يشعر عشاق السينما دائماً بشغف لزيارة الأماكن الحقيقية التي شهدت تصوير المشاهد الخالدة في أفلامهم المفضلة.
وبين المواقع الخيالية والعوالم السحرية، تحمل هذه المواقع بريقًا خاصًّا يجعلها محط أنظار الزوار حول العالم، كأنها قطعة من عالم السينما بحد ذاتها.
سنأخذك في رحلة للتعرف على أشهر المواقع التي يمكن زيارتها والتجول فيها، لتجربةٍ تأخذك إلى قلب أحداث هذه الأفلام.
مدينة سافانا، بجمال شوارعها التاريخية وسحر مناظرها الطبيعية، كانت مسرحًا للعديد من المشاهد في فيلم فورست غامب. أكثر مشاهد الفيلم تميزاً هو ذاك الذي يجلس فيه فورست على المقعد في حديقة "تشيبوا سكوير"، يروي حكاياته للغرباء. المقعد الذي شهد عبارة فورست الشهيرة "الحياة كعلبة شوكولاتة، لا تعرف أبدًا على ماذا ستحصل"، أصبح معلمًا يستقطب عشاق الفيلم، إذ يمكن للزوار اليوم الجلوس عليه واستعادة أجواء الفيلم المميزة.
وعلاوة على ذلك، يمكن للزوار التجول بين أشجار البلوط المغطاة بالطحالب الإسبانية التي ظهرت في مشاهد فورست خلال رحلته في أنحاء جورجيا. كما أن الشوارع الرائعة التي التقى فيها بجيني مجددًا تضيف لمسة رومانسية وتجعل من سافانا وجهة لا تُنسى لمحبي الفيلم.
تحولت جامعة أوكسفورد العريقة إلى عالم هوجورتس السحري في سلسلة هاري بوتر، حيث استُخدمت مواقع مثل مكتبة "بودليان" ومدرسة "ديفينيتي" لتصوير مكتبة ومستوصف هوجورتس. يُمكن لمحبي السلسلة الانضمام إلى جولات سياحية في أوكسفورد للتعرف على المواقع التي بُنيت عليها أجواء المدرسة السحرية، والعيش في تجربة مشابهة للحياة بين جدران هوجورتس.
أحد أبرز معالم التصوير هو قاعة "كرايست تشيرش"، التي كانت مصدر الإلهام لبناء قاعة الطعام الكبيرة في هوجورتس، بتصميمها الفخم وطاولاتها الطويلة وأضوائها الخافتة. يمكن للزوار تناول وجبة داخلها ليشعروا كما لو أنهم جزء من مغامرات هاري بوتر ورفاقه في هذا العالم الخيالي.
مناظر الطبيعة الخلابة في مدينة سالزبورغ النمساوية أصبحت جزءًا من ذاكرة سينمائية عزيزة بفضل الفيلم الشهير صوت الموسيقى. مشاهد جوليا آندروز وهي تغني في المروج الألبية بجانب قصر "هيلبرون" قد حفرت في الأذهان، حيث يمكن للزوار إعادة خلق هذه اللحظات البهيجة في نفس المكان. الحدائق المحيطة بالقصر، والتي شهدت مشهد أغنية "دو ري مي"، تُعدّ موقعًا رائعًا للعائلات ومحبي الفيلم على حد سواء.
داخل المدينة القديمة، يمكن رؤية العديد من المواقع الأخرى التي ظهرت في الفيلم، مثل ساحة "دومكوارتير" التي جمعت ماريا والكابتن فون تراب في لحظة رومانسية لا تُنسى. من الجبال إلى القصور، تأسر سالزبورغ قلوب زوارها بجمالها وسحرها السينمائي.
ربما لا توجد دولة ارتبطت بأفلام معينة كما ارتبطت نيوزيلندا بسلسلة سيد الخواتم. فبفضل الطبيعة المذهلة والمتنوعة التي تقدمها نيوزيلندا، تحول هذا البلد إلى أرض "ميدل إيرث" الخيالية. من جبال الألب الجنوبية الساحرة إلى تلال ماتاماتا الهادئة، قدّم هذا البلد خلفية طبيعية ملحمية تناسب رحلة فرودو ورفاقه.
من أكثر المواقع شهرة هو قرية "هوبيت" الواقعة في ماتاماتا، حيث يُمكن للزوار التجول بين البيوت الصغيرة والجسور الخشبية والطواحين، وكأنهم في قلب أرض الهوبيت. هناك أيضًا جبال كوينزتاون التي مثّلت الجبال الضبابية، وقمة "ماونت صنداي" التي شكلت خلفية قرية الهوبيت. كل زاوية من نيوزيلندا تضفي سحرًا خياليًا، كأنها قطعة من إبداع تولكين.
ترتبط فيلادلفيا بشخصية روكي بالبوا الأيقونية في مخيلة عشاق السينما، إذ حملت شوارعها قصة الملاكم الذي تحدى الصعاب وسعى لتحقيق حلمه. ومن بين جميع مواقع التصوير، يبقى مشهد "سلالم متحف فيلادلفيا للفنون" الذي صعده روكي رمزيًا للقوة والتحدي، حيث يقف روكي في قمة السلالم رافعًا يديه احتفالاً. اليوم، يعتبر هذا المكان مزارًا لكل من يسعى إلى إعادة تمثيل هذا المشهد الذي يعكس روح الكفاح والإصرار.
تشمل مواقع تصوير الفيلم الأخرى مطعم "فيكتور كافيه" الذي شهد لحظات رومانسية بين روكي وأدريان، بالإضافة إلى المناطق الشعبية في جنوب فيلادلفيا التي نقلت جانبًا حقيقيًّا من حياة روكي. زيارة فيلادلفيا تجعل محبي هذا الفيلم يشعرون بروح المدينة التي تشاركت قصة هذا الملاكم الشجاع.
إن زيارة مواقع تصوير الأفلام ليست مجرد سياحة، بل هي فرصة لإعادة إحياء اللحظات السينمائية التي أحببناها وأثرّت فينا. لكل عشاق الأفلام، اصطحبوا الكاميرا واستعدوا لخوض مغامرة بين المواقع التي نقلت السحر من الشاشة إلى الواقع.