تروي رواية "رأس أنجلة" للكاتبة والشاعرة والمترجمة التونسية إيناس العباسي، الصادرة حديثاً عن دار نوفل/ هاشيت أنطوان، حكاية شقيقتين تونسيتين تهاجران لأسباب مختلفة: "ليندا" التي تتجه شرقاً، و"نادية" التي تتجه غرباً، وبينهما حكاية "فيليب" الشاب الثلاثيني الفرنسي مجهول الأب التونسي.
رواية "رأس أنجلة" هي حكاية عن الهجرة، عن الجذور، عن نتائج الاستعمار والهجرة غير الشرعية، عن علاقات الأبناء بآباء مغيبين، وأمهات يبحثن عن الاستقلال بطرقهن الخاصة. وفي ثنايا حكاية الرواية، يتضح أن الهروب الأول كان للبطلة "نادية"، عندما فرت بها أمها وإخوتها من أبٍ لا يرحم. هربها الثاني كان بعد استقرارها في مدينة بنزرت، حين اقتحم شقتها ملثمون صوبوا أسلحتهم نحو صدرها، فلجأتْ إلى فرنسا، هناك طارد "نادية" هاجس الهرب المستمر من زوج فرنسي عاشق لها لكنه مأزوم، زجته مشاركته في حرب أفغانستان في نوبات عنف لم تسلم منها.
تدور رواية "رأس أنجلة" حول الواقع المر الذي يدفع نحو هجرات غير آمنة، وتظهر أن الغرب ليس دائماً الجنة والملجأ من جحيم أزمات الشرق، إذ هو أيضاً غارق بأزماته. كذلك تسلط الرواية الضوء على الهجرة غير الشرعية، وتاريخ المهاجرين إلى الغرب، عن العنصرية شرقًا وغرباً، واكتشاف الذات والآخر، ولا تخلو من سحر لحظات الطفولة الممتعة..
إيناس العباسي شاعرة وكاتبة ومترجمة تونسيّة من مواليد تونس، 1982. نالت "جائزة أفضل كتاب شعري تونسي" لسنة 2004 عن "أسرار الريح"، و"جائزة المعهد الدنماركي" في دمشق عن قصتها "حرب سنة 2012"، و"جائزة الكريديف" عام 2007 عن كتابها الشعري "أرشيف الأعمى"، و"جائزة الكومار" سنة 2018 عن "منزل بورقيبة". تُرجمت قصصها وقصائدها إلى الفرنسية والإنجليزية والكورية والسويدية والدنماركية والإسبانية.