في وقت نتعرض فيه للضوء الأزرق بشكل كبير نتيجة لاستخدامنا الأجهزة الإلكترونية الشخصية بشكل مستمر، فقد يتخوف البعض من أن يكون ذلك الضوء سببًا في حرماننا من النوم وتلف أعيننا.
ويحظى الضوء الأزرق بطول موجي قصير، وهو ما يعني أنه عالي الطاقة ويمكن أن يتسبب في تلف الأنسجة الرقيقة للعين، كما يمكنه أن يمر عبر العين إلى منطقة الشبكية التي تعتبر مجموعة من الخلايا العصبية، التي تحوّل الضوء إلى إشارات تشكل أساس الرؤية.
وبينما أظهرت دراسات مختبرية أن التعرض على مدار فترة طويلة للضوء الأزرق عالي الشدة، يدمر خلايا الشبكية لدى فئران التجارب؛ فقد كشفت دراسات وبائية أجريت على أناس حقيقيين عن نتائج مختلفة، حيث تبين أنه حين يتعلق الأمر بحماية الرؤية والحفاظ على صحة العينين، لا يمكن اعتبار الضوء الأزرق هو أكبر مصدر قلق للناس.
وقال الباحثون إنه يتعين علينا تذكر الشمس عند التفكير في الضوء الأزرق وتأثيراته الضارة المحتملة بشبكية العين، فضوء الشمس هو ضوء أزرق في الغالب، ويكون أكثر سطوعًا بحوالي 100 ألف مرة من شاشة الحاسوب في ظهيرة الأيام المشمسة.
الإصابة بالضمور
ومع هذا، فإنها قليلة هي الدراسات البشرية التي اكتشفت وجود علاقة بين التعرض لضوء الشمس والإصابة بالضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر، وهو مرض يصيب شبكية العين ويؤدي لفقدان الرؤية المركزية. ومن ثم فقد خلص الباحثون، وفق آخر نظرياتهم، إلى أنه من غير الوارد أن تتسبب الشمس الساطعة في إلحاق الضرر بشبكية العين البشرية، وهو ما يؤكد بالتبعية أن الضوء الذي ينبعث من الأجهزة الإلكترونية، كالحواسيب العادية والحواسيب اللوحية والهواتف المحمولة لا تضر هي الأخرى.
ويتبقى هنا السؤال، إذن لماذا يختلف التأثير من عيون البشر إلى عيون الفئران؟، والإجابة باختصار، كما أوضحها الباحثون، هي أن عيون الإنسان مزودة بعناصر وقائية، مثل الأصباغ البقعية وقدرة العدسة البلورية الحاجبة للضوء الأزرق، حيث ثبت أن تلك التركيبات تقوم بامتصاص الضوء الأزرق قبل وصوله لمنطقة شبكية العين الحساسة.
لكن الباحثين نوّهوا في الوقت تفسه إلى أن ذلك لا يعني التخلص من نظارات الشمس، لأنها تحظي بفائدة أيضًا بخلاف حمايتها العين من ضوء الشمس الأزرق، فارتداؤها على سبيل المثال يبطئ الإصابة بمشكلة إعتام عدسة العين، التي تصيب الرؤية بتشوش وغمامة.
كما نصح الباحثون بعدم شراء المنتجات التي يقال إنها تساعد في حجب الضوء الأزرق، كما نصحوا بعدم المبالغة في تصديق كل ما يقال عن تأثيرات الضوء الأزرق الضارة، وقالوا إن الأفضل هو إبعاد الأجهزة عن غرفة النوم وتقليل سطوع الإضاءة بها قرب موعد النوم.