يهتم العلماء أكثر بمدى كون العيون نافذة لصحتنا. ويعلم أطباء العيون بالفعل أنه يمكنهم معرفة الكثير عن الصحة الجسمية والعقلية من خلال النظر بعمق إلى شبكية العين.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن التنبؤ بنسبة 100% بنتائج الصحة أو جودة الرؤية بناءً على لون العين وحده، تشير بعض الدراسات إلى أن بعض المخاطر الصحية قد تكون مرتبطة بلون العين.
وجد تحليل نُشر في عام 2022 في مجلة Cancer Causes and Control أن العيون الزرقاء أو الفاتحة اللون والعيون البنية الفاتحة أو الخضراء أو المتوسطة اللون ترتبط بمخاطر أعلى للإصابة بنوعين شائعين من سرطان الجلد، سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية (ولكن ليس الميلانوما)، مقارنة بالعيون البنية الداكنة.
يُظهر الأشخاص ذوو العيون الزرقاء ميلًا أكبر إلى الضوء الشارد داخل العين، وهي ظاهرة ينتشر فيها الضوء المار عبر العين، ما يؤدي إلى زيادة الوهج، وعدم وضوح الرؤية، وانخفاض التباين، كما وجدت دراسة أجريت على سائقي السيارات الأوروبيين.
ويقول في هذ الصدد الدكتور أوسيووما أبوغو، المتحدث باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون American Academy of Ophthalmology، وأخصائي طب العيون، "يحتوي الأشخاص ذوو العيون الزرقاء على صبغة الميلانين المنخفضة في الطبقة الأمامية من قزحيتهم، ما يتسبب في تشتت الضوء وامتصاص بعض الأطوال الموجية الأطول للضوء الوارد".
ويتابع الدكتور لموقع "everydayhealth" أن نقص الصبغة هو ما يمكن أن يجعل هذه العيون أكثر حساسية للضوء. ونظرت العديد من الدراسات في كمية الضوء الشارد الداخل إلى عيون الأشخاص بألوان عيون مختلفة.
ووجدوا أن الأشخاص ذوي العيون الزرقاء الفاتحة، مقارنة بألوان العيون الأخرى، لديهم كمية أكبر بكثير من الضوء الشارد داخل العين، ما يؤدي إلى الوهج أو الحساسية".
تعني العيون الفاتحة اللون زيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد. كما وجدت الأبحاث أن الأشخاص ذوي العيون العسلية أو الخضراء أو الزرقاء لديهم خطر أعلى للإصابة بالورم الميلانيني في المشيمية - الطبقة الوسطى من العين، والتي تشمل القزحية - أكثر من أقرانهم ذوي العيون الداكنة.
والورم الميلانيني في المشيمية هو سرطان نادر يحدث في حوالي خمسة إلى ستة من كل مليون بالغ في الولايات المتحدة كل عام، وفقًا لمعهد Kellogg Eye Institute .
بالإضافة إلى البشرة الفاتحة والعيون الفاتحة اللون، تشمل عوامل الخطر الأخرى لهذا المرض الإصابة ببعض الحالات الطبية، بما في ذلك الميلانوسيتوز العيني الخلقي أو الميلانوسيتوما العيني، أو وجود تاريخ عائلي للورم الميلانيني في المشيمية، والذي يرجع عادةً إلى طفرة في جين يسمى BAP1.
وجدت دراسة نُشرت عام 2000 أن الأشخاص ذوي العيون البنية لديهم خطر أكبر للإصابة بإعتام عدسة العين، وبالتالي، يجب حماية أعينهم من التعرض المباشر لأشعة الشمس. ولكن يجب أخذ ذلك بحذر حيث لا توجد دراسات حديثة لدعم ذلك، ويلزم إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد صلة ذات دلالة إحصائية.
ينصح الدكتور أوسيووما بشكل عام، الجميع التأكد من ارتداء نظارات شمسية تحجب 100٪ من الأشعة فوق البنفسجية عند الخروج لتقليل فرص الإصابة بإعتام عدسة العين وأمراض العين الأخرى.
ختامًا، مهما كان لون عينيك، فإن الحفاظ على صحة عينيك أمر حيوي. من خلال فحوصات العين المنتظمة واتباع نمط حياة صحي وحماية عينيك من الضوء فوق البنفسجي، يمكنك الحفاظ على رؤيتك الواضحة لسنوات قادمة.