قد لا تشعر بالراحة كثيراً وأنت تتجول بين صالات العرض بـ"آرت دبي ديجيتال".. إنه القسم الذي تجد نفسك فـيه مضطراً لخلع أفكارك القديمة والمألوفة عن الفن لتكون مستعداً لاستقبال كل تلك الأسئلة في عقلك.
في هذه الدورة التي أشرف عليها الثنائي ألفريدو كراميروتي وأوروندا سكاليرا، اجتمع أبرز الفنانين والمؤسـسات الحديثة العاملة على دفع حدود الفن الرقمي إلى أبعد مما يتصوره الخيال. هناك حيث تستعرض الأعمال المتطورة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والواقع الممتد، وغيرها من التقنيات التي قدمت خـيارات غير محدودة في عالم الفن والتصميم.
يعرض "بت فورمز غاليري" من نيويورك مجموعة من الأعمال التي تحكي خصوصية الديجيتال في الفن، أولها عمل رقمي للفنان المكسيكي رفاييلو لوزانوهيمر، يعكس حالة الشمس بشكل يومي تبعاً لمعلومات صادرة عن ناسا.
ويعكس عمل الفنان التركي ريفيك أنادول التحولات التي تحدث في دماغ الإنسان، معتمداً على الذكاء الاصطناعي في رصد تلك الذبذبات، وخلق محاكاة تجريدية رقمية تعبّر عن الشكل الحركي للفكرة، أما أعمال مونفيرد مول، التي تعود للسبعينات، فتعتبر من أوائل التجارب الفنية بالاعتماد على الكمبيوتر، ما يمنحها مكانة خاصة في تاريخ الفن.
أما شركة "سنيلو" فقدمت مجموعة من النسخ المطبوعة بجودة عالية لأهم الأعمال الفنية، إذ يقوم عمل الشركة على المساهمة بتعزيز التراث الثقافي عالمياً من خلال توفير نسخ عالية الجودة تحافظ على دقة تفاصيل الأعمال الفنية.
وقد حصلت الشركة على براءة اختراع لتقنية جديدة لإنشاء العمل الفني الرقمي، لتوفر نسخاً أصلية رقمية لأشهر اللوحات، وتعرض مجموعة من أشهر الأعمال لفنانين عالميين، مثل لوحة "سيدة شابة" لـ أميديو مودلياني، ولوحة "لاموتا" للفنان رافاييلو سانزيو، ولوحة "لا سكابلياتا" للفنان ليوناردو دافنشي، وتقوم الشركة برصد جزء من ريع مبيعاتها للمتاحف أو لأصحاب الأعمال الحقيقية، كما تتيح خدماتها للفنانين المعاصرين أيضاً للاستفادة من تقنياتها المتطورة في مجال النسخ الأصلية.
وتقدم جمعية "كوشتا كولكتيف"، التي تضم مجموعة من المخرجين والمصممين والمنتجين، عرضاً بصرياً تتداخل فيه حدود الواقع مع الخيال للفنانة ساشا فلوروفا، من خلال الاعتماد على ابتكار نماذج بصرية جديدة وظفت خلالها عناصر عدة لتصوير هذا العرض "الوردي"، كما أطلقت عليه، مع الكثير من البوالين التي شكلت الجسد بطريقة مختلفة وجديدة، تبدو مرحة لكنها تثير الأسئلة.
وقدمت منصة 1968 المتخصصة بالتصوير الفوتوغرافي معرضاً إبداعياً مذهلاً من الأعمال الرقمية للمصور جاكوبو دي سيرا، التي كانت عبارة عن لقطات مأخوذة من السماء لمجموعات بشرية، تم تصميمها بطريقة فنية تبعث فيها الغموض، وتطرح التساؤلات الوجودية الأزلية عن العلاقة بين الحجم والقيمة الوجودية، إنها تختزل حوارات معقدة وملهمة في الوقت ذاته.