يتجه مجال السفر والسياحة في 2025 نحو مسارات غير تقليدية، تماشيًا مع رغبة المسافرين في تجربة مغامرات جديدة تسهم في تخفيف أثرهم البيئي وتعمق اتصالهم بالثقافات والطبيعة.
في تقرير حديث أعدّته "يورونيوز" بالتعاون مع "أكسفورد إيكونوميكس"، تم الكشف عن سبعة اتجاهات رئيسة ستعيد رسم ملامح السفر في العام المقبل.
تزداد شعبية "السياحة الفلكية" التي تُشجع المسافرين على الهروب إلى أماكن بعيدة لمراقبة الشُهب والنجوم في سماء مظلمة بعيداً عن الأضواء الصناعية.
توفر الحدائق المخصصة لرصد النجوم مثل "حدائق السماء المظلمة" فرصاً للاستمتاع بجمال الكون ومشاهدة أحداث سماوية نادرة مثل الشفق القطبي.
تعدّ وجهات مثل أيسلندا وتشيلي ونورثمبرلاند من بين الأماكن الموصى بها لهذا النوع من السياحة، حيث يمكن للمسافرين الاسترخاء والاستمتاع بلحظات تأملية في أجواء استثنائية.
بعد مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تُبرز مواقع مذهلة حول العالم، يرغب العديد من المسافرين الآن في زيارة هذه المواقع بأنفسهم.
فتحت الأفلام والبرامج التلفزيونية أعين الكثيرين على وجهات جديدة، مثل جزيرة "كوه ساموي" في تايلاند بعد عرض مسلسل "The White Lotus"، ومدينة باريس بفضل مسلسل "Emily in Paris".
يسافر الزوار إلى هذه المواقع لالتقاط الصور والعيش للحظات في نفس الأجواء التي أضفت طابعاً خاصاً على الشاشة.
مع تزايد الازدحام في الوجهات السياحية الشهيرة، يُفضّل المسافرون الجدد البحث عن أماكن بديلة أقل اكتظاظاً، وغالباً ما تكون أرخص وأكثر هدوءاً.
يتصدر هذا التوجه الجيل "زد" الذي يميل إلى استكشاف أماكن غير تقليدية، فبدلاً من زيارة المدن الأكثر شهرة مثل برشلونة وأمستردام، يُنصح بزيارة أماكن مثل فيلنيوس وبوخارست وألبانيا، حيث يجد المسافرون تجربة سياحية حقيقية وأجواء محلية أصيلة بعيداً عن الصخب السياحي المعتاد.
يمثل السفر عبر القطارات بديلاً مستداماً للسفر الجوي، ويتيح فرصة للتنقل براحة واستمتاع بين المناظر الخلابة. يفضل كثيرون الآن استكشاف المدن والبلدان عبر رحلات القطارات، مثل قطار الشرق السريع وقطار "غلاسيه إكسبرس" السويسري، حيث يستمتعون بالمناظر الطبيعية وتجربة مريحة بعيداً عن زحام المطارات.
مع ازدياد درجات الحرارة العالمية، بدأ بعض المسافرين في البحث عن وجهات باردة لقضاء عطلاتهم الصيفية.
أصبحت أماكن مثل كندا، وألاسكا، والنرويج، والسويد وجهات مرغوبة للهروب من حرارة الصيف والاستمتاع بطقس معتدل ومناظر طبيعية خلابة.
تتيح "العطلات الباردة" تجربة استجمام مميزة ومريحة، خاصةً لمن يبحثون عن أجواء غير مألوفة ومليئة بالجمال الطبيعي.
تشهد السياحة تحولاً نحو مفهوم "السفر الهادف"، حيث يسعى السياح إلى ترك أثر إيجابي على الأماكن التي يزورونها.
يرغب العديد من المسافرين اليوم بالمشاركة في مشاريع محلية تدعم البيئة والمجتمعات، مثل إعادة تشجير المناطق الجبلية أو تنظيف الشواطئ والمحميات الطبيعية.
ويختار بعضهم وجهات مثل الإكوادور والفلبين، حيث يُتاح لهم التفاعل مع المجتمعات المحلية ودعم مشاريع تعزز التنمية المستدامة.
أدى تطور الذكاء الاصطناعي إلى تحسين تجربة السفر بطرق جديدة، حيث تُستخدم برامج الذكاء الاصطناعي الآن لمساعدة المسافرين على تنظيم رحلاتهم بسهولة وتخصيص الخدمات حسب احتياجاتهم.
تقدم الشركات خدمات استشارية ذكية للسفر، وتعمل على تقليل الأثر البيئي من خلال إدارة الموارد بكفاءة.
أصبح "السفر الرقمي" يتيح فرصاً لا حصر لها للاستكشاف بطريقة ذكية ومريحة، مع الحفاظ على البيئة.
ختاماً، يشهد قطاع السفر في 2025 طفرة نحو أنماط جديدة تعكس تطلع المسافرين نحو تجارب غنية وهادفة. تسهم هذه الاتجاهات في توجيه العالم نحو سفر أكثر استدامة ومسؤولية، حيث يكون للمسافرين دور أكبر في دعم المجتمعات وحماية الكوكب.