ربما باتت تلجأ أعداد متزايدة من الناس لاستخدام المناديل المطهرة بغرض الوقاية في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، نظرا لدورها المفترض في توفير قدر من الحماية.
وقد تحول الأمر بشكل كبير بالنسبة للأمريكيين على مدار الأعوام الماضية؛ إذ باتت تشكل تلك المناديل جزءا من روتينهم اليومي، لاعتقادهم أنها تساعد بالفعل في الحفاظ على صحتهم بكفاءة وفعالية، لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن "هل تلك المناديل بالفعالية ذاتها التي يحكى عنها؟
بعض الحقائق عن تلك المناديل
لا يمكن إنكار الجانب العملي الذي تتسم به تلك المناديل، وهناك بيانات تؤكد أن كثيرين يستخدمونها إما لسهولة حملها أو لسهولة التخلص منها، فيما يحبها آخرون لسرعتها وعمليتها وقدرتها على قتل الجراثيم، كما يعلن مكافحو الجراثيم عن الفعالية التي تشتهر بها المناديل المطهرة بشكل صحيح على العبوات الخاصة بها، وقد لفتت دراسات مستقلة إلى صحة ما يقال عن فعالية تلك المناديل في مواجهة الجراثيم، مع تأكيد أطباء على أن المكونات التي تحتويها المناديل فعالة جدا في واقع الأمر.
إحدى مشاكل المناديل المطهرة ليس لها علاقة بالمنتج نفسه وإنما بطريقة استخدامها، فالحقيقة هي أن تلك المناديل ليست ضرورية لروتين التنظيف؛ إذ إن هناك فارقا كبيرا بين التنظيف والتعقيم، فبينما يزيل التنظيف الجراثيم من على الأسطح، تتمثل مهمة التعقيم في قتل الجراثيم باستخدام مبيدات الآفات المضادة للميكروبات.
لا يمكن للمناديل المطهرة أن تحل محل الصابون والماء، فحتى مع ظهور أنواع مختلفة من المطهرات القوية في الأسواق، يبقى دوما الخط الأول في مواجهة الجراثيم هو الماء والصابون، وهو ما ينطبق أيضا على الأسطح الملوثة التي يجب تطهيرها.
يجب الانتباه من إفراط استخدام المناديل المطهرة بعيدا عن الماء والصابون؛ إذ تبين أن ذلك قد يساهم في نشر الجراثيم والبكتيريا، وهو ما يجب الانتباه إليه تماما.
ربما يتعين على ربة المنزل أن تستعين بأكثر من منديل مطهر في الوقت ذاته، وهناك تعليمات للاستخدام تكون مدونة على بعض العبوات تخبر المستخدمين بضرورة استخدام قدر كاف من المناديل لكي تبقى الأسطح رطبة بشكل واضح لمدة 4 دقائق.
يجب معرفة أن تلك المناديل تقتل الجراثيم بشكل عشوائي دون أن تميز بين أنواع الجراثيم الضارة والأخرى المفيدة، كما يجب معرفة أن الإفراط في استخدام المطهرات كالمناديل يمكن أن يؤدي لنمو البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي تعرف بـ "superbugs".
يجب عدم الاحتفاظ بتلك المناديل المطهرة في سيارتك الخاصة، بل يجب معرفة أنه من الضروري تخزين تلك المناديل في درجة حرارة الغرفة، وحال زادت درجة الحرارة أو انخفضت على تلك المناديل، فستزول فعالية ما بها من مواد حافظة وقد تتعفن.
حين يتعلق الأمر بتطهير لعب الأطفال البلاستيكية، ينصح بتنظيف وتعقيم الألعاب غير المزودة ببطاريات باستخدام غسالة الأواني، أما الألعاب المزودة ببطارية، فيوصى بتنظيف الطبقات الخارجية من اللعبة باستخدام الماء الدافئ والصابون ومن ثم استخدام منديل لتطهير الجزء الخارجي. ويجب الأخذ بعين الاعتبار أهمية تنظيف اللعبة بالمياه وتجفيفها قبل تسليم اللعبة للطفل مرة أخرى حفاظا على صحته.
يمكن استخدام المناديل المطهرة في تنظيف لعب الأطفال شريطة استخدامها بطريقة صحيحة، مع الانتباه لعدم تعريض الأطفال لأي من المواد الكيميائية التي قد تحتويها المناديل.
يجب على كل ربة منزل أن تعرف أنها ستحتاج لمنتجات أخرى بخلاف المناديل المطهرة لتتمكن من تنظيف وتعقيم حمام منزلها وذلك لضمان أعلى درجات الوقاية.
لا يمكن لتلك المناديل أن تبقى بنفس فعاليتها لفترة طويلة، فحتى وإن تم تخزينها في أماكن رطبة وجافة لتجنب إصابتها بالعفن، فإنها لن تبقى جديدة وفعالة إلى الأبد.
يجب معرفة أن هناك فارقا بين المناديل المطهرة والمناديل المضادة للبكتيريا، فلا يجب استخدامها بالطريقة ذاتها، ويجب معرفة أن النوعية المطهرة ليست مخصصة للبشرة.
لا يجب استخدام المناديل المطهرة على الأسطح كافة، فلا ينبغي استخدامها مثلا على الأسطح الماصة مثل السجاجيد.
يجب معرفة أن هناك فوائد مثبتة بالفعل من وراء استخدام تلك المناديل المطهرة؛ إذ تؤكد الدراسات على فعاليتها في مقاومة الجراثيم والبكتيريا بصورة مميزة للغاية.
