في قلب حي الشندغة التاريخي بإمارة دبي، بين الأزقة الضيقة والبيوت القديمة، ينبض "مهرجان سكة للفنون والتصميم" بروح إبداعية تعبر عن مزيج متقن بين التراث والحداثة.
وتحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، يعود هذا المهرجان بنسخته الثالثة عشرة ليكون أكثر من مجرد حدث فني؛ إنه احتفال حقيقي بمواهب المنطقة وإبداعها، خلال الفترة ما بين 31 يناير وحتى 9 فبراير من العام المقبل.
سكة: جسر بين الأزمنة
ما يميز "مهرجان سكة للفنون والتصميم"، هو الموقع الذي يحتضنه حي الشندغة وليس مجرد منطقة تاريخية؛ إنه فضاء مفتوح لتاريخ دبي الغني بالتقاليد والثقافات المتنوعة، حيث يقدم المبدعون أعمالًا تدمج بين أصالة الماضي ورؤية المستقبل.
في هذا المهرجان، تتحول البيوت إلى معارض فنية، والجدران إلى لوحات ترحب بالزوار لتعكس التنوع الفني الذي يحتضنه هذا الحدث. كل زاوية وكل ركن يحكي قصة، سواء أكانت من خلال منحوتة مبتكرة، أم لوحة تعكس مشاعر الفنان، أم تصميم يستخدم المواد الصديقة للبيئة وتعبر عن رؤية مستدامة.
منصة للمواهب الناشئة والرائدة
إحدى أهم أهداف "مهرجان سكة"، هي إيجاد منصة للمواهب الشابة والناشئة من الإمارات والخليج. من خلال المشاركة في هذا المهرجان، إذ يحصل الفنانون على فرصة ذهبية لعرض أعمالهم أمام جمهور واسع، وللتفاعل مع فنانين آخرين من مختلف الخلفيات والثقافات.
لكن المهرجان لا يقتصر على عرض الأعمال الفنية فقط؛ بل هو مساحة للتعلم والتبادل الثقافي أيضًا، إذ ستتاح للفنانين فرصة المشاركة في ورش عمل تفاعلية، وحضور جلسات حوارية تثري تجربتهم وتوسع مداركهم. فالفنانون هنا لا يعرضون فقط، بل يتعلمون ويتطورون معًا.
البيئة كقيمة أساسية في الفن
في هذا العصر الذي يشهد تحديات بيئية متزايدة، يلعب الفن دورًا محوريًا في نشر الوعي وإلهام التغيير. لذلك يشجع "مهرجان سكة" المشاركين على استخدام مواد صديقة للبيئة في أعمالهم الفنية. هذه الدعوة ليست مجرد شرط للمشاركة؛ بل هي رسالة قوية تعكس التزام دبي بالاستدامة والحفاظ على البيئة.
التركيز على الأصالة والإبداع
يولي المهرجان أهمية خاصة للأصالة في الأعمال الفنية. فكل عمل يجب أن يكون فريدًا وحديثًا، لم يسبق عرضه في فعاليات أخرى. هذا الشرط يضمن أن يكون المهرجان ساحة للإبداع الجديد، حيث يمكن للجمهور الاستمتاع بأعمال لم يسبق لهم رؤيتها من قبل.
رحلة فنية للزوار
مع أكثر من 162 ألف زائر في الدورة الماضية، يثبت "مهرجان سكة" أنه لا يجذب فقط المهتمين بالفن، بل كل من يسعى إلى تجربة ثقافية غنية ومميزة. على مدار عشرة أيام، يمكن للزوار التجول في أرجاء حي الشندغة التاريخي والاستمتاع بالأعمال الفنية المتنوعة، والتفاعل مع العروض الموسيقية والسينمائية، والمشاركة في ورش العمل والجلسات النقاشية.
رؤية مستقبلية للفن والثقافة
"مهرجان سكة للفنون والتصميم" ليس مجرد حدث سنوي بل هو جزء من رؤية دبي الثقافية التي تسعى إلى ترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي للثقافة والفن والإبداع. من خلال دعم الفنانين وإتاحة الفرصة لهم لعرض أعمالهم في هذا المهرجان، تسهم "دبي للثقافة" في بناء مجتمع فني متنوع ومستدام.
إذا كنت فنانًا أو مبدعًا مقيمًا في الإمارات أو الخليج، فهذه هي فرصتك لتكون جزءًا من هذا الحدث الفريد. قدم أعمالك وانضم إلى مئات الفنانين الذين يجعلون من "مهرجان سكة" حدثًا لا يُنسى في المنطقة.
