وإعطائه مشروباً، أما إذا كان فاقداً للوعي، فينبغي أن يستلقي على جانبه.
ولتجنب الإصابة بضربة شمس أو ضربة حرارية، ينصح الأطباء بتجنّب التعرض لأشعة الشمس الحارقة وقت الظهيرة، والحرص على ارتداء غطاء للرأس في حال الاضطرار للخروج، وتجنب الأماكن ذات درجة الحرارة المرتفعة، ومحاولة تعويض السّوائل المفقودة قدر الإمكان، ويتطلّب ذلك شرب ما يقارب ليترين أو أكثرخلال الفترة بين الإفطار والسحور، وخارج أيام الصّيام يجب الاستمرار بشرب الماء طوال النّهار، وتجنّب الشّعور بالعطش، بالإضافة إلى محاولة تأجيل المجهود البدني إلى الصباح الباكر أو المساء.