يُقال إن أغلب الناس يحلمون كل ليلة، لكن الحقيقة أنّ تذكر الأحلام يختلف من شخص لآخر. هناك من يستيقظ متذكّرًا تفاصيل أحلامه، بينما يعتقد البعض الآخر أنهم لا يحلمون مطلقًا.
يعود هذا الأمر غالبًا إلى اضطرابات النوم، أو حالات صحية معينة، أو تأثيرات الأدوية.
في هذا الموضوع سنُسلط الضوء على الأسباب المحتملة التي تجعل البعض لا يحلمون، أو يعتقدون أنهم لا يحلمون.
الأحلام هي صور وأحداث ذهنية تحدث أثناء النوم، وتكون أكثر وضوحًا خلال مرحلة النوم العميق المعروفة بـ "حركة العين السريعة" (REM). يُقدّر العلماء أن الإنسان يحلم ما بين 4 إلى 8 مرات كل ليلة. ورغم اختلاف النظريات حول معنى الأحلام وأهميتها، فإن معظمها يشير إلى علاقتها المباشرة بصحة الدماغ والذاكرة.
من غير الراجح أن ينام الإنسان، دون أن يحلم. المشكلة تكمن عادة في اضطرابات مرحلة REM، أو ضعف القدرة على تذكر الأحلام. كذلك، بعض المواد مثل الكافيين، الكحول، وبعض الأدوية النفسية تؤثر في هذه المرحلة، ما يضعف تجربة الحلم.
أيضًا، اضطرابات النوم مثل الأرق وانقطاع النفس في أثناء النوم قد تعيق الاستمتاع بنوم عميق ومتكامل.
الأحلام غالبًا ما تكون علامة على نوم صحي. ولكن في الوقت نفسه، محتوى الأحلام له تأثير مهم. الأحلام المزعجة أو الكوابيس المتكررة قد تشير إلى مشكلات نفسية تحتاج إلى معالجة، بينما تعكس الأحلام الهادئة استقرار الرائي وشعوره الجيد.
فيما يلي بعض الأسباب المرجحة لعدم تذكرك لأحلامك:
تشمل اضطرابات النوم الشائعة مثل الأرق، انقطاع النفس أثناء النوم، ومتلازمة تململ الساقين. هذه الحالات تؤدي إلى تقطع النوم، وتقليل مدة مرحلة REM. إذا لم تُعالج هذه الاضطرابات، فإنها تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية.
الإجهاد المزمن أو الحاد يؤثر في جودة النوم، ويقلل من الوقت الذي يُقضى في مرحلة الأحلام. كما قد يؤدي إلى زيادة احتمالية القلق والاكتئاب، ما يعقد عملية النوم واسترجاع الأحلام.
يعاني الكثير من المصابين بالاكتئاب من مشكلات في النوم، سواء الإفراط في النوم أو قلة النوم. يؤثر الاكتئاب على الدماغ بشكل عام، ما يقلل من القدرة على الحلم أو تذكر الأحلام.
يُصعّب القلق عملية الاسترخاء والنوم العميق. ورغم عدم وضوح العلاقة المباشرة بين القلق والأحلام، بيد أن التأثير في جودة النوم يؤثر بطبيعة الحال على مرحلة REM.
الكحول، الماريجوانا، والأدوية النفسية تؤثر في نمط النوم. كما أن الإدمان المزمن على هذه المواد يُضعف مرحلة REM، ما يؤدي إلى قلة الأحلام أو صعوبة استذكارها.
قد تعاني بعض الحالات الصحية مثل الخرف أو مشكلات الذاكرة الخفيفة من ضعف القدرة على تذكر الأحلام. كما أن بعض الأدوية الموصوفة قد تسبب تأثيرات جانبية تؤثر في الذاكرة.
قلة النوم أو النوم غير الكافي قد يؤديان إلى ضعف القدرة على الحلم أو استذكاره. الأعراض الأخرى تشمل النعاس أثناء النهار، وصعوبة التركيز.
ما زال النوم والأحلام من المجالات الغامضة في البحث العلمي. من المحتمل أن هناك متغيرات غير معروفة تؤثر في الأحلام، وسيظل هذا المجال يثير المزيد من الاكتشافات المستقبلية.
إذا كنت ترغب في تذكر أحلامك، يمكنك اتباع بعض الخطوات:
الالتزام بوقت نوم واستيقاظ منتظمين.
خذ وقتًا للتفكير بهدوء في أي أحلام قد تكون مرّت بك.
اكتب أي تفاصيل تتذكرها فور الاستيقاظ.
مثل الكافيين والكحول قبل النوم.
إذا كنت تعاني من اضطرابات النوم، استشر طبيبًا للحصول على العلاج المناسب.
إذا كنت تعاني مشكلات متكررة في النوم أو عدم القدرة على تذكر الأحلام بشكل مزمن، فقد يكون من المفيد استشارة مختص في اضطرابات النوم أو الصحة النفسية.