آثار فيروس "كورونا" الجديد الذي بدأ انتشاره في مدينة "ووهان" الصينية حالة من الرعب الشديد حول العالم، نظرًا لخطورته وسرعة انتشاره.
وأبدت عدة جهات صحية قلقها اتجاه الأمر، مشيرين إلى أن المرض قد يتحول إلى وباء ويقتل الملايين حول العالم في فترة قصيرة، لا سيما أنه حتى هذه اللحظة لم يتم الكشف عن تطوير أي علاج له.
وبهذا الصدد كشف مسؤول بالمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها صباح اليوم الأحد، أن المركز قد بدأ بالعمل على إيجاد لقاحات مضادة للفيروس الخطير. وصرح شيوي ون بو، رئيس المعهد الوطني لمكافحة الأمراض الفيروسية والوقاية منها التابع لنفس المركز، إن العمل على هذا الموضوع بدأ بشكل مكثف، إذ قام المركز بعزل الفيروس، من أجل تحديد سلالته، كما أنهم سيقومون بفحص عدد من الأدوية من أجل علاجه.
وبحسب عدد من الخبراء فإن الفيروس تم الإبلاغ عنه لأول مرة في نهاية ديسمبر الماضي، وأصاب حينها أكثر من 200 شخص كان معظمهم بالصين.
لكن الفيروس بدأ بالانتشار بشكل هستيري وقاتل، حتى إن بعض الكاميرات وثقت حالات وفاة في الشوارع، بعد تفشّي المرض بشكل خطير، مما دفع الحكومة الصينية للعمل على عزل مدينة ووهان التي يسكنها حوالي 11 مليون نسمة، ولكن انتشار المرض لم يتوقف، لتبدأ الصين عملية عزل كبيرة ووضع عدد من المدن ضمن الحجر الصحي.
وما زاد من خطورة الأمر، هو أن المرض بدأ بالانتشار في عدد من الدول الأخرى، مثل تايلاند واليابان وكوريا الجنوبية، كما دخل أوروبا بعد تسجيل أول حالة في فرنسا.
وبحسب الخبراء في الصحة فإن الفيروس نشأ عند الحيوانات وفي الأغلب لدى الخفافيش والثعابين التي تعوّد الصينيون على تناولها، إلى أن المرض ينتشر من شخص لشخص بسهوله كبيرة.
وفيروس كورونا الجديد من نفس عائلة الفيروس الذي يسبب مرض السارس، والذي تم الإبلاغ عنه لأول مرة في عام 2003 في آسيا، وتسبب بوفاة أكثر من 700 شخص.
وبحسب الدكتور بيتر هوتز، عالم اللقاحات في كلية "بايلور" للطب في هيوستن، فإن فريق من العلماء في تكساس ونيويوريك والصين يعملون حاليًا على تطوير لقاح للفيروس.
وبهذا الصدد قال هوتز: "الدرس الذي تعلمناه، هو أن الإصابات بفيروس كورونا خطيرة، وهي واحدة من أحدث وأكبر تهديدات الصحة العالمية".
وأضاف: "استغرق الأمر مع السارس حوالي عام لنكون قادرين على تحديد الرمز الوراثي كاملاً. أما الآن فنحن نقوم بذلك في غضون أسابيع قليلة".