تعد الصدفية من أمراض المناعة الذاتية المزمنة التي تتسبب في حدوث مشكلات بالجلد، كما أن أعراضها الجسدية تتجاوز بكثير تلك التي قد تربطينها بها، علما بأن هناك عدة أنواع مختلفة من الصدفية وأن التجربة الشخصية تختلف من فرد لآخر في واقع الأمر، ويحتمل أن تمتد تأثيراتها لتُسَبِّب كل شيء بدءًا من التهاب المفاصل الصدفي المؤلم ووصولاً للمشاكل التي تؤثر على صورة المرء الشخصية في نظر الآخرين.
وأوضح الخبراء أن الجانب الوراثي والعوامل البيئية ربما تساهم في حدوث خلل بالجهاز المناعي بهذا النحو الذي يقود للإصابة بمرض الصدفية. وأشاروا إلى أن ما يعرفونه هو أن الصدفية ليست مرضا معديا، وأنها لا تُعالَج، رغم أن العلاجات التي يصفها الأطباء للمصابين بتلك الحالة قد تساعد نوعا ما في السيطرة على أعراضها.
ما هي أنواع الصدفية؟
معظم المصابين يعانون من صدفية الطبقات (plaque psoriasis) التي تظهر على شكل بقع متقشرة وبارزة تعرف بـ "الطبقات". في حين يميل كثيرون لربط الصدفية بالاحمرار؛ إذ يعتمد لون الطبقات على لون بشرتك، وتميل الطبقات لأن تبدو بنية أو بنفسجية مع قشور رمادية على البشرة الداكنة وحمراء أو وردية مع قشور بيضاء فضية على البشرة الفاتحة. وهناك أنواع أخرى من الصدفية تشمل الصدفية القطروية التي تظهر على شكل آفات صغيرة تشبه النقط، والصدفية العكسية التي تظهر على شكل آفات ناعمة ولامعة في ثنايا الجسم كما تحت الذراعين والثديين، والصدفية البثرية التي تبدو وكأنها بثور بيضاء مليئة بالصديد، وأخيرا الصدفية المحمرة للجلد التي تسبب تورد الجلد بمعظم الجسم، حكة شديدة، ألما وتقشرا.
أين تظهر الصدفية؟
يمكن للصدفية أن تظهر في أي مكان على الجلد؛ ذ يمكنها أن تظهر على الجفنين، الأذنين، الفم، الشفتين، ثنايا الجلد كما المؤخرة، الإبطين أو تحت الثديين، اليدين، القدمين، الأظافر، المرفقين، الركبتين، فروة الرأس، الوجه والأعضاء التناسلية.
ما هي أسباب الإصابة بالصدفية؟
بينما قد يكون للجانب الوراثي دوره في الإصابة بالصدفية، فقد ثبت أيضا أن هناك بعض العوامل البيئية التي يمكن أن تساهم أيضا في حدوث الإصابة، مثل الإجهاد، حروق الشمس، الالتهابات، إصابات الجلد، التدخين أو التعرض للتدخين السلبي الحساسية، النظام الغذائي، بعض الأدوية أو حتى حالة الطقس سواء كان باردا أو جافا.
ما علاقة الصدفية بالصحة النفسية؟
أوضح الأطباء أن المشكلات الجلدية التي يمكن أن تؤثر على مظهرك قد تجعلك خجولة بطبيعة الحال، خاصة مع وجود معتقد خاطئ يتحدث عن أن الصدفية مرض معد، وهو ما يفسر السبب وراء ميل المصابين بالصدفية لإخفاء بشرتهم وعدم إظهارها.
كما نوه الباحثون بأن هناك دراسات تؤكد أن الصدفية قد تُفاقِم أو تساهم في الإصابة بمشكلات مرتبطة بالصحة النفسية كالاكتئاب، القلق، اضطراب ثنائي القطب، اضطرابات الأكل وغير ذلك من المشكلات، وهو ما يتطلب منك توخي الحذر.
متى يتعين عليك زيارة الطبيب؟
في حال كان لديك أي سبب يجعلك تشكين في إصابتك بالصدفية، فإنه يكون لزاما عليك في تلك الحالة أن تتواصلي مع طبيب جلدية متخصص من أجل استشارته بشأن حالتك لضمان تقديم العلاج المناسب لك كخطوة أولى نحو علاج المشكلة بصورة صحيحة.
علاج الصدفية
رغم أن الصدفية من المشكلات التي تبقى مع الإنسان طول حياته، لكنْ هناك كثير من الخيارات العلاجية المتاحة التي من بينها الكريمات والمستحضرات لحالات الإصابة الخفيفة، وكذلك الأدوية البيولوجية التي تغير من تفاعلات الجهاز المناعي لحالات الإصابة الحادة. كما نوه أطباء من مايو كلينك بأن إدراج بعض التغييرات بنمط الحياة والاستعانة ببعض العلاجات المنزلية قد يكون لهما دور في علاج المشكلة، كما الاستحمام يوميا بدقيق الشوفان الغروي وأملاح إبسوم، وضع مرطب كثيف بعد الاستحمام مباشرة، تغطية مناطق الإصابة ليلا بلفافة بلاستيكية، وأخيرا التدقيق في اختيار المنتجات التي لا تتسبب في تهيج الجلد مع الرجوع دوما للطبيب.
