من الطبيعي أن نتمنى بقاء شعرنا بلونه الطبيعي مع التقدم في العمر، لكن الحقيقة أن معظم الناس يواجهون تغير لون الشعر تدريجيًا، حيث تبدأ خصلات الشعر بفقدان لونها لتكتسب اللون الرمادي أو الأبيض اللامع.
يتحدث البعض عن إمكانية تأخير هذه العملية الطبيعية باستخدام تقنيات بيولوجية أو مكملات غذائية أو منتجات موضعية، لكن هل هذه الحلول فعّالة فعلاً؟ بالاعتماد على آراء الخبراء من أطباء الأمراض الجلدية ومصففي الشعر، نستكشف جذور هذه المشكلة، ونجيب عن أهم الأسئلة المتعلقة بإبطاء أو عكس ظهور الشيب.
يختلف توقيت ظهور الشيب من شخص لآخر، فبينما يلاحظ البعض أولى خصلات الشعر الرمادي في الثلاثينيات أو الأربعينيات من العمر، قد يبدأ آخرون في الشيب في وقت مبكر أو متأخر.
يقول الدكتور هوارد سوبيل، جراح الجلد التجميلي بمستشفى لينوكس هيل، إن الشعر يحتوي على بصيلات تُنتج الميلانين، الصبغة المسؤولة عن لونه.
ومع تقدم العمر، تقل قدرة هذه البصيلات على إنتاج الميلانين، مما يؤدي إلى تحول الشعر تدريجيًا إلى اللون الرمادي، بدءًا من الصدغين ثم أعلى الرأس، وهي عملية طبيعية تستغرق سنوات.
على الرغم من أن العوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًا في ظهور الشيب، إلا أن هناك عوامل بيئية ونمط حياة قد تساهم في تسريع العملية.
يُشير مصفف الشعر الشهير روجيرو كافالكانتي إلى أن الأبحاث الجديدة حول علاج الشيب مبشّرة، لكنها لم تصل بعد إلى نتائج قاطعة. ومع ذلك، يمكن للتغييرات الصحية في نمط الحياة أن تعود بفوائد عديدة، بما في ذلك إبطاء ظهور الشيب.
إليك أفضل الإستراتيجيات لتأخير ظهور الشيب:
قد تسهم عوامل مثل التوتر، التدخين، نقص الفيتامينات، وبعض الأمراض في تسريع ظهور الشيب. مثل التوتر، الإجهاد المزمن يؤدي إلى زيادة الإجهاد التأكسدي في بصيلات الشعر.
فيما يُضعف التدخين بصيلات الشعر، مما يعزز ظهور الشيب المبكر. ويمكن لبعض الحالات الصحية مثل اضطرابات الغدة الدرقية وأمراض المناعة الذاتية أن تؤدي إلى فقدان صبغة الشعر. لذلك، ينصح بالاهتمام بالصحة العامة من خلال إدارة التوتر، ممارسة الرياضة، الإقلاع عن التدخين، ومعالجة أي مشاكل طبية.
يلعب النظام الغذائي دورًا كبيرًا في صحة الشعر. ترتبط بعض الفيتامينات والمعادن، مثل فيتامين بـ12 والحديد والنحاس والزنك، بظهور الشيب المبكر. فيما تعمل مضادات الأكسدة، مثل التوت والشوكولاتة الداكنة لمواجهة الإجهاد التأكسدي. كما تتوفر مكملات غذائية مثل Vegamour وArey، والتي تدّعي تعزيز صحة الشعر وإبطاء ظهور الشيب.
رغم أن المنتجات لا تقدم حلولًا نهائية، إلا أن بعض العلاجات تظهر نتائج واعدة: فالعلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP): يُستخدم لتحفيز نمو الشعر وتحسين صحة فروة الرأس. وأمصال الشعر المضادة للشيب، تعمل على تحسين إنتاج الميلانين، مثل منتجات Arey وLiving Proof التي تحتوي على مضادات الأكسدة والمكونات المستهدفة.
لا توجد طريقة مؤكدة لعكس الشيب بشكل كامل، لكن تبني أسلوب حياة صحي، وتحسين التغذية، واستخدام العلاجات الحديثة يمكن أن يساعد في إبطاء العملية. وبالنظر إلى الفوائد الصحية العامة لهذه التغييرات، فهي تستحق المحاولة حتى لو لم تحقق نتائج فورية في استعادة لون الشعر.