دائمًا ما يوصي الأطباء بعدم تناول أو شرب أي شيء قبيل الخضوع للعمليات الجراحية، وينصح بالتوقف عن ذلك مدةً تتراوح ما بين 8 ساعات لـ 12 ساعة قبل الجراحة.
ويشدد الأطباء على ضرورة المنع بشكلٍ تام؛ إذ لا يسمح حتى بتناول وجبةٍ خفيفة أو أخذ رشفةٍ ماء، وإلا فقد يتم إلغاء أو تأجيل موعد العملية الجراحية في الأخير.
والخبر الجيد هو أنَّ معظم الناس يقضون فترة الـ 8 إلى 12 ساعةٍ في النوم دون أن يتناولوا أو يشربوا أي شيءٍ وذلك لأنَّ كثيرًا من الجراحات تُجرى في الصباح الباكر.
أسباب منع الأكل والشرب
هناك عدة أسباب تقف وراء طلب الأطباء توقف المرضى عن الأكل والشرب بصورة تامة قبل الجراحات، ويرتبط بعضها باحتمالية تعرض المرضى حال تناولهم شيئًا إلى مضاعفاتٍ خطيرة تنتج عن الأطعمة الموجودة في المعدة أثناء الخضوع للتخدير.
وتتنوع الأسباب طبقًا لذلك كما يلي
خطر التعرض للحالة المعروفة بـ "ذات الرئة الاستنشاقية"
وتحدث حال ابتلاع شيءٍ ودخوله للجسم عبر أحد الممرات الهوائية، وهي حالةٌ تجعل الشخص يستيقظ من نومه، ويدخل في نوبة سعالٍ، وربما يتقيأ، حتى يتم خروج الطعام الذي تم ابتلاعه بالخطأ من مجرى التنفس.
والمشكلة أنَّ الجسم حين يكون تحت تأثير المخدر العام تمهيدًا للخضوع للجراحة، فإنّه يفقد كامل قدرته على اتخاذ أي رد فعل، نتيجة دخوله في حالة من اللاوعي.
فضلاً عن وجود أنبوب يُعرف بـ "الأنبوب الرغامي" أو "أنبوب القصبة الهوائية" الذي يسهل دخول الأشياء للجسم ويُصَعِّب على الفريق الطبي إدراك حدوث ذلك.
خطر تعرض الأمعاء لأضرارٍ ومشكلات
إن كان موضع الجراحة في الجهاز الهضمي، فلكِ أن تعلمي سيدتي أن وجود طعامٍ بداخله أمر من الممكن أن يعقد الجراحة ويؤدي للإصابة بعدوى، ولهذا فإنَّ الأكل أو الشرب قبل الجراحة قد يؤدي لإلغائها.
خطر التعرض لغثيان وقيء
وهما من أشهر الأعراض التي تصاحب العمليات الجراحية، ومن الأسهل منعهما بدلاً من معالجتهما ومحاولة السيطرة عليهما بعد حدوثهما، وبينما توجد أدوية متوافرة لمعالجتهما، فإنَّ أسهل طريقة لمنع حدوثهما من الأساس هي أن تكون المعدة فارغة من أي طعام أو شراب عند الخضوع للتخدير.
نظام الأكل قبل مدة من الجراحة
إن كنتِ على بعد أيام أو أسابيع من موعد الجراحة، فحاولي أن تركزي على نوعية الأطعمة الخالية من الدهون والغنية بالبروتين، كما الدجاج والأطعمة البحرية، التوفو/الفول ومنتجات الألبان قليلة الدسم. ويجب أن تهتمي كثيرًا بالأطعمة الغنية بالبروتينات؛ لأنها تساهم بشكل كبير في عملية الاستشفاء التي تعقب العملية الجراحية، ويجب أيضًا الاهتمام بشرب المياه حتى يصير البول صافيًا وعديم اللون في الأخير.
الوجبة الأخيرة قبل الجراحة
لا ينصح بتناول وجبة دسمة أو كبيرة قبل مدة الصوم اللازمة قبل الجراحة بـ 8 أو 12 ساعة، ويمكنكِ الاكتفاء بدلاً من ذلك بوجبة خفيفة كحساء أو سلطة خضار، حيث تستغرق الوجبة الدسمة وقتًا أطول ليتم هضمها وبذلك لا يعد هناك قيمة لفترة الصوم قبل الجراحة.
السكري والصوم للعمليات الجراحية
يمكن أن يتسبب الصوم لبعض المرضى، خاصةً المصابين بالسكري، في الإصابة بمشكلات إضافية، ولهذا ينصح في هذه الحالة بضرورة الرجوع للجراح ليفيدك بشكل أكبر.
تطور المبادئ التوجيهية
مع استمرار البحوث، يتوقع أن تتغير تلك المبادئ المتعلقة بفترة الصوم اللازمة قبل الجراحات، وذلك بالاتساق طبعًا مع توجيهات الجراحين وأطباء التخدير بشأن ما يجب فعله.