وصل عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا إلى 814 شخصا، الغالبية العظمى منهم في مقاطعة هوبي الصينية، وبينما لا يملك الخبراء معلومات كافية حول الفيروس، فإن ذلك يعني أن هناك مجموعة واسعة من السيناريوهات المحتملة لمستقبله.
وذكر موقع "باز فيد" أنه وفقا للخبراء، هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة لمستقبل فيروس كورونا، والتي تتمثل في:
السيناريو الأول: أن يتلاشى الفيروس من الصين
مازال مسؤولو منظمة الصحة العالمية يعربون عن أملهم في احتواء الحكومة الصينية للفيروس المتمثل في القيود غير المسبوقة على السفر، والحجر الصحي في مقاطعة هوبي - مركز الوباء- وفي أماكن أخرى.
ودعما لسيناريو الاحتواء، أشار مايك ريان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية، إلى أنه على الرغم من زيادة تقارير الحالات بشكل مطرد في مقاطعة هوبى، وأن هذا التسارع لم يكن موجودا في المقاطعات خارج هوبي، أو في هونج كونج، وماكاو، وفي الشعب التايواني أيضا، إلا أنه يعتقد أن الوضع مستقر نسبيا خارج ووهان.
وأشار الموقع إلى أن واحدة من بين الأسئلة المهمة التي تحدد مدى نجاح الاحتواء الصيني - حيث يتم تجنب الفيروس المميت بواسطة الحجر الصحي والعلاج في المستشفيات - ما إذا كان الفيروس ينتقل فعليا من قبل الأشخاص دون وجود أعراض.
فقد سجل الأطباء بعض حالات مثل طفل تبين أنه مريض فقط من خلال اختبار وراثي ومسح الرئة، وقال أليساندرو فيسبياني، خبير الأمراض المعدية في جامعة نورث إيسترن للعلوم، إن تلك الحالات قد تتفادى الحجر الصحي وتزيد من انتشار المرض، مما يجعل من الصعب للغاية إيقافه في الصين.
وفي الأسبوع الماضي، بدأ هذا النوع في الاختراق، مرجحا بتقرير ورد في مجلة "نيوإنجلند" الطبية عن سيدة أعمال صينية سافرت إلى ألمانيا لبضعة أيام، وأصابت أربعة ألمان في اجتماع عمل، وشعروا بالأعراض فقط بعد عودتهم إلى بلادهم.
لكن أثبتت دراسة الحالة منذ ذلك الحين المبالغة، مع تقارير تفيد بأن المرأة في الواقع كانت تعاني من الحمى وأعراض أخرى أثناء وجودها في ألمانيا.
وقال أنطوني فوشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، يوم الخميس الماضي: "العلماء الصينيون مازالوا متأكدين من حدوث عدوى بدون أعراض، لكنه يعتقد أن الإصابات التي لا تظهر عليها الأعراض ليست محركا لتفشي المرض".
السيناريو الثاني: الانضمام لقائمة الأمراض الشتوية الموسمية
فإذا تمكن الفيروس من الانتشار على نطاق واسع خارج الصين، فهذا ليس بالضرورة كارثيا، فقد ينضم لقائمة الأمراض الشتوية أو الموسمية، وقد يتصاعد في فصل الشتاء مثل الأنفلونزا، وقد شوهد هذا النمط في اثنين من الفيروسات الشائعة التي تصيب الناس.
والجانب السلبي في ذلك، أن هذا يعني أنه سيعود الشتاء المقبل، مثلما حدث ذلك مع وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، الذي أصاب العالم بموجات موسمية.
ومع ذلك، فإن الوقت الإضافي لن يضر، فقد يسمح بإجراء تجارب سريرية لاختبار فعالية الأدوية المضادة للفيروسات المستخدمة في حالات الطوارئ أثناء تفشي المرض.
وقد بدأت الصين تجربتين سريريتين عشوائيتين لعقار واعد يطلق عليه ريمسيفير، يشرف عليه خبير الأمراض التنفسية تساو بن في مستشفى الصداقة الصيني الياباني ببكين.
ومن المرجح أن تذهب أولى جرعات لقاح فيروس كورونا الجديد أولا إلى مقدمي الخدمات الصحية، وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من مخاطر صحية، مثل أمراض الرئة.
السيناريو الثالث: أن يصبح وباء عالميا قاتلا
ومن أسوأ السيناريوهات أن يصبح هذا الوباء مميتا مثلما حدث في عام 1957، عندما تسبب وباء الأنفلونزا في وفاة 1.1 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ومرة أخرى في عام 1968، عندما تسببت سلالة أخرى من الإنفلونزا في وفاة حوالي مليون شخص.
وقال عالم الأوبئة ديفيد فيسمان إن حظر السفر في جميع أنحاء الصين على مستوى البلاد، والتقارير التي تفيد بتقديم إحدى المقاطعات مكافأة قدرها 140 دولارا للأشخاص الذين يستقبلون الوافدين حديثا من ووهان "ليست أشياء تقوم بها الدولة عندما تنجح في مواجهة تفشي المرض"، كما أن أرقام حالات الإصابة المعلن عنها في بعض الدول خارج الصين منخفض بشكل مثير للريبة، إذْ أن بعض هذه الدول تذهب إليها رحلات مباشرة من ووهان.