طفرة كبيرة يشهدها العالم في عدد التوائم، إذ بات من الرائج الحمل بتوأم سواء بطرق طبيعية أو عن طريق العلاجات التي تزيد فرص الحمل بالتوائم.
أفادت جامعة أكسفورد، في بحث أجرته، إن عدد التوائم الذين يولدون في العالم وصل إلى أعلى مستوى له إطلاقا، إذ يتم ولادة 1.6 مليون توأم كل عام.
وأظهر البحث زيادة ملحوظة في معدلات الولادة بتوأم على مدى الأربعين عامًا الماضية، حيث ارتفعت نسبة الولادة بتوأم من 9 إلى 12 لكل 1000 ولادة، ما يعني أن واحدا من كل 42 طفلاً يولد الآن توأمًا.
وتشير الدراسة إلى زيادات كبيرة في معدلات الولادة بتوأم في العديد من دول أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، إلا أن 80% من حالات الولادة بتوائم تحدث في قارتي آسيا وأفريقيا، وتشهد أفريقيا خاصة أعلى معدلات الولادة بتوائم إطلاقا.
يمكن أن يحدث الحمل في توأم بالصدفة؛ بسبب وجود جنينين يتم تخصيبهما، أو قد يكون وراثيًا في بعض الحالات، وعادةً ما يكون شائعًا بين النساء اللاتي يلجأن إلى علاجات الخصوبة.
وعادة ما يكون لدى التوائم المتماثلة خصائص جسدية متشابهة، وتكون من الجنس نفسه، في حين قد تكون التوائم غير المتماثلة من جنسين مختلفين، ولها خصائص متنوعة.
أعراض الحمل بتوأم
عمومًا، قد تكون أعراض الحمل مشابهة إلى حد ما، سواء كانت الحالة تتعلق بطفل واحد أو توأم. ومع ذلك، في حالة الحمل بتوأم، قد تظهر علامات الحمل بتوأم في وقت مبكر وبشكل أكثر حدة من الحمل بطفل واحد.
وأوضح موقع Carehospitals الفرق بين أعراض الحمل الفردي والحمل بتوأم على النحو الآتي:
- زيادة في أعراض الحمل التقليدية: تشمل زيادة شدة وتواتر الغثيان والقيء خلال اليوم بشكل شديد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل بالتوأم؛ بسبب ارتفاع مستويات الهرمونات.
- زيادة الوزن: يحدث زيادة في وزن الأم أكبر من الحمل الفردي؛ نظرًا لضرورة دعم وحمل طفلين.
- التعب الشديد: يمكن أن يكون التعب أكثر شدة بسبب الاحتياجات الزائدة للجسم لدعم نمو الجنينين.
- حركة الجنين المبكرة والمكثفة: يمكن أن تكون حركة الجنين أكثر نشاطًا ووضوحًا بسبب نمو طفلين في الرحم.
- ارتفاع مستويات هرمون الحمل: يكون ارتفاع مستويات هرمون الحمل أعلى في حمل التوأم.
- كثرة التبول: يحدث ضغط إضافي على المثانة؛ بسبب زيادة إنتاج الهرمونات ونمو طفلين، ما يؤدي إلى كثرة التبول.
- زيادة الشهية: تحتاج الأم إلى المزيد من السعرات الحرارية لدعم نمو الجنينين، ما قد يؤدي إلى زيادة الشهية.
- بطن سريع النمو: يتوسع الرحم بشكل أسرع، ويظهر بحجم أكبر في حمل التوأم.
- مشاكل النوم: تعاني النساء الحوامل بتوأم من مشاكل في النوم نتيجة للحركة الكثيفة للجنينين.
- دوالي الساقين: يزيد الحمل بتوأم من ظهور دوالي الساقين؛ بسبب زيادة تدفق الدم.
متى يظهر كيس الحمل الثاني في التوأم؟
عادةً، يُظهر كيس الحمل الثاني في حالة الحمل بتوأم بمجرد بدء الأم في الأسبوع السادس من الحمل. باستخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية، يُمكن تشخيص ورؤية كيسي الحمل في الرحم. في الأسابيع التالية، خصوصًا في الأسابيع السابعة والثامنة من الحمل، يُمكن رؤية الجنينين ووجود دليل على معدل ضربات قلب الجنين.
وذكر موقع Myhealth.Alberta أنه بعد مرور 10 أسابيع على بدء الحمل يمكن أن تظهر الموجات فوق الصوتية ما إذا كان الأطفال ينموون في الكيس السلوي نفسه.
وأوضح: إذا كان لكل منهما كيس خاص به ومشيمة خاصة به، فإن التوأم لديهما أفضل الفرص للنمو بشكل جيد، مشيراً إلى أنه بين الأسبوعين 18 و 20 يمكن للموجات فوق الصوتية إظهار جنس كلا الجنينين.
