الإجهاض من التجارب المؤلمة التي تخوضها العديد من النساء، ولا تقتصر صعوبتها على فقدان الجنين فقط، وإنما تمتد إلى الجانب العاطفي، إذ تستمر المرأة في الشعور بالحزن والخسارة لفترة طويلة.
ويعد الإجهاض أمرًا شائعًا تعانيه نسبة لا بأس بها من الحوامل، إذ تنتهي في الواقع نحو 10-20% من حالات الحمل بالإجهاض.
ورغم التقدم الطبي، لا تزال بعض المعتقدات الخاطئة تحوم حول الإجهاض، مثل ارتباطه بالتوتر أو الصدمة أو ممارسة الرياضة وغيرها.
لكن للتأكيد، فإن زيادة خطر الإجهاض لا يرتبط بالحالة العاطفية أثناء الحمل، مثل التوتر أو الاكتئاب أو التعرض لصدمة أو خوف، وكذلك لا علاقة له بالإجهاد أو العمل الذي يتطلب الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
كما أن ممارسة التمارين الرياضية أثناء الحمل أو الجماع أو السفر جوًّا أو تناول الطعام الحار لا تزيد من خطر الإجهاض.
الإجهاض الطبي، الذي يسمى أيضًا الإجهاض التلقائي، هو فقدان الحمل خلال الأشهر الأولى، إذ تحدث 8 من كل 10 حالات إجهاض بين الأسابيع الـ 20 والـ 23 الأولى من الحمل.
ونبه موقع Cleveland Clinic إلى أن مصطلح "الإجهاض" لا يعني أن الأم ارتكبت خطأً أثناء الحمل، موضحًا أن معظم حالات الإجهاض تكون خارجة عن إرادة الأم، وتحدث غالبًا بسبب توقف الجنين عن النمو.
هناك عدة أنواع من حالات الإجهاض، وتشمل:
- الإجهاض الحتمي: يحدث عندما يزداد النزيف، ويفتح عنق الرحم، مما يجعل استمرار الحمل غير ممكن.
- الإجهاض غير الكامل: يحدث عندما تخرج بعض أنسجة الحمل من الرحم، ويبقى البعض الآخر بداخله. في هذه الحالة، تحتاج الحامل إلى متابعة طبية لإزالة الأنسجة المتبقية.
- الإجهاض الكامل: يحدث عندما تخرج جميع أنسجة الحمل من الرحم، وعادةً لا يتطلب علاجًا إضافيًا.
- الإجهاض المفقود: لا تعاني الحامل من تشنجات أو نزيف، لكن الموجات فوق الصوتية تظهر جنينًا بدون نشاط قلبي أو كيس حمل فارغًا دون جنين. عادةً ما تخرج الأنسجة من الرحم من تلقاء نفسها، لكن قد تحتاج الحامل إلى علاج في بعض الحالات.
أوضح موقع Planned Parenthood أنه من الصعب معرفة أسباب الإجهاض الطبي بالضبط، لكنه لا يحدث مطلقًا بسبب شيء فعلته المرأة الحامل.
وشرح الموقع أن الشعور بالتوتر، وممارسة الجنس، وممارسة الرياضة، وتناول معظم الأدوية، والإصابات البسيطة مثل السقوط، لا تسبب الإجهاض بشكل عام.
وعدد الموقع بعض الأشياء التي تسبب الإجهاض تشمل:
هناك بعض العوامل المحتملة التي تزيد فرص حدوث الإجهاض، بعيدًا عن مشاكل كروموسومات الجنين ومشاكل المشيمة، وتشمل وفقًا لموقع Nhs.uk:
- العمر: النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن 45 عامًا، فإن أكثر من 5 من كل 10 حالات حمل تنتهي بالإجهاض.
- الإجهاض السابق: إذا تعرضت المرأة لأكثر من إجهاضين متتاليين، فمن المرجح أن تتعرض للإجهاض مرة أخرى.
- الظروف الصحية على المدى الطويل: العديد من الحالات الصحية المزمنة يمكن أن تزيد من خطر تعرض المرأة للإجهاض، خاصة في الثلث الثاني من الحمل، إذا لم يتم علاجها أو السيطرة عليها بشكل جيد. هذه الحالات تشمل السكري، وارتفاع ضغط الدم الشديد، ومشاكل الغدة الدرقية، ومتلازمة أضداد الفوسفوليبيد (APS).
إذا كانت الحامل تعاني من الظروف التالية، فمن المرجح أن يزداد خطر حدوث الإجهاض:
أوضح موقع Health أن هناك حالات طبية متعددة تتطلب الإجهاض الطبي الفوري، وعلى رأسها ما يهدد حياة الحامل، وتشمل:
- تأثير الحمل على القلب: يمكن أن يؤدي الضغط الهائل الذي يفرضه الحمل على القلب إلى تعطيل تدفق الدم وزيادة خطر تجلط الدم، وذلك بفعل الهرمونات المرتفعة.
- السرطان: تحديدًا الذي تم تشخيصه حديثًا، ويحتاج إلى علاج فوري
- عدوى "التهاب المشيماء والسلى" داخل الرحم: يحدث غالبًا بعد تمزق مبكر للكيس السلوي، مما يتطلب إجراء إجهاض طبي فوري.
