لا شك أن الرضاعة الطبيعية تعد أفضل مصدر للتغذية للأطفال الرضع، إذ توصي منظمة الصحة العالمية بضرورة الاعتماد عليها حصريًّا خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل.
ومع ذلك، قد تكون هذه التجربة مرهقة للأمهات الجدد جسديًّا ونفسيًّا، إذ تثار لديهن العديد من التساؤلات حول توقيت الرضاعة ومدتها، بالإضافة إلى القلق من إمكانية إطعام الطفل بشكل زائد عن حاجته.
في ما يأتي بعض الأسئلة التي تكررها الأمهات الجدد حول الرضاعة، والأجوبة وفقًا لرأي المختصين.
الإفراط في الرضاعة الطبيعية يعني إما إنتاج الأم كمية حليب تتجاوز حاجة الطفل، أو تناول الطفل الحليب بكميات زائدة، وفي بعض الحالات، قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض هضمية عند الرضيع، مثل الغازات والانتفاخ.
مع ذلك، تشير الدكتورة ديبالي باتيل، استشارية أمراض النساء والتوليد، لموقع onlymyhealth، إلى أن هذا الأمر لا يثير القلق عادةً، إذ يميل الأطفال الذين يرضعون طبيعيًّا إلى تنظيم كميات الحليب التي يتناولونها وفقًا لحاجتهم للشبع والجوع.
على حين أن الإفراط في الرضاعة الطبيعية نادرًا ما يكون مصدر قلق، بالنسبة لبعض الأمهات، يمكن أن تسبب الرضاعة الطبيعية المنتظمة، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى، مشاكل مثل تقرحات الحلمة، والاحتقان، والإرهاق.
وتلاحظ الدكتورة ديبالي، أنه يمكن أن ينتج عن الرضاعة الطويلة والمتكررة نقص تغذية لدى الأم أو جفاف أو نقص الفيتامينات.
توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية الخالصة خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، وبعدها يمكن للأم البدء في إدخال الأطعمة الصلبة تدريجيًّا.
تشير الدكتورة ديبالي إلى أهمية مواصلة الرضاعة الطبيعية، مع زيادة تنوع وملمس الأطعمة تدريجيًّا، حتى يحصل الطفل على العناصر الغذائية من كلا المصدرين.
يمكن للأمهات البدء بتقديم الأطعمة الغنية بالحديد، والانتباه إلى إشارات أطفالهن لاستجابتهم، ومع مرور الوقت، سيصبح نظام الطفل الغذائي معتمدًا أكثر على الأطعمة الصلبة، بينما يبقى حليب الأم مصدرًا إضافيًّا للطاقة.
لضمان حصول الأطفال على التغذية المناسبة من الرضاعة الطبيعية، يجب على الوالدين الانتباه إلى احتياجات أطفالهما.
أحيانًا توجد علامات خفية تشير إلى أن طفلك جائع ويحتاج إلى الرضاعة الطبيعية، وتشمل هذه مص الأصابع أو البحث عن الثدي أو التململ.
في الختام، الرضاعة الطبيعية هي علاقة فريدة بين الأم وطفلها، مليئة بالحب والعطاء، ورغم أن الإفراط في الرضاعة قد يكون أمرًا نادرًا، فإن التساؤل حوله أمر طبيعي لدى العديد من الأمهات، والأهم هو أن تستمع الأم إلى جسدها وإشارات طفلها، وأن تحافظ على الثقة بنفسها وبقدراتها على إرضاع طفلها بشكل صحيح.