المضاعفات الصحية للحمل بتوأم
المضاعفات الصحية المحتملة المرتبطة بالحمل بتوأم تشمل:
- الولادة المبكرة: التوائم أكثر عرضة لخطر الولادة قبل الأسبوع 37 من الحمل.
- انخفاض الوزن عند الولادة: غالبًا ما يكون وزن التوائم أقل عند الولادة مقارنةً بالأطفال الفردين.
- متلازمة نقل الدم من توأم إلى توأم (TTTS): حالة نادرة يمكن أن تحدث عندما يتشارك التوائم المشيمة، ما يؤدي إلى تدفق غير متساوٍ للدم ويمكن أن يكون قاتلًا إذا لم يتم التدخل.
- انفصال المشيمة المبكر: حالة خطيرة تتضمن انفصال المشيمة المبكر قبل الولادة، ما يؤدي إلى النزيف، ويشكل مخاطر على الأم والطفل.
- تسمم الحمل: ارتفاع ضغط الدم ووجود البروتين في البول، يحدث على نحو متكرر أكثر في حالات الحمل بتوأم.
- فقر الدم: خطر الإصابة بفقر الدم أعلى في حالات الحمل بتوأم؛ بسبب زيادة الطلب على إنتاج الدم لدعم نمو الجنينين.
- الولادة القيصرية: الحمل بتوأم لديه احتمالية أكبر للحاجة إلى عملية قيصرية بدلا من الولادة المهبلية؛ بسبب الصعوبة والمخاطر الزائدة في حالات الحمل بتوأم.
نصائح لصحة جيدة أثناء الحمل بتوأم
قدم موقع Carehospitals مجموعة من النصائح للأمهات للبقاء بصحة جيدة أثناء الحمل بتوأم، أبرزها:
- الأكل الصحي: يجب على الأم استشارة الطبيب لتحديد خطة غذائية ملائمة توفر العناصر الغذائية الضرورية لنمو الأطفال وتطورهم.
- رطوبة الجسم: الحفاظ على رطوبة الجسم أمر ضروري لمنع زيادة فقدان الماء نتيجة للتبول المتكرر أثناء الحمل.
- تجنب الوجبات السريعة: ينبغي على الحامل تجنب الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسكر، والتركيز على تناول أطعمة صحية.
- النوم الجيد: الحصول على قسط كافٍ من النوم أمر مهم لمحاربة التعب والإرهاق الناتج عن الحمل.
- قائمة الممنوعات: تجنب التدخين والكحول والأدوية غير الموصوفة من قبل الطبيب.
- التحكم في التوتر: من المفيد ممارسة اليوغا والنشاط البدني المعتدل للتخفيف من التوتر والإجهاد.
- تناول الفيتامينات: يجب على الحامل الاهتمام بتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية بجرعات مناسبة حسب توصية الطبيب.
نظام غذائي للحمل بتوأم
يلعب النظام الغذائي الصحي للحامل بالتوأم دورًا حيويًا في صحة الأم وصحة الأطفال. يحتاج الجسم إلى كميات إضافية من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية لتلبية احتياجات الجنينين الثنائيين.
ووفقا للكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) فإن النساء اللاتي يحملن توائم أن يستهلكن 300 سعرة حرارية إضافية لكل طفل إضافي.
إليك ملخص لقائمة الأطعمة المفيدة للحامل بتوأم وفقًا لموقع Whattoexpect:
- البروتين الخالي من الدهون: تناول كميات وافرة من البروتين الخالي من الدهون يساعد على الوقاية من تسمم الحمل وسكري الحمل والولادة المبكرة. يمكن الحصول على البروتين من مصادر مثل لحم البقر والديك الرومي والدجاج، والزبادي قليل الدسم، والأسماك الدهنية الغنية بأوميغا 3.
- الأطعمة الغنية بالحديد: تناول الحديد يساعد على منع فقر الدم لدى الحوامل، ويمكن العثور على الحديد في اللحوم الخالية من الدهون والدواجن ذات اللحوم الداكنة، والأسماك، والفول والبقوليات، والحبوب المدعمة بالحديد.
- الفواكه والخضراوات: تساعد على توفير المغذيات الضرورية والألياف، ويمكن تضمين التوت والعنب والجزر والطماطم والفواكه المجففة في النظام الغذائي.
- الأطعمة الغنية بحمض الفوليك: حمض الفوليك ضروري لتقليل خطر العيوب الخلقية لدى الأطفال، ويمكن الحصول عليه من الخضروات الورقية والحبوب المدعمة والأفوكادو والفاصوليا والمكسرات والبذور.
- الألبان منخفضة الدسم: توفر الكالسيوم اللازم لصحة الأم والأطفال، ويمكن العثور على الكالسيوم في الزبادي والحليب والجبن.