- انفصال المشيمة: عندما تنفصل المشيمة عن بطانة الرحم، مما يؤدي إلى نزيف شديد يستدعي الإجهاض الطبي الفوري.
- حالات الحمل خارج الرحم: حيث يزرع الجنين نفسه خارج الرحم، وهي حالة تستلزم إجراء إجهاض طبي عاجل.
- تسمم الحمل الشديد: يعتبر تسمم الحمل حالة تهدد حياة الأم والجنين، وبالتالي يحتاج إلى إجراء إجهاض طبي فوري.
أما أبرز الحالات الطبية التي تؤثر في الجنين، وتستدعي النظر في إجهاضه تشمل تشوهات الجنين المميتة، إذ تؤدي إلى حمل غير قابل للحياة، وقد يكون من الأفضل الإجهاض.
وتشمل هذه التشوهات الجنينية، التي لا يمكن اكتشافها إلا من خلال فحص تشريح الجنين لمدة 20 أسبوعًا:
عندما يتعلق الأمر بالإجهاض، فإن المخاطر قد تختلف بناءً على عدة عوامل، ويشمل ذلك نوع الإجهاض (دوائي أو جراحي) وعدد أسابيع الحمل. وفقًا لموقع NHS.uk، فإن بعض المخاطر تشمل:
أوضح موقع Healthline أن مقدار النزيف الذي تختبره الحامل أثناء الإجهاض يعتمد على مجموعة متنوعة من الظروف، بما في ذلك مدى تقدمها في الحمل.
وأشار الموقع إلى أن النزيف قد يبدأ على شكل بقع خفيفة، أو قد يكون أثقل، ويظهر على شكل تدفق من الدم، ومع اتساع عنق الرحم يصبح النزيف أكثر غزارة.
عادةً ما ينتهي النزيف الشديد خلال ثلاث إلى خمس ساعات من بدايته، وغالبًا ما يتوقف النزيف الأخف بعد أسبوع أو أسبوعين قبل أن يتوقف تمامًا.
تتفاوت ألوان الدم التي يمكن أن تراها المرأة خلال الإجهاض. يمكن أن يكون لون الدم ورديًا، أحمرًا زاهيًا، أو بنيًا. الدم الأحمر الزاهي غالبًا ما يكون دليلاً على نزيف جديد وسريع من الرحم، في حين أن الدم البني قد يدل على وجود دم متواجد في الرحم لفترة من الزمن قبل خروجه.
بعد الإجهاض، قد يحتاج الجسم إلى ثلاثة إلى أربعة أسابيع لطرد محتويات الحمل المفقود تمامًا. خلال هذه الفترة، من المعتاد أن يحدث نزيف ويمكن للأم أن ترى بقعًا دموية.
ونصح موقع Plannedparenthood الحامل بعد الإجهاض بضرورة تجنب ممارسة الجنس أو وضع أي شيء في المهبل، بما في ذلك السدادات القطنية٬ لمدة أسبوعين على الأقل لتجنب خطر العدوى المحتملة.
وأوضح أنه في حالات الإجهاض المبكر، عادةً ما يتوقع أن يعود جسم المرأة إلى حالته الطبيعية خلال بضعة أيام إلى أسبوعين. كما أن من المتوقع أن تعود الدورة الشهرية خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع عقب الإجهاض.
أما في حالات الإجهاض الذي يعرف بـ"جنين ميت"، فالتعافي يختلف وقد يكون أكثر تعقيدًا. في هذه الحالة، تحدث عملية التعافي تدريجياً وتشبه إلى حد كبير عملية الولادة الحية من حيث الجوانب الجسدية والعاطفية.
في الأيام الأولى بعد الإجهاض، من الطبيعي أن تواجهي بعض الأعراض الجسدية والعاطفية. تشمل هذه الأعراض نزيفًا حادًا، وتشنجات في البطن، وألمًا في منطقة العجان، وتعبًا عامًا. يمكن أيضًا أن تشعري بالاحتقان أو الألم بسبب انتظام حليب الثدي بعد الولادة.
مع استمرار جسمك في التعافي تقل الأعراض تدريجيًّا، إذ يبدأ النزيف في التناقص، ويتحول من اللون الأحمر، إلى الوردي، إلى البني، إلى الأبيض المصفر على مدار نحو 6 أسابيع.
سوف يقل تشنج البطن أيضًا، رغم أن الأمر قد يستغرق نحو 6 أسابيع ليختفي تمامًا٬ حيث ينكمش الرحم مجددا إلى حجمه الطبيعي، كما يهدأ ألم العجان في غضون 3 إلى 6 أسابيع.
ذكر موقع Whattoexpect أن أعراض ما بعد الإجهاض تعتمد على طول فترة الحمل، وأبرزها:
رغم صعوبة اضطرابات الحمل والإجهاض ومرارة الفقدان، فإنها من الأمور التي تحدث دون خطأ معين فعلته الحامل؛ ومن ثم لا يمكن منع الإجهاض.
لكن موقع Cleveland clinic رأى أن أفضل شيء تقدمه الحامل لنفسها وجنينها هو العناية بجسمها، وتتضمن بعض الأمثلة ما يلي: