الدوار من الحالات الشائعة التي يفقد فيها الأشخاص توازنهم وتنتابهم الدوخة بسببها. ويُرجِّح باحثون من كليفلاند كلينك أن السبب وراء هذا الدوار هو بعض المشكلات الأساسية التي تكون مرتبطة بالدماغ والأذن الداخلية.
وأشار الباحثون إلى أن نوبات الدوار عادة ما تستمر لبضع دقائق، إذ تكون قصيرة، ولا تستمر أطول من ذلك. ومع هذا، فإن هذه ليست القاعدة، لأن هناك استثناءات، إذ قد يشعر بعضهم بنوبات الدوار هذه لمدد زمنية أطول.
وبينما يعد الدوار نفسه مجرد عرض، فإنه قد يحدث أيضا بالتزامن مع أعراض أخرى نتيجة للشعور بالدوخة، بما في ذلك الغثيان، القيء، الصداع ومواجهة صعوبات في سبيل الحفاظ على توازن الجسم.
وقال الباحثون إن معظم الأشخاص الذين يعانون من الدوار يتم تشخيص إصابتهم بمشكلة في الأذن الداخلية، وهو ما قد ينطوي على دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV)، التهاب العصب الدهليزي ومرض مينيير.
وأضاف الباحثون أن وظيفة الأذن الداخلية هي الحفاظ على شعور الشخص بالتوازن من خلال مزيج من السائل والشعر الصغير، إذ يقومان بقياس الحركة وإرسال معلومات إلى الدماغ.
مع العلم أنه حينما تتعطل تلك المنظومة أو لا تعمل بالصورة المطلوبة، كما في الحالات السابق الإشارة إليها، فإن الفرد يفقد إحساسه بالتوازن، وهو ما يؤدي إلى شعوره بالدوار.
وأوضح باحثون من كليفلاند كلينك أن هناك عدة طرق يمكن أن تفيد في علاج نوبات الدوار، ومنع نوبات الدوخة المصاحبة، من ضمنها التمارين التي يمكن القيام بها في المنزل.
وعلى رأس هذه التمارين المصممة خصيصا لمعالجة نوبات الدوار المرتبطة بدوار الوضعة الانتيابي الحميد هو ذلك التمرين الذي يعرف بـ "مناورة إيبلي"، والذي ثبت أنه يفيد تماما بهذا الصدد.
هذا التمرين مخصص للقضاء على أعراض الدوار لدى الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بدوار الوضعة الانتيابي الحميد، وهو ما يحدث حين تتحلحل بلورات كربونات الكالسيوم الموجودة بشكل طبيعي في الأذن الداخلية وتحد من قدرتها على تنظيم التوازن.
ويعني هذا التمرين بنقل تلك البلورات إلى خارج الأذن الداخلية وإعادتها لأدائها الطبيعي. وأفضل ما في هذا التمرين هو أنه يساعدك على تخفيف أعراضك بنفسك في بضع دقائق مرة واحدة يوميا.
ويعتمد الاتجاه الذي ستنفذين به التمرين على ما إن كان بمقدورك تحديد الدوار الخاص بك في الأذن اليسرى أو الأذن اليمنى. وحال كان الدوار ناحية اليسار، فإنك ستكونين بحاجة للجلوس على السرير مع تحريك رأسك بزاوية 45 تجاه اليسار. ثم البقاء على تلك الوضعية وثبات الرأس كما هي، ثم الاستلقاء على السرير، والبقاء بتلك الوضعية لمدة نصف دقيقة.
وبعدها ستكونين بحاجة لتحويل رأسك بزاوية 90 درجة الناحية الأخرى، تجاه اليمين، والبقاء على تلك الوضعية لمدة 30 ثانية أخرى. ومن ثم تحريك كامل الجسم والرأس ناحية اليمين، حتى تصبحي في مواجهة السرير، والبقاء مرة أخرى على تلك الوضعية لمدة 30 ثانية.
وأخيرا، تعودين لوضعية الجلوس مرة أخرى، وتراقبين مدى اتزانك، والمفترض أن تكون أعراض الدوار قد اختفت في تلك المرحلة. وبالنسبة للدوار الذي ينتابك في الأذن اليمنى، فيمكنك القيام بالخطوات ذاتها، لكن على الناحية الأخرى، وحينها ستتحسن أيضا أعراض الدوار لديك.