رحل الفنان التشكيلي والنحات اللبناني حسين ماضي، الملقب بـ"بيكاسو الشرق" عن عمر يناهز 86 عامًا، تاركًا خلفه الجمال والدهشة اللذين استطاع أن يهديهما لهذا العالم، كل تلك العصافير الملونة، والنساء الحائرات خارج حدود الروتين.
"الطبيعة معلمتي الوحيدة، ولا تنبع الأعمال العظيمة إلا من الخالق الأكبر" هذه كانت ربما أشهر عبارات "بيكاسو الشرق" هذا اللقب الذي أطرب آذان العديد من العاملين في مجال الإعلام، دون أن تكون له وقفة عنده، فالرجل كان يهيم في رحلته الخاصة ملاحقًا ملامح أسلوبه الساحر بازدواجيته الجميلة، مع هذا التشكيل الخاص الذي ابتكره متأثرًا بالتوجه الفني الذي كان يسود عصره نحو وحشية ماتيس وتكعيبية بيكاسو، وبين معطيات الثقافة العربية بكل عناصرها الفنية، والتي استطاع أن يوظفها بأسلوب ساحر ليخرج بهوية جديدة تمثل كل ما أراده ليعبر عنه وحده.
حياة مرت على عجل
ولد ماضي، العام 1938، في بلدة شبعا (قضاء حاصبيا - العرقوب) لبنان العام 1938، ودرس الرسم والنحت والحفر في الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة سنة 1958 حتى 1962، لينتقل بعدها للدراسة في روما في أكاديمية بيلي أرتي، وعاش بين هاتين المدينتين طوال الفترة الممتدة بين عامي 1973 و1986.
أجرى بحثًا متقدمًا عن التراث الثقافي العربي والمصري في روما، ثم عاد إلى لبنان في العام 1986، ليصبح أستاذًا في معهد الفنون الجميلة - الجامعة اللبنانية في لبنان، وكان قد عرض أعماله في أوروبا منذ العام 1965، ثم عرض أعماله الفنية في العديد من المتاحف العالمية مثل المتحف البريطاني وفي بينالي البندقية ومتحف أوينو في طوكيو.
معارض في مشوار ماضي
أقام حسين ماضي أكثر من 60 معرضًا فرديًا، كما شارك في عدة معارض دولية، بالإضافة إلى البيناليات حول العالم. وتصدرت أعماله الفنية عددًا من المجموعات الفنية العامَة والخاصة المهمة حول العالم بما فيها المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، والمتحف البريطاني في لندن، ومتحف أينو الملكي في طوكيو، وبنك شيس منهاتن في نيويورك ومجموعة ميشيل تابييه الفنية في باريس، ومتحف سرسق في بيروت.
جوائز ماضي
حصل حسين ماضي على العديد من الجوائز، منها: جائزة الصالون الخامس لقصر سرسق للرسم سنة 1965-1966، وجائزة الصالون الثامن للنحت التي قدمها المركز الثقافي الإيطالي في 1968/1969، والجائزة الأولى للحفر (بالإيطالية: Citta di Lecce) في إيطاليا العام 1974. وجائزة رئيس جمعية الفنانين اللبنانيين أعوام 1982 و1992.
أخبار ذات صلة
