في أيام الصيف، لا شيء يُضاهي متعة تناول مثلجات باردة تخفف من وهج الحرارة. لكن، أمام ثلاجة المثلجات، قد تحتار بين أسماء كثيرة: آيس كريم، جيلاتي، سوربيه… فما الفرق بينها؟ ولماذا يختلف مذاق كل نوع عن الآخر رغم التشابه في الشكل؟
رغم أن هذه المصطلحات تُستخدم أحيانًا بشكل متبادل، فإن الجهات المختصة مثل وزارة الزراعة الأمريكية تضع معايير دقيقة لتحديد كل نوع، خصوصًا عند تسويق المنتجات في الأسواق، وذلك بحسب نسبة الدهون، كمية الهواء، ونوع المكونات الأساسية.
هذا الدليل يوضح لك الفروقات الدقيقة بين أشهر أنواع الحلوى المجمدة، من حيث المكونات، القوام، الطعم، وحتى طرق التقديم.
رغم التشابه الظاهري بين الآيس كريم والجيلاتي، إلا أن الفرق بينهما يتجاوز النكهة والقوام.
يُعتبر الآيس كريم من أكثر الحلويات المجمدة انتشارًا حول العالم، لكنه ليس مجرد مزيج من النكهات المجمدة. فوفقًا لمعايير وزارة الزراعة الأمريكية، لا يُطلق على المنتج اسم "آيس كريم" إلا إذا احتوى على نسبة لا تقل عن 10% من دهون الحليب. هذه النسبة تضمن القوام الكريمي الغني الذي يميز هذه الحلوى.
في المقابل، وعلى الرغم من أن كلمة "جيلاتو" تعني "آيس كريم" باللغة الإيطالية، إلا أن الاثنين ليسا متطابقين.
يُحضَّر الجيلاتي الإيطالي بكمية دهون أقل تتراوح بين 4 إلى 9%، ويُخفق ببطء، مما يجعله أكثر كثافة. كما يُقدّم في درجة حرارة أعلى قليلًا من الآيس كريم، لذا يكون ملمسه أكثر نعومة ولمعانًا. ويعود الفضل في ابتكار الجيلاتي إلى المهندس والفنان الإيطالي بيرناندو بونتالنتي في القرن السادس عشر.
وتوضح خبيرة الآيس كريم ليزا فورتسمان أن الجيلاتي يحتوي على كريمة أقل وحليب أكثر، ما يقلل نسبة الدهون ويُعزز القوام الكثيف الغني. وتضيف: بفضل عملية الخفق البطيئة، يحصل الجيلاتي على ملمس مخملي ونكهة قوية، تجعله مثاليًا لابتكار نكهات متعددة ومميزة.
السوربيه، أو كما يُعرف بالشربات، هو نوع من الحلويات الفرنسية المجمدة التي تعتمد على الفاكهة والسكر كمكونات رئيسية. يتميز هذا النوع بخلوه تمامًا من منتجات الألبان، مما يجعله خيارًا مثاليًا للنباتيين أو لمن يبحثون عن بديل أخف من الآيس كريم والجيلاتي.
يقول الشيف المتخصص في الحلويات جان بابتيست سكورديل: السوربيه حلوى مجمدة منعشة، مصنوعة من عصائر الفاكهة أو هريسها، مع الثلج والمحليات. وهي تقدم نكهة فاكهية مكثفة من دون الحاجة إلى مكونات كريمية.
يُحضّر السوربيه غالبًا باستخدام آلة صنع الآيس كريم، ما يمنحه قوامًا متماسكًا وسهل التقديم على شكل كرات، رغم أنه لا يتمتع بالقوام الكريمي المعروف في أنواع الحلوى الأخرى.
السوربيتو
السوربيتو هو الاسم الإيطالي لحلوى الشربات، وغالبًا ما يُستخدم المصطلحان للدلالة على النوع نفسه من الحلويات المجمدة. إلا أن السوربيتو يحمل بصمة إيطالية خاصة، تميّزه في طريقة التحضير والمكونات.
توضح خبيرة الحلويات ليزا فورتسمان أن السوربيتو لا يحتوي على أي منتجات ألبان، ويعتمد كليًا على الماء والفواكه الطبيعية للحصول على قوام ناعم ونكهة غنية؛ ما يجعله خيارًا أقل دهونًا مقارنة بالآيس كريم أو الجيلاتي، ويمنحه نكهة فاكهية بفضل توازن الماء والسكر والفواكه الطازجة.
من جانبه، يشير الشيف جان بابتيست سكورديل إلى أن جذور هذه الحلوى تعود إلى العهد العثماني، حيث ظهرت لأول مرة كمشروب فاكهي مثلج يُعرف باسم "الشربات". هذا المشروب انتشر في الشرق الأوسط، ثم تطور خلال القرن العشرين إلى حلوى مثلجة تُحضّر أحيانًا بإضافة الحليب أو الكريمة، فيما بقي السوربيتو وفيًا لقاعدته المائية.
والفرق بين هذه الأنواع يكمن في المكونات الأساسية: فالسوربيه والسوربيتو يُحضّران من عصير الفاكهة والسكر فقط، بينما يحتوي الشربات على لمسة من الحليب تمنحه قوامًا أكثر كريمية، في حين يمنح غياب الألبان نكهة أكثر حدة ونضارة في النسختين الإيطالية والفرنسية.